أصبح شبح كورونا يتجول في مدن وشوارع العالم بكل أريحية وكأن العالم صار ملكاً له بكل ما فيه من شوارع ومباني ومطاعم وملاهي ومقاهي وبشر، فمدن العالم تحولت إلى مدن أشباح شوارعها خالية من البشر بعد أن ترك سكانها الشوارع لهذا الشبح المميت يتجول فيها وحيداً.
لم يقتصر الأمر على ذلك، فالأعمال والشركات والمؤساسات الحكومية متوقفة إلى أجل غير مسمى، آثار عدة من بين تداعيات انتشار فيروس كورونا في العديد من دول العالم، الجانب الاقتصادي الأكثر تضررا بالنسبة للأفراد والدول.
مستقبل سوق العمل والتوظيف مهدد على المستوى العالمي، بسسب تفشي وباء كورونا مما يزيد من البطالة بشكل كبير، حيث تشير توقعات إلى أن نحو 25 ميلون شخص سيصبحون دون وظائف بالإضافة إلى انخفاض في رواتب العاملين.
وحذرت منظمة العمل الدولية، من الأزمة الاقتصادية وأزمة الوظائف التي أحدثها انتشار وباء كورونا يمكن أن تؤدي إلى زيادة أعداد العاطلين عن العمل في العالم بنحو 25 مليون شخص وفقاً لتقييم حديث أجرته المنظمة.
ولعل أقرب دليل على هذا البيانات التي صدرت اليوم من اقتصاد الولايات المتحدة بشأن طلبات إعانات البطالة، والتي أظهرت ارتفاع حاد في الطلبات المقدمة ليصل إجمالي الطلبات إلى 3283 طلب وهو رقم لم يحدث على الإطلاق في تاريخ أرقام طلبات إعانة البطالة.
ووفقاً للبيانات فإن هذه الزيادة الاستثنائية في طلبات إعانة البطالة جاءت نتيجة إلى آثار فيروس كورونا، بالإضافة إلى أن حوالي 11 ولاية أمريكية أعلنت عن آلاف من عمليات تسريح العمال في قطاعات مختلفة بسبب تفشي “كوفيد19”.
ووضعت منظمة العمل الدولية ثلاث محاور لحماية سوق العمل من آثار تفشي فيروس كورونا، هي حماية العمال في مكان العمل، وتحفيز الاقتصاد والتوظيف، ودعم الوظائف والدخل.
وفقاً إلى السيناريوهات المختلفة لتأثير وباء كورونا على نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي، تشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى ارتفاع البطالة العالمية بنسب تتراوح بين 5.3 مليون وهو السيناريو المتفائل، و24.7 مليون السيناريو المتشائم، بالإضافة إلى عدد العاطلين عن العمل في عام 2019 والبالغ عددهم 188 مليوناً.
وعند المقارنة بين معدل زيادة البطالة في الوقت الحالي ومع الزيادة وقت الأزمة المالية العالمية في 2008 التي كانت بمقدار 22 مليون شخص، نلاحظ أن هناك فارق 2 مليون تقريباً.
وتشير منظمة العمل الدولية إلى أن تراجع التوظيف يعني أيضاً خسائر كبيرة في دخل العاملين، وتقدر هذه الخسائر بين 860 مليار دولار أمريكي و3.4 تريليون دولار مع نهاية عام 2020.
ومن البيانات التي تدل على ارتفاع في البطالة على مستوى العالم، بيانات صادرة من اقتصاد كندا كشفت طلبات بأكثر من 500 ألف طلب إعانة بطالة في الأسبوع الحالي.
أيضاً قال قال جيمس بولارد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس يوم الأربعاء الماضي، إن ما يصل إلى 46 مليون شخص في الولايات المتحدة قد يصبحون عاطلين عن العمل على المدى القصير.