نبدأ بأسعار الذهب التي حققت مكاسب ملحوظة خلال العام الماضي. هل المعطيات الحالية تدعم استمرار صعود أسعار الذهب؟
بالفعل، الذهب كان من أكثر الأدوات الاستثمارية التي حققت أرباحًا لافتة خلال عام 2024. مكاسب أسعار الذهب بلغت حوالي 27% ونصف تقريبًا مع بداية أولى جلسات التداول هذا العام. كما سجل الذهب أفضل أداء سنوي له منذ عام 2014. كافة المعطيات ترجح استمرار الاتجاه الصاعد، لا سيما مع استمرار التوترات الجيوسياسية في مناطق متفرقة من العالم، وأيضًا بدء البنوك المركزية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي، بخفض أسعار الفائدة. في الوقت الراهن، تركز الأسواق على اقتراب موعد التنصيب الرسمي لدونالد ترامب في 20 يناير الجاري، وما قد يصاحب ذلك من فرض رسوم جمركية، الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم وربما اندلاع حروب تجارية، ما قد يفسح المجال أمام أسعار الذهب لتحقيق مزيد من الارتفاعات خلال العام الجاري.
كيف تفسر التعافي الذي تشهده أسعار النفط أيضًا في أولى جلسات هذا العام؟
أسعار النفط استفادت بشكل كبير من عدة عوامل ووصلت إلى مستوى 74 دولارًا للبرميل. من أبرز هذه العوامل استمرار التوترات السياسية في منطقة الشرق الأوسط، والتوقعات الإيجابية بشأن آفاق تعافي النمو الاقتصادي خلال عام 2025 إلى جانب تراجع المخزونات الأمريكية بمقدار 1.2 مليون برميل الأسبوع الماضي. كل هذه العوامل تكاتفت للحفاظ على الزخم الصاعد، وأعتقد أن هناك مجالًا لمزيد من الارتفاعات.
غولدمان ساكس توقع انخفاض إنتاج وصادرات إيران من النفط في الربع الثاني من العام بسبب تغييرات السياسات الداخلية. كيف سيؤثر ذلك على تحركات أسعار النفط؟
أعتقد أن تأثير هذا التراجع سيكون محدودًا، لأن إيران لا تنتج كميات كبيرة من النفط مقارنة بدول أخرى. كما أن هناك بدائل متعددة، مثل المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول. الكمية التي تنتجها إيران ليست كبيرة لدرجة تؤدي إلى عرقلة حركة السوق. بالإضافة إلى ذلك، تستطيع الأوبك تحقيق توازن بين مستويات العرض والطلب بين الدول الأعضاء بشكل فعال.
بالنسبة للعملات المشفرة، البيتكوين ما زال يسجل أرقامًا قياسية، متجاوزًا حاجز الـ100 ألف دولار. الأنظار، كما تفضلت، تتجه نحو سياسة ترامب في حال عودته للرئاسة، خاصة أنه من مؤيدي العملات المشفرة. ما هي العوامل التي تدعم ارتفاع البيتكوين؟
كما ذكرت، قد تكون هناك بيئة داعمة لهذا النوع من الأصول المشفرة في ظل سياسة دونالد ترامب. التدفقات المؤسسية، مثل مشاركة صناديق التقاعد والصناديق السيادية، قد تسهم في دعم الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، توجهات الاقتصاد الكلي، مثل خفض أسعار الفائدة، والطلب المتزايد من الصناديق المتداولة، كلها عوامل تسهم في زيادة التدفقات النقدية من المؤسسات والأفراد. أعتقد أن هذه العوامل مجتمعة تدعم استمرار ارتفاع العملات الرقمية، وعلى رأسها البيتكوين.
ماذا عن الدولار؟ إلى أين يتجه مع بداية هذا العام؟
هناك حالة من عدم اليقين بشأن تحركات الدولار. السؤال الأساسي هو: هل سيستمر الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة بوتيرة تفوق توقعات الأسواق؟ هذا يعتمد على السياسة الاقتصادية المتوقعة من دونالد ترامب، مثل فرض رسوم جمركية جديدة، التي قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم. هذا السيناريو قد يضع جيروم باول والاحتياطي الفيدرالي في موقف صعب.
نلخص أهم الأحداث التي تنتظرها الأسواق خلال هذا الأسبوع.
الأهم يأتي من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث نترقب بيانات الوظائف الشاغرة، معدل دوران العمل، بالإضافة إلى بيانات الوظائف الأمريكية، متوسط الأجور، ومعدلات البطالة.