يتراجع النفط للجلسة الثالثة على التوالي الخميس متأثرة ببعض العوامل المتوافرة في المشهد على صعيد تعاملات أسواق المال العالمية بصفة عامة، أبرزها ارتفاع الدولار الأمريكي الذي أدى إلى أن يتجاهل المعدن الأسود تهديدات نووية محتملة في منطقة الشرق الأوسط.
وشهدت أسعار النفط تذبذبًا حادًا الخميس وسط إعادة المستثمرين تقييم التهديدات المحتملة التي تمثلها إيران للمواقع النووية الإسرائيلية، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار العالمية للخام الأسود مقابل ارتفاع الدولار الأمريكي الذي يشكل ضغوطا على أسعار النفط في الاتجاه الهابط.
وقالت مجموعة جولدمان ساكس المالية العملاقة إن أسعار النفط في الوقت الراهن تشهد ارتفاعًا يتراوح بين 5 إلى 10 دولارات للبرميل بسبب التوترات الجيوسياسية، لكن العقود الآجلة قد تنخفض حال عدم حدوث تصعيد بين طرفي الصراع على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط.
وهبطت العقود الآجلة للنفط الأمريكي إلى 81.85 دولار للبرميل مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 82.26 دولار للبرميل. وهبطت عقود الخام الأمريكي إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الجاري عند 81.09 دولار مقابل أعلى المستويات في نفس الجلسة عند 82.81.
تهديدات نووية
ولا تزال مخاوف المزيد من تصاعد التوترات الجيوسياسية تطل برأسها على الأسواق، خاصة بعد أن هددت إيران بمهاجمة منشآت نووية إسرائيلية. كما هددت بالرد بالمثل إذا تم استهداف المواقع النووية لطهران.
واستمر النفط في التعافي حتى منتصف التعاملات اليومية الخميس، لكنه توقف بعد سيطرة تجنب المخاطرة على الأسواق، مما أدى إلى ارتفاع الدولار الأمريكي الذي يؤدي حتمًا إلى هبوط أسعار جميع السلع المقيمة به.
واستفاد الدولار الأمريكي من تطورات إيجابية على صعيد البيانات التي ظهرت في المفكرة الاقتصادية الخميس، والتي ألقت الضوء على المزيد من التحسن في أداء سوق العمل وقطاع التصنيع في الولايات المتحدة.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 106.03 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 105.95 نقطة. وهبط المؤشر إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الخميس عند 105.74 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 106.13 نقطة
وانخفضت العقود الآجلة يوم الأربعاء رغم ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 2.7 مليون برميل الأسبوع الماضي بينما انخفض الطلب على الوقود، ليكن ذلك لم ينفع النفط على الإطلاق بسبب قوة الزخم الهابط الذي يلازم عقود النفط بنوعيها نظرا للارتفاع الحاد للعملة الأمريكية.