تواصل عائدات السندات الأمريكية الصعود منذ مستهل التعاملات اليومية الخميس بدفعة من التحسن الذي عكسته البيانات الاقتصادية في أوضاع سوق العمل في سبتمبر الماضي، مما لألقى بظلاله على توقعات المسار المستقبلي للفائدة.
وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 3.852% مقابل الإغلاق المسجل في الجلسة الماضية عند 3,788%. وهبطت العائدات على هذه الأوراق المالية السيادية إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الجاري عند 3.782% مقابل أعلى المستويات الذي سجل 3.859%.
وسجلت مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة الخميس ارتفاعًا إلى 225000 مطالبة في الأسبوع المنتهي في 27 سبتمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 219000 مطالبة، وهو ما تجاوز التوقعات التي أشارت إلى 220000 مطالبة.
لكن التحسن جاء في إجمالي عدد المستفيدين من إعانات البطالة الأمريكية الذي تراجع إلى 1.826 مليون مستفيدًا في الأسبوع المنتهي في 20 سبتمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعًا إلى 1.827 مليون مستفيدًا.
كما هبطت قراءة مؤشر متوسط مطالبات إعانات البطالة الأسبوع لأربع أسابيع إلى 224000 مطالبة في الأسبوع المنتهي في 27 سبتمبر الماضي مقابل المتوسط المسجل في الأسبوع السابق عند 225000 مطالبة.
وتراجع مشر تشالنجر لإلغاء الوظائف الأمريكية إلى 75891 وظيفة تم إلغاؤها في سبتمبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 75891 وظيفة ملغاة الشهر السابق.
ولا يزال الدولار الأمريكي وأصوله في معضلة ما يمكن أن نسميه الفترة الانتقالية للسياسة النقدية للفيدرالي، والتي بدأت منذ أن غير البنك المركزي اتجاه سياسته نحو التيسير الكمي بخفض هام بقدر كبير للفائدة الفيدرالية في اجتماع سبتمبر الماضي – 50 نقطة أساس – وهو القرار الذي صاحبته لغة مختلفة من قبل الفيدرالي ورئيسه جيروم باول في الحديث عن أوضاع سوق العمل.
لكن يبدو أو الأسواق لا تزال على قناعة بأن هناك حاجة إلى توقف سوق العمل في البلاد عن التحسن في الفترة المقبلة حتى تتأكد السلطات النقدية من أن هبوط معدلات التضخم أصبح مستدامًا وأن استقرار الأسعار في الولايات المتحدة تحقق بالفعل. لذلك بدا أن هذه القناعة هي التي تحرك المستثمرين إلى تكهنات بإمكانية إبطاء الوتيرة التي قد يسير عليها الفيدرالي في الخفض المستقبلي للفائدة، وهو ما يصب في صالح عائدات السندات الحكومية.