تواجهة رئيسة الوزراء البريطانية “تيريزا ماي” اليوم الثلاثاء، يومًا أقل ما يوصف بأنه يوم تاريخي وصعب سيظل عالق بذاكرة ماي وذاكرة المواطن البريطاني، فاليوم سيجري البرلمان البريطاني تصويتاً على اتفاق رئيسة الوزراء البريطاني.
لكن ما هي السيناريوهات المتوقعة حال رفض البرلمان الاتفاق؟
تساؤلات وتوقعات كثيرة حول ما إذا كان سيصوت البرلمان البريطاني برفض اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست” والذي توصلت إليه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، فالأمر أصبح قريباً جداً لتحديد مصير الاتفاق وحكومة ماي.
السيناريو الأول:
رفض اتفاق “بريكست” وتقديم خطة “ب“
والبداية بهذا السيناريو المحبط والغير مرضي لرئيسة الوزراء تيريزا ماي، لم يأتي من فراغ فالتوقعات الأكثر والاتجاهات الغالبة داخل البرلمان تشير إلى احتمالية تحقق هذا السيناريو بنسبة كبيرة وذلك مع تصويت حزب العمال وأحزاب المعارضة ضد الاتفاق ومن المتوقع أن ينضم إليهم عدد 100 نائب محافظ، بالإضافة إلى نواب حزب الاتحاد الديمقراطي وعددهم 10 نواب.
وفي حالة تحقق هذا السيناريو، سيكون الأمر أكثر صعوبة على “ماي” ووقتها لن تكون الخسارة خسارة “بريكست” فقط ولكن قد يمتد الأمر إلى خسارة رئاسة الوزراء ومواجهة شبح سحب الثقة من الحكومة، ولكن البرلمان منح ماي، مدة ثلاثة أيام فقط في حالة رُفض الاتفاق تقوم خلالها بتقدم الخطة “ب” وقد تتضمن طلب البرلمان التصويت مرة أخرى على الاتفاق، ومتوقع أن يتم التصويت عليها في 21 يناير الجاري.
وتجدر الإشارة إلى أن جزب العمال يسعى بقيادة جيرمي كوربين إلى إفشال اتفاق رئيسة الوزراء البريطانية الخروج من الاتحاد الأوروبي، ليقوم بطرح عد الثقة في الحكومة والدعوة إلى انتخابات مبكرة للفوز برئاسة الحكومة.
وحذرت تيريزا ماي من عرقلة خطة المملكة المتحدة للخروج من الاتحاد الأوروبي في مارس المقبل، وأشارت إلى أن هناك البعض من أعضاء البرلمان يسعون في تأخير أو وقف البريكست، “وهم سيستخدمون كل وسيلة متاحة بالنسبة لهم حتى يفعلوا ذلك”، جاءت هذا التحذير قبل تصويت البرلمان البريطاني بساعات على صفقة البريكست.
السيناريو الثاني :
استقالة تيريزا ماي
يأتي السيناريو الثاني وهو متعلق بمنصب رئيسة الوزراء، وتشير التوقعات إلى احتمالية استقالة تيريزا ماي من الوزراة، وهو الأمر المستبعد بعد تعهدها بالاستمرار في أداء دون وجود أي طريقة للإطاحة بها بعد رفض الاتفاق لسحب الثقة من جانب المشرعين المحافظين في ديسمبر.
وفي تصريحات لحزب العمال المعارض، قال أنه سيسعى لإجراء انتخابات من خلال التصويت على سحب الثقة من حكومة تيريزا ماي بأكملها.
السيناريو الثالث:
بريكست غير منظم
من بين السيناريوهات المتوقعة بشأن التصويت لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، احتمالية الخروج غير المنظم حال عدم التوصل إلى اتفاق، وهو السيناريو الذي سيكون له أضراره الجسيمة على الطرفين وسيكون لهذا السيناريو تداعياته على الاقتصاد فتشير التوقعت أن يسجل الاقتصاد ركودا حاد خلال الخمسة أعوام التالية للانفصال ، بالإضافة إلى انفصالها عن الأسواق الأوروبية والتعامل وفقاً لقواعد منظمة التجارة العالمية.
وعن الجنية الإسترليني فتشير التوقعات إلى هبوطه بنحو 25%، بالإضافة إلى انكماش الاقتصاد البريطاني بنحو 8% مقارنة مع انكماش 6.5% بسبب الأزمة العالمية في 2008.
السيناريو الرابع
استفتاء جديد
ويأتي سيناريو الاستفتاء الجديد، وهو ما يلاقي دعماً شعبياً وبرلمانياً كبير، في الوقت الذي تشير فيه المؤشرات الأولية للتصويت على خسارة ماي حيث متوقع أن يصوت لصالحها 185 نائباً، في الوقت الذي تحتاج فيه إلى 318 صوتاً من إجمالي 650 صوتاً بمجلس العموم.
وهناك نحو 30 نائب لم حسموا أمرهم، و425 برلمانياً متوقع أن يصوتوا ضد صفقة ماي بينهم 90 نائباً ممن متشددي بريكست الذي يرفضون صفقة ماي لأنهم يرون فيها تبعية للاتحاد الأوروبي.
يذكر أن المملكة المتحدة اتخذت قرارا بمغادرة الاتحاد الأوروبي وفقاً لاستفتاء في 23 يونيو 2016، وبدأت بعده رسميا بمفاوضات خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي عبر تفعيلها للمادة 50 من اتفاقية لشبونة والتي تنظم إجراءات الخروج.