ركزت الأسواق خلال تعاملات الأسبوع الماضي المنتهي يوم 14 أبريل 2023 على بيانات التضخم الأمريكية ونتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وجاءت البيانات لتكشف عن تباطؤ في معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة للمرة التاسعة على التوالي إلى 5% في مارس 2023، وهو أدنى مستوى منذ مايو 2021 من 6٪ في فبراير، وأقل من توقعات السوق البالغة 5.2٪.
وانخفض مؤشر الطاقة بنسبة 6.4٪، وارتفع مؤشر الغذاء بنسبة 8.5٪. ومقارنةً بالشهر السابق، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.1٪، وهو أيضًا أقل من التوقعات عند 0.2٪، مع ارتفاع أسعار المساكن التي عوضت انخفاضًا بنسبة 3.5٪ في تكلفة الطاقة.
كما انخفض مؤشر أسعار المنتجين (PPI) للطلب النهائي في الولايات المتحدة إلى 2.7٪ على أساس سنوي في مارس من 4.9٪ في فبراير (معدل من 4.6٪)، حسبما كشفت البيانات التي نشرها مكتب إحصاءات العمل الأمريكي يوم الخميس. وجاءت هذه القراءة أقل من توقعات السوق عند 3٪.
وقد أعطت تلك البيانات ضربة للدولار الأمريكي، الذي واصل تراجعه أيضاً متأثراً بنتائج اجتماع الفيدرالي حيث ركز أعضاء لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة على أزمة البنوك وما كانوا يعتقدون أثناء الاجتماع أنها قد تخلفه من آثار.
وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 101.53 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 102.20 نقطة. وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له في يوم التداول المنقضي عند 102.16 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 101.45 نقطة.
علاوة على ذلك، جاءت نتائج اجتماع الفيدرالي الصادرة الأربعاء لتعكس قدرا كبيرا من انعدام اليقين في الأسواق بعد أن ضمنها البنك المركزي الكثير من الإشارات إلى المسار المستقبلي للفائدة الفيدرالية.
وكان جزء كبيرا من اهتمام الفيدرالي في اجتماع مارس الماضي يتناول أزمة البنوك وما قد تسفر عنه من تداعيات وما يمكن أن تؤدي إليه من آثار على الاقتصاد الأمريكي.
وقالت نتائج اجتماع الفيدرالي الصادرة عن البنك المركزي الأربعاء إن الاجتماع الماضي للجنة السوق الفيدرالية المفتوحة شهد توقعات من قبل بعض الأعضاء “بركود معتدل في وقت لاحق من العام الجاري”.
بيانات أخرى
كشفت البيانات التي نشرها مكتب الإحصاء الأمريكي اليوم الجمعة أن مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 1٪ على أساس شهري في مارس إلى 691.7 مليار دولار.
وجاءت هذه القراءة بعد الانكماش في فبراير بنسبة 0.2٪ (المعدل من -0.4٪) والذي جاء أسوأ من توقعات السوق لانخفاض بنسبة 0.4٪. وانخفضت مبيعات التجزئة باستثناء السيارات بنسبة 0.8٪ في نفس الفترة ، مقارنة بتقديرات المحللين عند -0.3٪.
وأظهرت البيانات الأسبوعية التي نشرتها وزارة العمل الأمريكية (DOL) اليوم الخميس أنه كان هناك 239000 طلب إعانة أولية في الأسبوع المنتهي في 8 أبريل.
وجاءت هذه القراءة في أعقاب الأرقام غير المنقحة التي صدرت الأسبوع الماضي مسجلة 228,000 وجاءت أعلى من توقعات السوق عند 232,000، والتي تعد أعلى مستوى لها منذ 15 يناير 2022.
فيما انخفضت المطالبات المستمرة بمقدار 13000 في الأسبوع المنتهي في 1 أبريل لتصل إلى 1.810 مليون ، فوق 1.814 مليون من إجماع السوق.
تقارير الأرباح تقدم يد العون للدولار
كانت تقارير الأرباح التي ظهرت الأسبوع الماضي من أهم العوامل التي عملت على تغذية تلك لتكهنات بعد أن ألقت الضوء على تحسن فاق التوقعات في أرباح جيه بي مورجان تشايز، وسيتي جروب، وويلز فارجو في الربع الأول من 2023، وهو ما ألقى الضوء على مدى ما يتمتع به القطاع المصرفي في الولايات المتحدة من قوة في مواجهة الأزمة الأخيرة.
فقد ارتفعت أرباح جيه بي مورجان تشايز إلى مستويات أعلى من توقعات السوق، وفقا لتقارير الأرباح الصادرة الجمعة عن الأداء المالي في الربع الأول من 2023.
وارتفعت أرباح المجموعة المالية العامة إلى 4.32 دولار للسهم، وما يشير إلى ارتفاع بحوالي 50% مقارنة بالأرباح المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي. كما تجاوزت الأرباح المستويات التي أشارت إليها التوقعات عند 3.41 دولار للسهم، وفقا لريفينيتيف.
وارتفعت إيرادات جيه بي مورجان إلى 39.34 مليار دولار في ربع السنة المنتهي في مارس الماضي مقابل التوقعات الصادرة عن ريفينيتيف التي أشارت إلى 36.19 مليار دولار.
وعليه، وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، عند 101.63 نقطة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 101.00 نقطة.
الأسبوع المقبل
سيكون الأسبوع المقبل أكثر هدوءًا على صعيد البيانات الاقتصادية الأمريكية، لكنه مليء بتقارير الأرباح رفيعة المستوى التي توفر نظرة ثاقبة لأداء الشركات الأمريكية وتغذي الجدل حول ما إذا كان أكبر اقتصاد في العالم يتجه نحو الركود أو أنه بالفعل في حالة ركود. وسيكون كل من: بنك أوف أمريكا، وجونسون آند جونسون، وجولدمان ساكس، ونتفليكس، وآي بي إم، وأمريكان إكسبرس، وبلاكستون، وبروكتر آند غامبل بعض من أبرز الشركات التي يجب ستنشر أرباحها.