بدأ التضخم في العودة إلى المشهد بقوة الخميس بعد ظهور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة التي ألقت الضوء على استمرار ارتفاع التضخم إلى مستويات بالقرب من أعلى المستويات في 40 سنة.
ويعتمد الفيدرالي في التعرف على وضع التضخم وحالة استقرار الأسعار في البلاد على سلسلة مؤشرات نفقات الاستهلاك الشخصي، إذ يرى البنك المركزي أن هذه المجموعة من المؤشرات هي الأكثر مصداقية في رصد التضخم.
ونظرا لما رصدته البيانات التي ظهرت الخميس – من ثبات في قراءة مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في الربع الثالث من 2022 وارتفاع محدود في قراءة نسخة المؤشر التي تستثني أسعار الغذاء والطاقة – تصاعدت توقعات في الأسواق بأن الفيدرالي قد يستمر في رفع الفائدة بنفس الوتيرة التي رفعها بها في الاجتماع الماضي أو بوتيرة أسرع منها.
وكانت تلك التوقعات هي التي دعمت ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل أغلب العملات الرئيسية إضافة إلى تماسك أظهرته عائدات سندات الخزانة الأمريكية.
ولم تتغير قراءة مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في الربع الثالث من 2022 مقابل القراءة السابقة والتوقعات التي أشارت إلى نفس الرقم.
لكن قراءة نفس المؤشر باستثناء أسعار الغذاء والطاقة ارتفعت بـ 4.7% في ربع السنة الثالث مقابل القراءة السابقة التي سجل ارتفاعا بـ 4.6%، وهو ما فاق التوقعات التي أشارت إلى إمكانية الاستقرار عند مستوى القراءة السابقة.
وأنهى الدولار الأمريكي تعاملات الخميس في نهاية التعاملات في وول ستريت الخميس بدفعة من ارتفاع محدود في قراءات التضخم في الولايات المتحدة، وفقا للبيانات الصادرة الخميس.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يرسم صورة واضحة عن أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 104.57 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 104.16 نقطة.
وسجل المؤشر أدنى مستوياته على مدار يوم التداول الجاري عند 103.75 نقطة مقابل أعلى المستويات الذي سجل 104.60 نقطة.
وتمكنت عائدات سندات الخزانة الأمريكية الخميس من الحفاظ على ما حققته من مكاسب في ختام جلسة التداول الماضية بدفعة من بيانات التضخم الأمريكية التي أشارت إلى استمرار ارتفاع التضخم إلى مستويات هي الأعلى في الأربعين سنة الماضية.
وسجلت عائدات سندات الخزانة الأمريكية في ختام جلسة الخميس نفس المستويات التي وصلت إليها في الجلسة الماضية عند 3.682%.
في المقابل، وتراجعت الأسهم الأمريكية بعد ظهور بيانات التضخم الأكثر اعتمادية بالنسبة لبنك الاحتياطي الفيدرالي بين المؤشرات الأمريكية.
وهبط مؤشر داو جونز الصناعي إلى 32644نقطة بعد خسائر بحوالي 730 نقطة أو 2.2%. وتراجع ستاندردز آند بورس500 إلى 3773 نقطة بعد خسارة حوالي 105 نقطة أو 2.7%. وبلغت خسائر مؤشر ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة 363 نقطة أو 3.5% ليستقر عند 10344 نقطة.
وأنهى الذهب تعاملات الخميس في الاتجاه الصاعد بسبب تصاعد في توقعات الاستمرار في رفع الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي بنفس الوتيرة التي رفع بها الفائدة في اجتماع ديسمبر الجاري أو بسرعة أكبر بعد ظهور بيانات تضخم جديدة.
وتراجعت العقود الآجلة للذهب إلى 1787 دولار للأونصة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1814 دولار للأونصة. وارتفعت عقود المعدن النفيس إلى أعلى مستوى لها في يوم التداول الخميس مقابل أدنى المستويات الذي سجل 1820 دولار للأونصة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 1784 دولار.
وختمت العقود الآجلة للنفط تعاملات الخميس في الاتجاه الهابط متأثرة بمخاوف المزيد من رفع الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي في الفترة المقبلة بعد ظهور بيانات اقتصادية ترجح أن معدل التضخم لا يزال عند أعلى المستويات في أربعين سنة.
وجاء هبوط النفط بسبب تلك المخاوف، التي سيطرت على الأسواق الخميس، بعد أن بددت التفاؤل الذي أدى إلى ارتفاع عقود الخام الأسود الأربعاء الماضي بعد تراجع كبير في مخزونات النفط الأمريكية.
وهبطت العقود الآجلة للخام الأمريكي إلى 78.22 للبرميل مقابل الإغلاق المسجل في ختام الجلسة الماضية عند 78.41 دولار للبرميل.