علّق محمد حشاد مدير قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، في مقابلة على شاشة تلفزيون دبي، على أحدث البيانات الاقتصادية الصينية الصادرة في وقت سابق من صباح اليوم الاثنين، وكيف تؤثر هذه البيانات على تعاملات الأسواق وأداء الأصول المتداولة في هذا اليوم، وأشار حشاد إلى أن أحد أهم البيانات التي صدرت في مستهل أسبوع التداول الجديد هي بيانات تكشف أن إجمالي الناتج المحلي الصيني خلال الربع الثاني من العام الجاري سجل 6.3، أي أقل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 7.1، ولكن ربما لا تزال القراءة الأحدث أفضل من قراءة الربع الأول لنفس العام التي سجلت 5.4.
وتابع: “على الرغم من هذه التراجعات نلاحظ أن الإنتاج الصناعي شهد نموًا بنسبة 4.4، وهناك ارتفاع واضح في مبيعات التجزئة خلال الشهر الماضي وأعتقد أن الاقتصاد الصيني والخطوات التي يتخذها البنك المركزي في الصين الآن من شأنها أن تدعم وتحسن كفاءة الاقتصاد الصيني، ولكن نستطيع القول إن الوضع الاقتصادي بشكل عام لا يزال معقد وينبغي على الجانب الصيني أن يحل مشكلة قطاع العقارات لأنه يمثل عبء كبير جدًا على الاقتصاد، وإذا تمكنت الصين من حل هذه المشكلة، أعتقد أنها ستستطيع أن تصل إلى مستهدفات النمو خلال العام الجاري”.
وحول عودة الإنتاج من المواقع النفطية الليبية، التي جنباً إلى جنب مع البيانات الصينية، كانت من أبرز الأسباب التي أدت إلى تراجع أسعار النفط اليوم، أشار حشاد إلى أن أسعار النفط تأثرت ربما بمعاملات جني أرباح بعدما شوهد النفط عند مستوى77.30 دولار للبرميل وبلا شك فإن البيانات الصينية هي العامل الرئيسي الذي ضغط على الأسعار على اعتبار أن الصين أكبر مستهلك للطاقة في العالم وعودة بعض الحقول في ليبيا إلى العمل، ولكن الأسواق وتحديدًا أسواق النفط الآن تركز بدرجة أكبر على كمية المعروض”
وأضاف حشاد أن. التوقعات تشير إلى أن تراجع الكميات المعروضة قد يبدأ في النصف الثاني من العام الجاري، خصوصا مع التخفيضات الطوعية التي تقوم بها المملكة العربية السعودية وروسيا، وأردف: “أعتقد أن ما يدعم الأسعار خلال الفترة القادمة هو احتمالية أن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بعد بيانات التضخم الأخيرة بالولايات المتحدة، وأعتقد أن ذلك من شأنه أن يدعم أسعار النفط خلال الفترة القادمة”.
وعن توقعات أسعار الذهب، وإلى أين يتجه، قال حشاد إن تراجع الذهب لمستوى 1963 دولار يعكس تأثر المعدن النفيس بالبيانات الصينية على اعتبار أن الصين أكبر مستورد وأكبر مستهلك للذهب في العالم علاوة على ارتفاع الدولار بشكل طفيف وكذلك ارتفاع عوائد سندات الخزانة مضيفًا: “أعتقد مع حفاظ المعدن الثمين على مستوى 1945 دولار قد نشاهد أونصة الذهب حول 1977 و1980 دولار ما لم نشهد أي تداول دون مستوى 1945 دولار للأونصة الواحدة.
وتطرق حشاد إلى أرباح الشركات الكبرى المتوقعة في هذا الأسبوع المهم، كما تطرق لجملة من الأحداث المهمة التي تترقبها الأسواق تحت مظلة الاقتصاد الأمريكي، وأبرزها: بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية ومن كندا تنتظر الأسواق مبيعات التجزئة وبيانات التضخم، والأهم على الإطلاق هو بيانات التضخم من المملكة المتحدة.
وحول الأسواق الأوروبية، وما إذا كانت قد تأثرت بشكل مباشر ببيانات النمو الاقتصادي في الصين، يرى حشاد أن البيانات الصينية الأخيرة أثرت بشكل سلبي بالطبع لأن العلاقة الاقتصادية بين الجانب الأوروبي والجانب الصيني علاقة قوية للغاية وبالتالي، تعرضت الأسهم تعرضت إلى عمليات جني أرباح بعدما لامست أعلى مستوى لها منذ عدة شهور في أعقاب بيانات التضخم التي أشارت إلى أن هناك احتمالية رفع أسعار الفائدة خلال العام الجاري مرة واحدة فقط بعد تراجع التضخم وهو ما كان لها تأثير سلبي واضح على كافة القطاعات في السوق الأوروبي وخاصة قطاع البنوك والشركات المالية.