في تعليقه على أداء أهم الأصول المالية، أثناء مقابلة أجرتها شاشة تليفزيون دبي، لفت محمد حشاد كبير استراتيجيي نور كابيتال، وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، إلى أن الأسواق تترقب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
الأصول المالية الأكثر تأثرًا بفوز ترامب المحتمل
وعن الأصول التي قد تشهد تحركات قوية على إثر فوز أحد المرشحيْن، رجح جشاد أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستؤثر على الأسواق بمختلف قطاعاتها سواء أسواق العملات أو الأسهم وحتى السلع، ما يعني أن المحللين لا يستطيعون إلى حد بعيد تحديد أي الأدوات ستشهد تحركات قوية، مضيفًا: “ولكن في تقديري الشخصي، فإن أكثر الأدوات الاستثمارية والأصول المتداولة في الأسواق التي قد تشهد تحركات كبيرة، هو اليورو”، وأشار إلى أن اليورو قد يتراجع بل وقد يصل حد التراجع إلى انخفاض حاد، لأنه في حال فوز ترامب، ومن ثم وصوله إلى البيت الأبيض، كما يعتقد حشاد، قد تتعمق الخلافات الاقتصادية في منطقة اليورو.
يتوقع حشاد، من وجهة نظره الشخصية، أن تشهد الأسواق تراجعًا مماثلاً على مستوى عائدات السندات الفرنسية، كما يعتقد أن فرنسا، تحديدًا، من بين دول منطقة اليورو، التيي لا تزال تعاني من عجز ملحوظ في الموازنة العامة كما تعاني من ارتفاع الديون، وبالتالي، يتوقع أن يكون اليورو وعائدات السندات الأوروبية من بين الأصول الأكثر عرضة للتراجع، في حالة وصول ترامب إلى البيت الأبيض؛ بمعنى توجه أكبر للسيولة نحو الدولار الأمريكي، والاقتصاد الأمريكي.
الحرب التجارية – خفض الفائدة
وردًا على سؤال عما إذا كانت موجة الحروب التجارية قد تتجدد في حالة فوز ترامب، كما شاهدناها سابقًا، أم أن بنية الاقصاديات العالمية قد تغيرت منذ ولاية ترامب الأولى، أجاب حشاد بأنه لا يتوقع عودة الحرب التجارية من جديد، وكان ذلك واضحًا، بشكل خاص، في سياق البرنامجالانتخابي الذي طرحه دونالد ترامب، فإذا راجعنا البرنامج الانتخابي، فإنه يشير إلى خطتين بالغتي الأهمية أولاهما خفض الضريبة، والثانية، تعتمد على تقليص دور الحكومة الفيدرالية الأمريكية، ما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية من المنتظر أن تشهد سياسة مالية توسعية من المحتمل أن تؤدي إلى تجنب وقوع حرب تجارية، ولكن، كما يرى حشاد، ستؤدي إلى تأييد سياسات محافظ الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، فيما يتعلق بخفض معدلات الفائدة، لأن مثل هذه الحرب التجارية قد تكلف فوائد أعلى في المستقبل.
أداء النفط وسط التحديات الجييوسياسية – المؤشرات الاقتصادية الصينية
وفيما يتعلق بأسعار النفط التي شهدت تحركات لافتة مؤخرًا بصورة إيجابية، على ضوء قرار أوبك بلاس، ولكن في ظل المعطيات المتعلقة بضعف الطلب وكذلك المؤشرات الصينية، وردًا على سؤال حول ما إذا كان من المتوقع أن يستمر صعود أسعار النفط، وما هو النطاق السعري الذي قد تسير فيه أسعار الخام، أجاب حشاد أنه، بصفة شخصية، يعتقد أن النفط الخام ضعيف بدون وجود التوترات الجيوسياسية، ولعل أحد أهم الأسباب وراء ارتفاع أسعار النفط مؤخرًا، بل والسبب الرئييسي لارتفاع النفط، من بعد أن لامس أدنى مستوى له في 17 شهرًا هو استمرار التوترات الجيوسياسية، ومن ثم تعيد الأسواق من وقت لآخر التأثر بالمخاوف حيال نقص الإمدادات وفي حالة حدوث أي هدوء نسبي أو استقرار للأوضاع وانخفاض التوترات الجيوسياسية، يعتقد حشاد أننا قد نشهد سعر برميل النفط دون مستوى 55 دولار، لا سيما إذا فاز ترامب، ووصل إلى البيت الأبيض، مع عودة الحرب التجارية وقد تشهد الأسواق المزيد من التراجعات بالنسبة لأسعار النفط إذا أخذنا بعين الاعتبار مؤشرات النشاط الصناعي الإيجابية للصين المسجلة مؤخرًا، وردًا على سؤال حول إلى أي مدى قد تؤثر هذه المؤشرات على أسعار النفطـ، يقول حشاد إنها أثرت بشكل كبير ولكن على المستوى اللحظي، لا يستطيع المحللون إنكار أن الاقتصاد الصيني لا يزال متعثرًا ولا يزال ييعاني من أزمة العقارات ويرى المشاركون بالأسواق أن خطة التحفيز التي طرحها بنك الصين الشعبي قد تون غير كافية لدعم الأسواق أو لدعم مسيرة وعجلة تعافي الاقتصاد الصيني، فمن حيث الأثر، لم تحدث خطة التحفيز سوى تأثير بسيط، على الأسواق، ولم تترك سوى تأثير لحظي على الأسواق، وقد تشهد الأسواق محاولات للارتفاع ولكن، حركة الاتجاه العام بالنسبة لأسعار النفط، كما يتوقع حشاد، لا تزال هبوطية.
أداء الذهب – هل تنتعش البيتكوين على حساب المعدن الثمين؟
وفي سياق متصل بأسعار السلع، وعلى وجه التحديد فيما يتعلق بأسعار الذهب، الذي تحرك في إطار محدود خلال تعاملات يوم الاثنين المبكرة، على ضوء نتائج الانتخابات الأمريكية، خاصة وأنه من المعروف عن ترامب أنه الداعمين للبيتكوين، علق حشاد بالقول إن كافة السيناريوهات الآن مطروحة، ولا شيء مستبعد، بالنسبة لتحركات أسعار الذهب، التي يرجح أن تشهد تحركات كبيرة، ويمكن أن ترى الأسواق ارتفاعات ملحوظة للبيتكوين، قد تأتي على حساب الذهب، ولكن من الأهم خلال تعاملات غدًا الثلاثاء أن نراقب الأسواق عن كثب، لأنها قد تشهد تغيرات كبيرة في الأسعار، وتحديدًا أسعار الذهب، ولا سيما أنها قد ابتعدت إلى حد ما عن الذروة التي سجلت خلال الأسبوع الماضي، فهل من الممكن أن نشهد نقطة تصحيح؟ هذا سؤال وارد، وبعبارة موجزة، فإن نقطة التصحيح تعتبر إشارة هبوطية، وهذا صحيح، ولكن من الممكن أن يشهد المعدن الثمين تسعيرًا جديدًا إلى مستوى 2710 دولار للأونصة، ومستوى 2700 دولار للأونصة.