الدولار الورقة الرابحة في ظل أزمة كورونا

يعاني الاقتصاد الأمريكي من آثار انتشار فيروس كورونا الجديد، التي أصابت العديد من القطاعات الرئيسية وأودى بحياة الكثير من البشر وأخفى الكثير من الوظائف.

وفي الوقت الذي تتفاقم فيه خسائر الأسهم والعملات على مستوى العالم، إلا أن الدولار الأمريكي يبدو أنه المستفيد الوحيد من تلك الجائحة التي كبدت معظم العملات الكثير من الخسائر.

أعلى مستوى في 3 سنوات

وعلى مدار الأسابيع الماضية استطاع الدولار الأمريكي أن يحافظ على قوته أمام العملات الأساسية الأخرى، ليحقق مكاسب ومستويات ملحوظة مع قلق المستثمرون من تراجع المعروض من العملة الأمريكية.

وكان مؤشر الدولار الرئيسي الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام ست عملات أساسية، قد سجل مستوى 102.8170 في جلسة 20 مارس الماضي وهو أعلى مستوى منذ 2017.

ارتفاع 3.5% أمام اليورو

وقد حققت العملة الأمريكية ارتفاعاً مقابل نظيرتها الأوروبية بنسبة 3.5% منذ بداية شهر يناير الماضي، ويرجع الارتفاع في قيمة العملة الأمريكية باعتبارها الأكثر طلبا في العالم، وكونه أكثر العملات تداولاً في العمليات اليومية في سوق الفوركس العالمي.

وفي تصريح سابق له، قال “تارو أسو” وزير المالية الياباني، إن ارتفاع الدولار وحيداً مقابل العملات الأخرى قد يكون مدفوعا بقلق المستثمرين بسبب تفشي الفيروس التاجي والذي أدى إلى تدفق الأموال إلى العملة الأمريكية والهروب من الأصول ذات المخاطر العالية.

تراجع الأسهم والانكماش
ويرى محللون أن الانخفاض الحاد في أسواق الأسهم الأمريكية خلال مارس، أدى إلى زيادة شراء الدولار مع سعي مديري الأصول إلى إعادة توازن محافظهم.

ومع القلق الذي يسيطر على المستثمرون والتوقعات التي تشير للانكماش الاقتصادي الحاد في الفصول القادمة، يعتقد بعض المحللين أنه من المرجح أن يظل الدولار قوي.

وفي الوقت الحالي يتداول مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من 6 عملات رئيسية عند مستوى 99.9680 نقطة متراجع بنحو 0.6%.