في مقابلة على شاشة تلفزيون دبي، تطرق محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، لتطورات الأسواق المالية وأبرزها:
أولًا: النفط
هل تضغط سياسة الصين “صفر كوفيد” على الأسواق وخصوصًا النفط؟
أشار “حشاد” إلى أن تلك السياسة لها تأثير سلبي كبير، لأن الصين هي ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، ووردت بيانات تشير إلى تراجع الفائض التجاري وتراجع الواردات في العديد من السلع وعلى رأسها النفط. وبشكل عام، هناك معطيات كثيرة في الأسواق، فقد شهدنا برميل النفط حول مستوى 92.83 للبرميل الواحد، حيث استغل تراجع الدولار الأمريكي.
وعادًة ما يخفض تراجع الدولار من تكلفة النفط المٌسعر بالعملة الأمريكية بالمقارنة مع حاملي العملات الأخرى، غير أن المعطيات المتضاربة في الأسواق وأسواق الطاقة بشكل عام ما بين مخاوف الطلب التي لا تزال تلقي بظلالها على الأسواق وما بين مخاوف شح المعروض تجعل الأسعار في تباين كبير وخصوصًا في ظل ترقب الأسواق أن يدخل قرار الاتحاد الأوروبي بحظر واردات النفط الروسي حيز التنفيذ في 5 ديسمبر 2022.
ولذلك، قد تواجه منظمة الأوبك تحديات كبيرة خلال اجتماعها في ديسمبر المقبل، لأنها تسعى دائمًا بأن يكون هناك توازن ما بين العرض والطلب. ويعتقد “حشاد” أن منظمة أوبك ستحافظ على وتيرة خفض الإنتاج، لأنها من خلال الخفض الأخير استطاعت في أن تجعل هناك توازن في الأسعار على المدى القصير.
ثانيًا: السياسة النقدية الأمريكية
أسهمت بيانات الوظائف الأمريكية التي صدرت يوم الجمعة الماضي في انتعاش السوق، حيث جددت الآمال في أن الفيدرالي قد يرفع سعر الفائدة بوتيرة أقل تشددًا، فما هي التوقعات؟
يتوقع “حشاد” أن الباب ما زال مفتوح أمام 75 نقطة أساس إضافية في ديسمبر المقبل على الرغم من ارتفاع بيانات الوظائف 261 ألف وظيفة، ولكن شهدنا تراجع في متوسط الأجور 4.7% على أساس سنوي مقارنة بـ5% المٌسجلة في الشهر الماضي. وذلك يعني أن ارتفاع معدل التضخم في الأجور ما زال مرتفع.
وبالتالي، يعتقد “حشاد” أن أهم ما يجب أن نركز عليه بالنسبة لأسعار الفائدة هو أنها مرهونة بقراءة التضخم التي ستظهر خلال الأسبوع الجاري. فإذا جاء معدل التضخم أعلى من المعدل السابق وأعلى من التوقع، فقد يكون هناك استمرار في رفع أسعار الفائدة قد تصل إلى مستويات 4.75%.
وبسؤاله هل سيكون هناك تأثير من نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي على الأسواق؟
قال “حشاد” إن تلك الانتخابات سيكون لها تأثير على الأسواق، ويعتقد أن ذلك التأثير سيكون إيجابيًا وخاصة إذا نجح الديمقراطيين في الوصول إلى الكونجرس. كما يعتقد “حشاد” ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم وبالتالي سيؤدي إلى ارتفاع العملة الأمريكية.
ثالثًا: الذهب
هناك عوامل تدعم مسار الذهب في الوقت الراهن رغم أن الدولار لا يزال في موقع قوة ، فما هي العوامل التي تدعمه الآن؟
قال “حشاد” إن تراجع الدولار بشكل واضح دعم مسار الذهب، فقد شهدنا أونصة الذهب 1683 دولار الجمعة الماضية، بعد بيانات الوظائف الأمريكية. حيث تعرض الدولار الأمريكي إلى عمليات جني أرباح قوية في ظل تضارب البيانات، والتي ترجمتها الأسواق بشكل سريع بأن هناك احتمالية للبدء في تباطؤ وتيرة رفع أسعار الفائدة إلى 50 نقطة أساس، ولكن يعتقد “حشاد” أن استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي قد تعود للضغط على أسعار الذهب من جديد في ظل استمرار التشديد النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
رابعًا: الاسترليني
كيف ستكون تحركات الجنيه الاسترليني في الفترة القادمة خصوصًا مع التحركات السلبية نوعًا ما للدولار الآن؟
أوضح “حشاد” أنه إلى الآن لم يٌسعر الجنيه الاسترليني وصول ريتشي سوناك إلى منصبه الجديد، وهناك عدة ضغوطات على الجنيه الاسترليني، حيث أنه لا يزال يعاني من ضعف الاقتصاد البريطاني بشكل عام وهو أسوأ في الأداء ما بين الاقتصادات الكبرى إلى الآن.
ويعتقد “حشاد” أن الجنيه الاسترليني قد يشاهد على المدى القصير بعض الارتفاعات قبل أن يبدأ موجة من الهبوط الجديد في ظل ارتفاع العملة الأمريكية.