بينما كثرت التحذيرات من أن تؤدي الحرب التجارية الراهنة إلى حدوث ركود، علق محمد حشاد، كبير الاستراتيجيين لدى نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحلين الفنيين، على أحدث تطورات الأسواق والأصول المالية المهمة، في مقابلة على شاشة تليفزيون دبي.
وفي حين تترقب الأسواق اجتماع السياسة النقدية بالبنك المركي الأوروبي، وأكد حشاد أن أنظار المتداولين والمتعاملين تتوجه إلى البنك المركزي الأوروبي، وتشير غالبية التوقعات إلى خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وذلك للمرة الثالثة على التوالي، وللمرة السابعة في غضون عام، ويعتقد حشاد أن ما ينبغي التركيز عليه بشكل خاص هو المؤتمر الصحفي لكرستين لاجارد، رئيس المركزي الأوروبي، وهو بمثابة مفتاح مهم لفهم توجهات السياسة النقدية لمنطقة اليورو خلال الفترة المقبلة.
وبالنسبة للوضع الاقتصادي العام لمنطقة اليورو، يعتقد حشاد أنه بدأ يتحسن ويؤدي بشكل جيد في ضوء مؤشرات النشاط الاقتصادي؛ ما انعكس في قراءات مؤشر مديري المشتريات الخدمي والتصنيعي، وفيما يتعلق بالتضخم، ثمة تباطؤ لافت مسجلاً 2.2 خلال مارس 2025، وفيما يخص الحرب التجارية، يعتقد حشاد أنه سيكون لها تأثير كبير على قرارات البنوك المركزية بشكل عام وعلى قرار المركزي الأوروبي، ويتوقع حشاد استمرار خفض الفائدة من قبل المركزي الأوروبي حتى تصل إلى نطاق 1.75 % خلال الأشهر القادمة.
وفيما يتعلق بأسعار النفط التي لوحظ أنها تحاول التعافى، الخميس، من الخسائر التي سجلتها خلال جلسات التداول السابقة، وهل يمثل ذلك صعودًا مؤقتًا، وحول أسباب هذا التعافي مؤخرًا، علق حشاد بالقول: “يكافح النفط من أجل الصعود، الخميس، مستقرًا فوق مستوى 62 دولار للبرميل، وهي أول مكاسب أسبوعية للنفط منذ بداية شهر أبريل الجاري، ويبدو أن النفط استفاد بشكل كبير من البيانات الصينية التي جاءت إيجابية بصورة أكبر من التوقعات، علاوة على نمو الانتاج الصناعي بشكل كبير عند قراءة لافتة وهي 5.9 وكذلك عودة المخاوف من انقطاع الإمدادات إلى الأسواق في أعقاب قرار دونالد ترامب بفرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية، واستهداف المصافي الصغيرة المستقلة التي تعمل في الصين بشكل خاص، ما أثر إيجابيًا على أسعار النفط.
وأضاف حشاد: “ولكن من وجهة نظري الشخصية قد تكون هذه مكاسب مؤقتة في ظل استمرار التوترات التجارية والتوترات الجيوسياسية، كما قد تؤدي تلك التوترات إلى ضعف الطلب على النفط في الأشهر القادمة”.
وعن أداء للذهب الذي تراجع قليلاً، الخميس، ولكن اجمالا ما زال مسجلاً مستويات تاريخية لم يسجلها من قبل وإلى أين يتجه، أجاب حشاد بأن الأسواق شهدت الذهب مسجلاً 3357 دولار للأونصة الواحدة وحقق مكاسب خلال بنسبة 27% في العام 2025، وفي يوم الأربعاء صعد سعر الذهب بأكثر من 107 دولار في جلسة واحدة بعد تصريحات رئيس محافظي الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ونبرة باول المتشددة عن الرسوم الجمركية التي من شأنها أن تعيد استمرار التوترات التجارية ما بين أكبر اقتصادين في العالم ما يشكل تهديدًا كبيرًا، وبالتالي يعمل هذا المناخ على دفع المستثمرين دائما للبحث عن الملاذات الآمنة حتى العملات الشهيرة مثل الين الياباني أو الفرانك السويسري، وعن أصول الملاذات الآمنة وعلى رأسها الدهب من أجل التحوض ضد تقلبات الأسواق، وعن الذهب أيضًا أضاف حشاد: “شهدنا اليوم عمليات جني أرباح بسيطة دفعت االمعدن الأصفر للتخلي عن بعض المكاسب، ولكن الحركة الاتجاهية العامة لا تزال صاعدة وخاصة إذا استمر التصعيد في ملف التعريفات الجمركية.
وعن أداء سوق الأسهم الأمريكي الذي يشهد في فترة الأخيرة تقلبات حادة، وكيف انعكس ذلك على المؤشرات الرئيسية والتي مني بعضها بخسائر بشكل كبير، يقول حشاد: “شهدنا المؤشرات الرئيسية الثلاثة للسوق الأمريكي تتراجع بشكل كبير مع استمرار تصعيد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم؛ الاقتصاد الأمريكي والاقتصاد الصيني مع احتمالية وصول الرسوم الجمركية إلى ما هو أعلى من 145% وفرض عقوبات أمريكية على شركة ديب سيك، وزادت من هذا الزخم التصعيدي تلك النبرة الحادة التي تحدث بها جيروم باول خلال تصريحاته يوم الأربعاء الماضي، في إشارة إلى احتمالية استمرار تباطؤ النمو واحتمالية عودة التضخم الأمريكي إلى الارتفاع”.