أغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية أولى جلسات التداول لهذا الأسبوع يوم الاثنين وقبل ثلاث ساعات قبل الموعد المعتاد للإغلاق على اللون الأحمر للجلسة الرابعة على التوالي لتعكس الأدنى لها في 17 شهراً وقد اختتم مؤشر داو جونز الصناعي تداولات الجلسة على تراجع بنسبة 2.91% أي بنحو 653.17 نقطة عند مستويات 21,792.20 نقطة، كما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.71% أي بنحو 65.52 نقطة ليختتم عند مستويات 2,351.10 نقطة، بينما تراجع مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 2.21% أي بنحو 140.08 ليختتم عند مستويات 6,192.92 نقطة، لتتوسع عمليات البيع في وول ستريت وسط مخاوف الأسواق من تباطؤ النمو والقلق من الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.
حيث أغلقت الحكومة الأمريكية أبوابها في منتصف ليل الجمعة الماضي، ومن المرجح أن يستمر الإغلاق الجزئي حتى نهاية الأسبوع في ظل استمرار التباعد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والنواب الديمقراطيون فيما يتعلق بمسألة تمويل الجدار الحدودي المثير للجدل ، وفي تصريحات لمدير منصب الميزانية في البيت الأبيض مولفاني أشار إلى أنه من الممكن جدا أن تبقى مغلقة حتى يؤدي الكونغرس الجديد اليمين الدستورية في 3 يناير،ولا يزال البيت الأبيض والديمقراطيون في مأزق بسبب مطالبة ترامب بأن يمول الكونغرس الجدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ، وهو ما كان يشكل حجر الزاوية في حملته الرئاسية.
وقبيل عطلة نهاية الأسبوع، طالب ترامب بأن يشمل المشرعون مبلغ 5 مليارات دولار للجدار الحدودي في مشاريع قوانين الإنفاق التي يتعين على الكونغرس تمريرها لتمويل الحكومة. رفض الديمقراطيون هذا الطلب، جزئياً لأنهم لا يريدون إعطائه نصراً لحملة إعادة انتخابه في عام 2020، ولكن أيضاً لأنه قدم لهم هدية سياسية قبل أسبوعين عندما قال في اجتماع استثنائي في المكتب البيضاوي أنه سيكون “فخور” لإغلاق الحكومة.
وقال تشاك شومر العضو الديمقراطي البارز بمجلس الشيوخ يوم السبت “إذا كنت تريد فتح الحكومة فعليك التخلي عن الجدار، ببساطة، وأشار زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، إلى أن قادة الأحزاب دفعوا بـزر الإيقاف المؤقت لإجراء الانتخابات حتى يتوصل ترامب والديمقراطيون إلى اتفاق، وقد ساهم الإغلاق الحكومي الجزئي الذي يؤثر على تسع وكالات حكومية بما في ذلك وزارة الخارجية وإدارة العدل في نهاية فوضوية للسنة في واشنطن بينما يتخذ ترامب بشكل متزايد قرارات تتعارض مع نصيحة كبار مستشاريه.
هذا وقد شهدت المؤشرات خلال الأسبوع الماضي أسوء أداء أسبوعي لها منذ آب/أغسطس من عام 2011 في وول ستريت، حيث خسر مؤشر داو جونز الصناعي 1,655 نقطة أو قرابة 7% ليعكس أسوء أداء أسبوعي له منذ تشرين الأول/أكتوبر من عام 2008، وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أيضا بنحو 7% ليعكس ارتداده بقرابة 18% بالمائة من الأعلى له على الإطلاق، أما عن مؤشر ناسداك المجمع فقد أكد الأسبوع الماضي على أنه دخل في السوق الهابط بعد أن عكس تراجعه بنحو 22% بالمائة من أعلى مستوياته على الإطلاق التي سجلها في وول ستريت خلال آب/أغسطس الماضي، وذلك في أعقاب قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء الماضي برفع الفائدة بواقع 25 نقطة أساس للمرة الرابعة هذا العام إلى ما بين 2.25% و2.50% والمضي قدماً في خفض عمليات إعادة شراء السندات، ليعود الرئيس الأمريكي ويوجه هجمة جديدية للاحتياطي الفيدرالي في تغريدة له عبر حسابه الرسمي في تويتر
وقال ترامب: “المشكلة الوحيدة التي يواجهها اقتصادنا هي الاحتياطي الفيدرالي”. “إنهم لا يشعرون بالسوق، فهم لا يفهمون حروب التجارة الضرورية أو الدولار القوي أو حتى الإغلاقات الديمقراطية على الحدود”. وأتي ذلك في أعقاب التقارير التي ناقشها ترامب بشكل خاص بإقالة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول حول خطة البنك المركزي لرفع أسعار الفائدة بشكل تدريجي. ولكن عارض وزير الخزانة ستيفن منوشين هذه التقارير يوم السبت، مدعيا أن ترامب أخبره بأنه لا يتفق مع سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي لكنه لم يقترح أبدا إقالة باول.