نور تريندز / مستجدات أسواق / أسواق الأسهم العالمية / كيف وجه جيروم باول ضربة للدولار الأمريكي؟
جيروم باول
جيروم باول

كيف وجه جيروم باول ضربة للدولار الأمريكي؟

عقد جيروم باول، رئيس اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، مؤتمرًا صحفيًا عقب إعلان الفيدرالي الإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير في نهاية اجتماع مارس الجاري أدلى خلاله بتصريحات كان لها بالغ الأثر في حركة السعر في أسواق المال العالمية الأربعاء.

وظهر جليًا في تصريحات باول ميل إلى استعراض إنجازات البنك المركزي في الفترة الماضية على صعيد خفض التضخم من أعلى المستويات في حوالي 40 سنة، وذلك في إطار الجهود التي يبذلها منذ مارس 2022 لمكافحة التضخم.

وقال جيروم باول، في المؤتمر الصحفي الذي انعقد عقب إعلان قرار الإبقاء الفائدة دون تغيير الأربعاء: “تراجع التضخم إلى حدٍ كبيرٍ في الفترة الأخيرة، لكنه لا يزال مرتفعًا للغاية”، مؤكدا أن المسار المستقبلي للأسعار لا يزال مغلفا بانعدام اليقين.

وأضاف أن “الاقتصاد حقق تقدمًا كبيرًا، مما يدفع المخاطر بقوة إلى منطقة توازن”، مشيرًا إلى أن قطاع الإسكان الأمريكي كان يشهدا تدهورًا ملحوظًا العام الماضي.

واستمر: “تلقى أداء الناتج المحلي الإجمالي دعما من زيادة طلب المستهلك إضافة إلى الدعم الذي تلقاه من إصلاح اختناقات المعروض”، متوقعًا أن يظل التضخم مستقرا بشكل جيد على المدى الطويل.

وقال رئيس الفيدرالي إن التضخم يتراجع بشكل ملحوظ، قائلا: “يبدو أننا قد نخفض الفائدة في وقت ما هذا العام”.

وأشار إلى أن هناك احتمال لأن يسير الفيدرالي بوتيرة أبطأ على صعيد ضبط كشوف الموازنة.

توقف مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي عن الهبوط منذ وصوله إلى 3.00% في يونيو 2023 – المصدر: LSEG Datastream

تقدم على صعيد خفض التضخم

قال جيروم باول: “نستمر في إحراز تقدم جيد في خفض معدل التضخم، ولا زلنا ملتزمين بشدة بخفض التضخم إلى 2.00% بمرور الوقت، لكننا نؤكد على أنه ’بمرور الوقت‘”.

وأضاف: “سوف نشاهد انخفاضًا في تضخم السلع والخدمات، مما يؤدي إلى انخفاض التضخم بصفة عامة إلى 2.00% بصفة مستدامة”، مؤكدا أن المخاطر التي تحيط بالاقتصاد الأمريكي لا تزال تسير في الاتجاهين.

وأشار إلى أن مؤشرات نفقات الاستهلاك الشخصي أسعار المستهلك الصادرة في يناير الماضي تدفع الفيدرالي إلى أن يتوقع إمكانية مراجعة تلك القراءات لاحقًا.

وقال: “عندما نجمع بين القراءات (قراءات التضخم) التي ظهرت في يناير وفبراير الماضييْن، لا أعتقد أن الطريق قد يكون وعرًا بل أرى أن إشارات أوضح باتت تظهر إلى انخفاض التضخم”.

لكنه أضاف: “لا أعتقد أن هذه الأرقام قد تضيف إلى ثقتنا في أن التضخم يتراجع، كما لا أعتقد أن معدلات التضخم قد تكون أعلى على المدى الطويل”.

وتابع: “نبحث عن بيانات من شأنها أن تؤكد أن ما شاهدناه العام الماضي سوف يعطينا المزيد من الثقة في أن التضخم يهبط في اتجاه 2.00%”، مضيفًا: “لا يزال يبدو لنا أن الأغلبية العظمى تتوقع أن نقدم على خفض الفائدة هذا العام، لكن ذلك لا يزال يعتمد على البيانات الاقتصادية”.

معدل الفائدة الفيدرالية – المصدر: tradingeconomics

ورجح أن الأوضاع المالية تؤثر على النشاط الاقتصادي وسط اعتدال أرقام نمو الأجور ووصولها إلى مستويات أكثر استدامة.

وأشار إلى أن سوق العمل لا يزال في وضعية جيدة، مؤكدا أن “مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية منخفضة جدًا جدًا بينما نستمر في متابعة مستويات إلغاء الوظائف عن كثب، لكننا لا نرى أي تحركات هامة على هذا الصعيد”.

وأكد أن “النمو القوي لأرقام الوظائف في حد ذاته لا يُعد سبب كافي للتمهل في خفض الفائدة”، موضحًا أن “الفيدرالي يناقش الوتيرة التي تسير بها عملية ضبط كشوف الموازنة”. وذكر باول أيضًا أنه لا يعتقد أن “التضخم لا يرتفع بصفة أساسية بسبب نمو الأجور”.  

توقعات رسمية

أشارت التوقعات الرسمية للفائدة إلى أن أغلب أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يرون أن الفيدرالي قد يخفض الفائدة ثلاث مرات على مدار 2024، لكن تلك التوقعات لم تحدد توقيت هذه القرارات المحتملة.

وأشار بيان الفائدة إلى أن أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يتوقعون خفض الفائدة ثلاث مرات – بواقع 25 نقطة أساس في كل مرة – في 2023، وهو ما يشير إلى إمكانية أن نشاهد الخفض الأول لمعدل الفائدة الفيدرالية منذ مارس 2022.

ويستقر معدل الفائدة الحالي عند أعلى المستويات في 23 سنة، وهو معدل قياسي توجد عنده الفائدة في الوقت الراهن منذ حوالي ستة أشهر.

وتستند تلك التوقعات إلى تصويت أعضاء اللجنة البالغ عددهم 19 عضوًا على التحركات المحتملة لمعدل الفائدة في المستقبل، وهو ما يعطيها الصفة الرسمية التي كان لها أثرًا قويًا في الأسواق.

وتراجع الدولار الأمريكي بعد قرار الفيدرالي الإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير الأربعاء وتصريحات جيروم باول، رئيس اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد إعلان قرارات الفائدة.

وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 103.38 نقطة مقابل المستوى المسجل في ختام تعاملات الثلاثاء الماضي عند 103.43 نقطة.

وارتفع المؤشر إلى أعلى المستويات في يوم التداول الأربعاء عند 104.15 نقطة مقابل أدنى المستويات في نفس يوم التداول عند 103.38 نقطة.

تحقق أيضا

الين

الين يتراجع متأثرا بعائدات السندات وتكهنات تتعلق ببنك اليابان

يواصل الين الياباني الهبوط الخميس متأثرا بارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية المعيارية وبعض العوامل ذات …