استضافت شاشة تلفزيون دبي محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال، وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين للتعليق وإلقاء الضوء على تحركات الأسواق خاصة الأسواق الأمريكية التي سجلت المزيد من المكاسب في أعقاب محاولة اغتيال ترامب ووسط استمرار تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط.
تفاعل الأسواق مع محاولة اغتيال ترامب
وأشار حشاد إلى أن الأسواق تفاعلت مع الأحداث التي انعكست بشكل إيجابي على أسواق الأسهم؛ لتسجل مكاسب كبيرة، ويرى أن دونالد ترامب ربما أصبح ترامب الأقرب للفوز في السباق الرئاسي وأصبح هو الأقرب إلى البيت الأبيض في حين باتت فرص جو بايدن مستمرة في التضاؤل وهذا التطور سيؤثر على أسواق بشكل كبير.
وتوقع حشاد أن الأسواق سترى في الفترة القادمة تعزيز مكانة الدولار الأمريكي كأحد أهم أدوات الملاذ الأمن. وهذا السيناريو قادرعلى تحريك المستثمرين نحو عوائد السندات ومنحنى أكثر انحدارا بالنسبة لعوائد سندات الخزانة الأمريكية، وبالتالي يستمر التأثير الإيجابي على أسواق الأسهم.
تحركات أسعار الذهب، خفض الفائدة، تصريحات باول
وفي سياق الحديث عن الانتخابات الأمريكية، وارتفاع احتمالات فوز ترامب، ردًا على تأثير هذه التطورات على تحركات أسعار الذهب، أجاب حشاد: “يعد الذهب واحد من أكثر السلع التي تتأثر بشكل كبير بالتوترات السياسية والتوترات الجيوسياسية، والعامل الأهم في الوقت الحالي الذي سيكون متحكم بشكل كبير في أسعار الذهب هو احتمالية خفض الفائدة في سبتمبر أو ديسمبر، وهذا هو المحور الأهم على الإطلاق ومن وجهة نظري، أعتقد أن خفض الفائدة سيتم على الرغم من تباطؤ بيانات التضخم ووقد بلغ التضخم الأساسي في الولايات المتحدة الأمريكية أدنى مستوى له منذ عام 2021 تحديدًا وكان شهر مارس هو الأبرز فيما يتعلق بتحركات الذهب. وعلى الرغم من هذا التباطؤ في التضخم، أعتقد أن جيروم باول خلال حديث اليوم سيرسل إلى الأسواق بعض التلميحات أنه لن يكون هناك خفض في أسعار الفائدة في سبتمبر، ولكن يتم تأجيلها حتى شهر ديسمبر القادم لأن جيروم باول دائما يبحث عن تضخم مستدام عند اثنين بالمئة”.
أداء الين الياباني
وتابع حشاد الحديث عن العملات، والين الياباني الذي اكتسح سلة العملات المنافسة وعن السبب الرئيسي لهذا التطور وهل ما حدث هو تدخل من بنك اليابان، أجاب حشاد أن الين اكتسح بشكل كبير بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي أمام سلة العملات الرئيسية.
وأضاف حشاد أن الين الياباني ابتعد عن أدنى مستوى له منذ ثمانية وثلاثين عام بعد تدخل غير مباشر للحكومة اليابانية من وجهة نظره الشخصية فإن بنك اليابان بدأ في تغيير الاستراتيجية الخاصة به، وسابقًا كان يتدخل في الأسواق معتمدًا على ضعف السيولة وضعف الزخم لتحقيق أفضل عائد لتحقيق أفضل دعم للين الياباني ولكن بأقل تكلفة، ولكن السيناريو اختلف بشكل كبير وهذا واضح على تحركات بنك اليابان.
وبدأ المركزي الياباني في الاعتماد على الاستراتيجية الجديدة التي بدأت ترتكز على الاستفادة من قوة السيولة الموجودة في الأسواق وارتفاع الزخم، وبالتالي يعتقد حشاد أن الين الياباني أمامه الفترة القادمة فرصة لتحقيق مزيد من المكاسب أمام الدولار وأمام سلة العملات الرئيسية.
أداء الدولار
وعلق حشاد على أداء الدولار الأمريكي، كما علق على رأي الخبراء الذين يرون بأن مسألة فوز ترامب أو عدم فوزه سوف يكون لها أيضا انعكاس على الدولار بشكل خاص؛ فأجاب: “إن العملات بشكل عام من أهم الأدوات المالية في الأسواق التي تتحرك نتيجة التغيرات السياسية والجيوسياسية ومن الواضح قطعا سيكون لفوز ترامب تأثير كبير على تحركات الدولار، ولكن هناك فريق من الخبراء والمراقبين يرون أن ترامب دائما يوجه دفة الاهتمام تجاه سوق الأسهم، ويعتقد حشاد أن تراجع الدولار الأمريكي بعد فوز ترامب قد يؤدي بالنهاية إلى مكاسب إيجابية لسوق الأسهم.
أداء أسعار النفط، النشاط الصيني
وبالنسبة لأسعار النفط وضعف الطلب في الصين، التي تعد من أكبر الدول المستوردة للبترول وكيف سيؤثر أيضا على تحركات أسعار النفط؛ أجاب حشاد بالقول إن الصين تواجه ثلاث مشاكل رئيسية: تباطؤ في النشاط الاقتصادي وأزمة الرهن العقاري التي تمثل عائق كبير أمام الصين، علاوة على ضعف سوق العمل أيضا من أكثر العوامل التي تضغط على الاقتصاد الصيني، وتشير التوقعات إلى استمرار تباطؤ الاقتصاد الصيني إلى العام 2025، بنسبة أربعة ونصف بالمئة وقد يتراجع إجمالي الناتج المحلي أكثر مما هو عليه الان، كما أن اعتماد الصين بشكل كبير على قطاع السيارات الكهربائية أيضا يقلل من الاعتماد على النفط، وبالتالي هذا العامل الرئيسي الذي ضغط على أسعار النفط، ولكن على المدى الطويل هناك معطيات أخرى تؤثر على الأسعار ولعل أهمها شح الإمدادات وسط استمرار حالة التوترات السياسية والجيوسياسية.