نور تريندز / مستجدات أسواق / “البريكست” يدخل مراحله الأخيرة.. سيناريوهات متوقعة؟
البريكست، بريطانيا، الاتحاد الأوروبي
البريكست، بريطانيا، الاتحاد الأوروبي

“البريكست” يدخل مراحله الأخيرة.. سيناريوهات متوقعة؟

مع اقتراب الموعد المقرر لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر الجاري، تظهر مؤشرات إيجابية تدعو إلى التفاؤل بشأن اتمام صفقة بريكست من خلال التوصل إلى اتفاق.

وقال دونالد تاسك رئيس الاتحاد الأوروبي في تصريحات اليوم الجمعة، “تلقيت رسائل تدعو إلى التفاؤل وتفيد بأنه من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتابع تاسك أنه تسلم رسائل جيدة من رئيس مجلس الوزراء الإيرلندي تشير إلى أن الاتفاق لايزال ممكنا، مع انتهاء اجتماع بين بارنييه كبير مفاوضي بريكست لدى الاتحاد الأوروبي، وباركلي وزير بريكست لدى المملكة المتحدة.

وعلى الرغم من حالة التفاؤل التي ظهرت على المشهد السياسي بشأن البريكست بعد تصريحات دونالد تاسك، لا تزال الضبابية تسيطر على المشهد، رغم استمرار جولات المفاوضات منذ بداية العام 2017، وتأتي مصلحة بريطانيا والاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق، وفي ظل صعوبة باقي الخيارات أمام الحكومة البريطانية يبقى خيار تأجيل الخروج الخيار الأرجح.

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، قد أصدر خطة بلاده المقترحة للخروج من الاتحاد الأوروبي بعد 46 عامًا على انضمامها إليه، لتبدأ بذلك فترة يتوقع أن تكون حاسمة في مسار أزمة “بريكست” التي تجاوز عمرها 3 سنوات.

وعلى الرغم من كل سبق الإشارة إليه، يبقى هناك سيناريوهات متوقعة الحدوث بحلول التاريخ المحدد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

السيناريو الأول.. الخروج المنظم باتفاق
ويقضي هذا السيناريو ببقاء إيرلندا الشمالية ضمن السوق الأوروبية المشتركة، وهو ما يعد تنازلاً من طرف الحكومة البريطانية، بينما يخضع الإقليم للنظام الجمركي البريطاني، أي أن علاقة الإقليم بالاتحاد الأوروبي ستكون مختلفة إلى درجة كبيرة عن علاقة الاتحاد بالمملكة، وذلك لفترة مرحلية يعود أمر تجديدها لبرلمان الإقليم.

ووصف حزب العمال المعارض هذا السيناريو بأنها أسوأ من الاتفاق الذي عرضته ماي، في حين رحب الحزب الديمقراطي بتلك الخطة التي يتضمنها السيناريو وسبق أن أبرم جونسون اتفاقاً مع الحزب بشأنها، كما أعرب حزب ERG المؤيد للانفصال عن دعمه لجهود جونسون على الرغم من تحفظه على الخطة.

السيناريو الثاني.. الخروج دون اتفاق
هذا السيناريو يضع بوريس جونسون أمام مهمة صعبة، وهي الحصول على موافقة مجلس العموم قبل اتخاذ قرار الخروج دون اتفاق، حيث صادقت ملكة بريطانيا في 17 سبتمبر الماضي على مشروع قانون يمنع خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.

وفي حالة لجأ جونسون للتحايل على هذا القانون الأمر الذي قد يودي به إلى السجن، فإن الغالبية التي يشكلها معارضو الخروج دون اتفاق داخل البرلمان، ستكون قادرة على إسقاط القرار حتى لو اضطروا إلى حجب الثقة عن الحكومة.

وهذا السيناريو مستبعد وسيؤدي تحققه إلى حالة فوضى لا يتوقف أثرها عند حدود القارة الأوروبية، الأمر الذي يدفع كلا من المجلس الأوروبي والغالبية البرلمانية في مجلس العموم البريطاني إلى تفادي خروج من هذا النوع.

السيناريو الثالث.. تأجيل الخروج
فشل السيناريوهات السابقة، يتطلب من جونسون تقديم طلب إلى رئيس المجلس الأوروبي يطلب فيه تمديد مهلة الخروج حتى 31 يناير 2020، ليصبح التأجيل الثالث في مسار الأزمة، وهو ما يتعارض مع التأكيد المستمر لجونسون على حتمية الخروج نهاية أكتوبر 2019.

وفي حالة إذا ما تم التمديد، دون مؤشرات حول انفراج قريب في الأزمة، فإن ذلك يعني زيادة واستمرار حالة الضبابية التي تسيطر على المشهد بشكل عام، والتي سيكون لها أثرها السلبي على أداء الاقتصاد البريطاني.

ويعد السيناريو الثالث هو الأرجح، وويعزز احتمالية تحققه موافقة البرلمان الأوروبي وبأغلبية كبيرة على منح بريطانيا وقت إضافياً للخروج إذا ما طلبت ذلك، خاصة مع دعوة كل من ألمانيا وفرنسا للعمل باتجاه تمديد المهلة.

السيناريو الرابع.. الدعوة إلى انتخابات عامة

في حال تحقق هذا السيناريو فمتوقع أمرين إما تشكيل حكومة تدعم خطط جونسون بشأن الخروج سواء باتفاق أو من بدون، والأمر الثاني فوز المعارضة والتي ستلجأ وقتها إلى تقديم طلب للاتحاد الأوروبي بتأجيل موعد الخروج.

فرص تحقق هذا السيناريو ليست عالية، فالدعوة إلى انتخابات مبكرة تتطلب تأييد ثلثي أعضاء مجلس العموم والبالغ عددهم 650 نائباً، وهي أكثرية لا يحظى بها جونسون.

السيناريو الخامس.. إعادة الاستفتاء
هذا السيناريو يدعو إلى الاستفتاء على خيارين، إما البقاء في الاتحاد الأوروبي، أو الخروج دون اتفاق، ويؤيد هذا السيناريو الرافضين للخروج من الاتحاد من دون اتفاق ويستندزا إلى الاعتقاد بأن البريطانيين أصبحوا أكثر معرفة بمعنى الانسحاب، وتبعات الخروج من دون اتفاق، وتزيد احتمالية تحقق هذا السيناريو في حال تعقد مسار الأزمة.

والتقى رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون نظيره الإيرلندي ليو فارادكار أمس الخميس، واتفق الجانبان على البحث عن طريق يؤدي إلى صفقة محتملة بشأن البريكست، واكدوا أن الصفقة مصلحة للجميع.

ووفقاً لسيناريوهات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومع استبيان أجرته وكالة بلومبرج للاستراتيجيين، فقد ينخفض الجنيه الإسترلينس إلى 1.11 مقابل الدولار. وهو أدنى مستوى منذ عام 1985.

وحذر بنك إنجلترا من تقلبات كبيرة في السوق ومخاطر مادية من الاضطراب الاقتصادي في حالة عدم اتمام صفقة في 31 أكتوبر وقال رئيس بنك إنجلترا “مارك كارني” من غير المرجح للغاية التدخل لدعم العملة.

وتوقع بنك “جي.بي.مورجان” أن تتوصل المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق بشأن البريكست، بعد اجتماع رئيس وزراء إيرلندا بنظيره البريطاني.

وشهدت التداولات على زوج الإسترليني/دولار نشاطاً قوياً خلال تعاملات اليوم الجمعة مسجلاً الأعلى في أكثر من ثلاثة أشهر بعد كسر مستوى 1.26، وذلك عقب تصريحات دونالد تاسك التي تشير إلى تفاؤل بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

تحقق أيضا

باول

باول: الأداء القوي للاقتصاد الأمريكي يساعد الفيدرالي في مهمته

قال جيروم باول، رئيس مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، أثناء المشاركة في مؤتمر المنظور العالمي …