يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أزمة لم يشهدها تاريخ الولايات المتحدة سوى ثلاث مرات فقط المتمثلة في الإدانة من قبل مجلس النواب الأمريكي، بعد اتهامة بإساءة استخدام السلطة بالضغط على أوكرانيا فتح تحقيق مع خصمه السياسي “جو بايدن”، بالإضافة إلى اتهامة أيضاً عرقلة الكونجرس.
أصبح دونالد ترامب الآن الرئيس الثالث في تاريخ الولايات المتحدة الذي يواجه خطر العزل من منصبه، بعد كل من جونسون، نيكسون، وكلينتون رؤوساء الولايات المتحدة سابقين.
وكانت البداية مع الرئيس ترامب، بسبب مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي ونظيره الأوكراني المنتخب حديثاً فولوديمير زيلينسكي، والضغط على الرئيس الأوكراني للقيام بفتح تحقيقات خصمه في الانتخابات الرئاسية المقبلة “جو بايدن”.
لتقوم رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي بنهاية سبتمبر الماضي بالبدء رسمياً في تحقيقات مع الرئيس الأمريكي بسبب التهم الموجه إليه.
وكان مجلس النواب الأمريكي قد صوت الأربعاء الماضي بأغلبية لصالح قرار عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من منصبه بعد التحقيق معه في تهمتين، الأولى إساءة استخدام السلطة والثانية عرقلة الكونغرس.
وصوت 230 عضواً في مجلس النواب لصالح التهمة الأولى “إساءة استخدام السلطة”، مقابل معارضة 197 عضواً، وبلغ عدد الأصوات المؤيدة للتهمة الثانية عرقلة الكونجرس 229 صوتاً مقابل 198 عضواً معارضاً.
ولكن الأمر حتى الآن وبعد تصويت مجلس النواب لم يحسم، فيأتي دور مجلس الشيوخ ليقوم بالتصويت وإصدار القرار النهائي حيث يمتلك السلطة في الإدانة أو عزل أو تبرئة الرئيس.
ويسيطر على الجمهوريين على مجلس الشيوخ من خلال 53 مقعداً مقابل 47 مقعداص لصالح الديمقراطيين، وهو ما يجعل من الصعب أن يكون القرار النهائي عزل الرئيس ترامب، حيث تتطلب عملية العزل أو الإدانة أن يصوت 67 عضواً لصال ذلك.
وفي عام 1998 تعرض الرئيس الأمريكي بيل كلينتون إلى الاستجواب أمام مجلس النواب بسبب الكذب في علاقته بـ”مونيكا لوينسكي”، وحينها أصدر مجلس الشيوخ قرر تبرئته كيلنتون.
فيما تقدم الرئيس ريتشارد نيكسون بالاستقالة من منصبه قبل أن يتم عزله رسمياً في عام 1974، حيث تورط في قضية فساد سياسة المعروفة باسم “ووترغيت”.
وفي عام 1868 تم مساءلة رئيس الولايات المتحدة وقتها “أندرو جونسون” بعد أن قام بإقالة مسؤول حكومي لكن تم تبرئته بصوت واحد في مجلس الشيوخ.