لمزيد من المعلومات حول الأسواق العالمية، نرحب من دبي بمحمد حشاد، كبير استراتيجيي السوق في نور كابيتال. أهلاً بك محمد. لنبدأ بالبيانات التي ننتظرها من الولايات المتحدة. لدينا مجموعة كبيرة من البيانات، بالإضافة إلى مجموعة بيانات تتعلق بسوق العمل والأجور غير الزراعية، والتي ستكون بلا شك حاسمة في قرار الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من هذا الشهر. كيف تتوقع أن تكون هذه الأرقام؟
محمد حشاد: بالفعل، السوق الأمريكي هذا الأسبوع ينتظر ما يُطلق عليه “بيانات شاملة”. نحن في انتظار بيانات فرص العمل، معدل دوران العمل، وبيانات التوظيف في الولايات المتحدة. تشمل هذه البيانات معدلات البطالة وأهمها الأجور المتوسطة. بدأت الأسواق بالفعل في تسعير احتمالية أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتعديل سياسته النقدية في اجتماعه القادم، على الأرجح بخفض قدره خمس وعشرون نقطة أساس. هناك أيضاً بعض التكهنات، وفقاً لأدوات الاحتياطي الفيدرالي، بأن الخفض قد يصل إلى خمسين نقطة أساس. ومع ذلك، قد تظل الأسواق غير واضحة الاتجاه حتى يتم إصدار بيانات التوظيف. أعتقد أن بيانات التوظيف ستكون إيجابية، وهذا سيدعم موقف الاحتياطي الفيدرالي لبدء خفض أسعار الفائدة وإنهاء دورة التشديد، خاصةً الآن بعد أن بدأت الضغوط التضخمية في التراجع. التضخم يتجه نحو الهدف الرسمي البالغ 2%، وأعتقد أن التركيز قد تحول من التضخم إلى نمو الاقتصاد. لذلك، أعتقد أن بيانات الوظائف ستدعم موقف جيروم باول في خفض أسعار الفائدة.
كم تتوقع أن يكون الخفض في هذا الاجتماع؟ هل سيكون ربع نقطة أم نصف نقطة؟
محمد حشاد: من وجهة نظري الشخصية، أتوقع أن يكون الخفض بمقدار 25 نقطة أساس. ولكن الفكرة ليست فقط في حجم الخفض، سواء كان 25 نقطة أو 50 نقطة، بل الفكرة الرئيسية هي وتيرة خفض أسعار الفائدة، وهذا سيكون له تأثير كبير على الأسواق. أعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي لن يخفض أسعار الفائدة بشكل عشوائي، بل سيقوم بخفضها تدريجياً وفقاً لمراقبته للبيانات. أعتقد أن 25 نقطة كافية في ضوء البيانات المتاحة حالياً في الأسواق.
الأسواق تتوقع خفضاً بمقدار 100 نقطة أساس بنهاية العام. هل تعتقد أننا سنرى هذا الخفض بنسبة واحد بالمئة بنهاية العام؟
محمد حشاد: نعم. خصوصاً أن الاقتصاد الأمريكي سجل نمواً جيداً، متجاوزاً التوقعات خلال الربع الثاني من هذا العام. أعتقد أن جيروم باول لا يرى حاجة الآن للحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة حتى لا تؤثر سلباً على سوق العمل. نعم، هناك احتمال كبير أن يتم خفض أسعار الفائدة بنسبة واحد بالمئة على مدار الأشهر القادمة.
نحن أيضاً في انتظار اجتماع بنك كندا غداً، مع توقعات بأن يتحرك أيضاً لخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة. ولكن هناك بعض التوقعات الصغيرة، حوالي 22% من الأسواق، تشير إلى أن الخفض قد يكون نصف نقطة. هل تتوقع خفضاً بمقدار ربع نقطة من بنك كندا غداً؟
محمد حشاد: نعم، أعتقد أن خفضاً بمقدار 25 نقطة أو ربع نقطة هو مناسب جداً للبيانات الاقتصادية الحالية في كندا. أعتقد أن بنك كندا لن يتخذ قراراً بخفض 50 نقطة حتى يرى كيف سيتصرف الاحتياطي الفيدرالي.
دعنا نتحدث قليلاً عن الذهب. حالياً، الأسعار فوق مستوى 2500 دولار للأونصة، ولكننا بعيدون نسبياً عن مستوى 2531 دولار الذي سجل كأعلى مستوى تاريخي للذهب في أغسطس. فكيف ترى اتجاه أسعار الذهب في الفترة القادمة مع توجه الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة؟ هل سيحصل الذهب على دعم ما؟
محمد حشاد: شهدت أسعار الذهب في الجلسات الثلاث الماضية ضغوطاً بيعية وابتعدت بالفعل عن أعلى مستوى لها، وهو 2530 دولاراً للأونصة. قد يكون هذا رد فعل على انتعاش مؤشر الدولار الأمريكي، الذي تعزز بشكل كبير بعد قراءة مديري المشتريات، وكذلك ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وبالتحديد عائدات السندات لأجل عشر سنوات، التي ارتفعت إلى مستوى 1.31%، مما شكل ضغطاً كبيراً على أسعار الذهب. نلاحظ أنه خلال تداولات هذا الأسبوع، سيظل الذهب يفتقر إلى الاتجاه الواضح حتى تظهر بيانات وظائف الولايات المتحدة، حيث ستحدد حجم وتيرة الخفض. بالإضافة إلى ذلك، هناك حالة من الهدوء النسبي في التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، مما قد يكون قد ساهم في التراجع بعيداً عن القمة المسجلة في الشهر الماضي. ولكن بشكل عام، أعتقد أنه مع استمرار خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية، قد نشهد ارتفاعات جديدة للذهب لأنه يعتبر أفضل وسيلة لحفظ القيمة في حال استمرار خفض أسعار الفائدة.
أين ترى الذهب في نهاية العام؟
محمد حشاد: أعتقد أنه بمجرد كسر القمة الأخيرة عند 2531 دولاراً، قد نرى أسعاراً تتراوح بين 2500 و2580 دولاراً، وربما تصل إلى 3000 دولار للأونصة.