شهد الجنيه الإسترليني ارتفاع مقابل الدولار الأمريكي في التعاملات الأوروبية لجلسة اليوم الثلاثاء بعد عمليات بيعيه مكثفة شهدها يوم أمس ملامساً أدنى مستويات له في 20 شهرا حول مناطق 1.2500، يأتي ذلك عقب القرار المفاجئ لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حيث قامت بتأجيل تصويت البرلمان على الاتفاق الأخير لانفصال البلاد عن دول الاتحاد الأوروبي والذي كان من المقرر تمرير الاتفاق لأعضاء البرلمان اليوم الثلاثاء 11 ديسمبر للتصويت عليه وليتحول إلى الصفة الرسمية القابلة للتنفيذ بعد آذار/مارس القادم وهو موعد الانفصال الفعلي.
ولعل هدف تيريزا ماي بذلك هو العودة إلى المفوضية الأوروبية للحصول على مزيد من التنازلات، لكنها أثارت في الوقت نفسه المزيد من حالة عدم اليقين حيث تواجه المملكة المتحدة الآن احتمالات قوية لحدوث انفصال فوضوي أو احتمالات أقل للحصول على اتفاق جديد في اللحظات الأخيرة أو إجراء استفتاء جديد حول الاستمرار في تنفيذ الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، في إشارة من الاتحاد الأوروبي اليوم إلى رفضه لإعادة التفاوض على اتفاق البريكسيت مشيراً بأنه لن يكون هناك أي تفاوض على الاتفاق الذي تم التوصل له مؤخراً.
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية صدر عن الاقتصاد البريطاني بيانات سوق العمل والتي توفر علامات هامة حول وتيرة نمو الاقتصاد الملكي حيث أشارت إلى ارتفاع متوسط الأجور لثلاثة أشهر المنتهية في تشرين الأول/أكتوبر بنسبة 3.3%، وبأعلى مستوى منذ نيسان/أبريل 2010، أفضل من التوقعات التي أشارت إلي ارتفاع 3.0%، أفضل من القراءة السابقة التي سجلت ارتفاع 3.1% بعد القراءه المعدلة من ارتفاع 3.0%، والذي لم تستطيع الأسواق اعتباره خبر إيجابي ،كما جاءت طلبات الإعانة لشهر تشرين الثاني/نوفمبر مخيبة للآمال مسجلة ارتفاعا بنحو 21.9 ألف، أسوأ من التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع بنحو 13.2 ألف بصورة أسوأ من القراءة السابقة التي سجلت ارتفاع بنحو 20.2 ألف، وبينما استقرت معدلات البطالة لثلاثة أشهر منتهية في تشرين الأول/أكتوبر بمستوي 4.1 %، مطابقة للتوقعات والقراءة السابقة.
يتداول الجنيه الإسترليني أمام الدولار الأمريكي حول مستويات 1.2615 بالقرب من أعلى مستوى له خلال جلسة اليوم 1.2635 بعد أن سجل الأندى 1.2560 مرتفعاً بنسبة 0.5%.