ارتفع مستوى التشاؤم الذى يحوم حول اقتصاد ألمانيا، بعد أن أظهرت دراسة استقصائية أجريت على كبار رجال اﻷعمال فى البلاد، تراجع المعنويات الاقتصادية إلى أدنى مستوى لها منذ سبعة أعوام.
وأوضحت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن مؤشر «إيفو»، الذى يقيس الثقة فى مناخ الأعمال فى ألمانيا، انخفض من 95.8 نقطة إلى 94.3 نقطة فى أغسطس الجارى، ليسجل بذلك أداء أسوأ من توقعات «رويترز» التى اتفق عليها الخبراء.
ويعد هذا الشهر هو الخامس على التوالى الذى ينخفض فيه أداء المؤشر، ما يظهر مدى تشاؤم المديرين التنفيذيين تجاه الاقتصاد.
وقال كليمنس فويست، رئيس معهد «إيفو» الاقتصادى اﻷلمانى، إن هناك دلائل أخرى على ركود اقتصاد ألمانيا، مشيراً إلى أن المرة اﻷخيرة التى أظهرت فيها الشركات الصناعية مثل هذا التشاؤم كانت فى أزمة عام 2009، حيث لم يكن هناك أى بصيص أمل فى أى من الصناعات الرئيسية فى ألمانيا.
وتراجع نمو اقتصاد ألمانيا بنسبة 0.1% فى الربع الثانى من العام الجارى، كما حذر البنك المركزى اﻷلمانى، هذا الشهر، من احتمالية دخول البلاد فى حالة من الركود الاقتصادى فى الربع الثالث من العام.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن رابع أكبر اقتصاد فى العالم تأثر كثيراً بالتوترات التجارية العالمية، بجانب المخاوف المتعلقة بالخروج الفوضوى للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبى والاضطرابات الكبيرة التى يواجهها قطاع صناعة السيارات.
وقال يورج كريمر، كبير خبراء الاقتصاد لدى بنك «كومرزبنك»، إنَّ بيانات مؤشر إيفو كانت سيئة للغاية، مضيفاً أن مناخ الأعمال السيئ فى قطاع الخدمات يشير إلى أن الطلب المحلى الذى كان قوياً حتى الآن، آخذ فى فقدان زخمه.
وفى الوقت نفسه، قال كارستن برزيسكى، كبير الاقتصاديين لدى بنك «أى. إن. جى»، إن خطر المعنويات السلبية أصبح أكبر من أى وقت مضى، لذا فإن الدعوات التى تطالب الحكومات باتخاذ بعض الإجراءات تزداد بشكل يومى.