نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
تعرضت أسعار المعدن الأصفر لضغوط بيعية على مدار العام الحالي ليفقد المعدن الأصفر البريق تدريجياً متراجعاً بنسبة 5% خلال العام الجاري وسط التغيرات الساسية والجيوسياسية التي كان لها تأثير واضح على كافة قطاعات الأسواق التي أدت إلى انصراف المستثمرين عن الملاذات الآمنة وارتفاع شهية المخاطرة ونستعرض تفصيلاً هذة العوامل:
1_قوة الدولار الأمريكي في ظل السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي برئاسة جيروم باول الذي تبنى منهجية رفع أسعار الفائدة المرجعية على العملة الأمريكية حيث قام البنك برفع أسعار الفائدة بشكل متسارع وبواقع أربع مرات خلال عام 2018 لتصل إلى مستويات 2.50% وذلك في الاجتماع الأخير الذي عقد بتاريخ 19 من الشهر الجاري، الأمر الذي دفع المستثمرين للتحوط بالعملة الأمريكية والعزوف عن المعدن الأصفر.
2_ارتفاع عوائد الأصول المقومة بالدولار الأمريكي مثل الأسهم وعوائد السندات الحكومية لأجل 10 سنوات.
3_بالرغم من النزاع التجاري العالمي بين أكبر اقتصادات بالعالم الولايات المتحدة الأمريكية والصين وقيام كل من البلدين بفرض سوم جمركية على الآخر إلا أن الذهب بقي بعيدا عن أنظار المستثمرين حيث كان التوجه نحو الدولار الأمريكي كون الولايات المتحدة أقل اعتماداً على شركائها التجاريين.
4_الاضطرابات التي تعرضت لها الأسواق الناشئة وخصوصا في كل من تركيا عندما انهارت العملة التركية ضمن سقوط حر فاقدة أكثر من 23.0% من قيمتها في أغسطس من العام الجاري تزامناً مع أزمة البرازيل والأرجنتين.
5_تراجع الطلب على الذهب في الهند على اعتبارها من أكثر الدول استهلاكا للذهب في العالم بسبب القوانين الحكومية الجديدة التي أضافت الذهب إلى قوانين غسيل الأموال.
والجدير بالذكر أن أسعار الذهب ارتفعت إلى أعلى مستويات لها منذ أغسطس 2016 في بداية يناير 2018. عندها حققت أسعار الذهب مستويات 1366 دولاراً للأونصة مستفيداً من تراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، وفي 15 أغسطس الماضي انخفضت أسعار الذهب إلى ما دون مستوى الحاجز النفسي المهم عند 1200$ للأونصة مُسجلة 1160 $ للأونصة للمرة الأولى منذ أكثر من عامين ونصف العام بما يمثل أسوأ سلسلة خسائر منذ عام 2013، حيث انخفضت الأسعار بنسبة 12٪ منذ أبريل الماضي.
ويكمن السؤال الآن إلى أين تتجه أسعار الذهب في عام 2019؟
فالعديد من المحللين يتبنون رؤية مستقبلة سلبية واحتمال لانهيار الأسهم، وفي الواقع أن حركة أسعار الذهب تعتمد بشكل أساسي على سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي والنهج الذي يتخذه فيما يخص أسعار الفائدة وتشير توقعات المحللين إلا أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في الحد من الرفع المستمر لأسعار الفائدة وسط قلق من احتنمالية حدوث تباطؤ في مستويات النمو والتضخم، مما يعطي دافع إيجابي لتعود أسعار الذهب في عام 2019 وتنهض من جديد وتحقق توقعات المحللين.
والجدير بالذكر أن أسعار الذهب تتداول الآن بالقرب من 1283$ للأونصة الواحدة قبيل انتهاء أخر جلسات تداول العام الحالي.
