نور تريندز / التقارير الاقتصادية / ملخص الأسبوع: بيانات التوظيف تحتل مركز اهتمام الأسواق
الفائدة
الفائدة

ملخص الأسبوع: بيانات التوظيف تحتل مركز اهتمام الأسواق

أنهت أسواق المال تعاملات الأسبوع الماضي بأداء متباين لأغلب أصول المخاطرة وأصول الملاذ الآمن نظرا لظهور دفعات من البيانات الأمريكية والأوروبية على صعيد التضخم والتوظيف، وهي البيانات الأكثر تأثيرا في الأسواق لصلة هذين القطاعين القوية بقرارات البنك المركزي.

وسجلت قراءات إنفاق الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة أرقاما ألقت الضوء على عدم تغير المؤشر في الربع الثاني من 2023 مقارنة بقراءة ربع السنة الأول.

وظلت قراءة مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، المؤشر الأكثر مصداقية واعتمادية لدى الفيدرالي في التعبير عن مستويات الأسعار في الولايات المتحدة، في الربع الثاني من العام الجاري عند نفس المستوى المسجل في الربع السابق عند 2.5% في حين استقرت القراءة التي تستثني أسعار الغذاء والطاقة لهذا لمؤشر عند نفس المستويات أيضا في الربع الثاني من 2023 مقارنة بربع السنة السابق عند 3.7%، وهو ما جاء متوافقا مع توقعات الأسواق.

ومن شأن استقرار معدل التضخم أن يدفع في اتجاه مضاد للتكهنات التي سيطرت على الأسواق في الفترة الأخيرة بالمزيد من رفع الفائدة، إذ يرجح أن يكون التراجع في معدل التضخم من العوامل التي تبعث على الارتياح في أروقة الفيدرالي، مما قد يدفع به بعيدا عن المزيد من رفع الفائدة.

كما أظهرت قراءة الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة ارتفاعا بـ1.7% في الربع الثاني من 2023 مقابل الارتفاع الأكثر المسجلة في الربع الأول بـ2.00%، وهو ما جاء دون توقعات السوق التي أشارت إلى 2.00% أيضا. لكن القراءة السنوية لمؤشر الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي لم تشهد أي تغيير في نفس الفترة لتستقر عند 2.00%.

فوز الدولار الأمريكي على حساب  الذهب

ورغم دعم هذه البيانات سيناريو التوقف عن رفع الفائدة واقتراب نهاية الدورة الحالية من التشديد الكمي، تمكن الدولار الأمريكي من تحقيق مكاسب أسبوعية في الفترة المنتهية في 29 سبتمبر الجاري. في المقابل، تعرضت العقود الآجلة للذهب لخسائر أسبوعية لينهي تعاملات تلك الفترة في الاتجاه الهابط عند 1864 دولار للأونصة مقابل الإغلاق الأسبوعي السابق الذي سجل 1947 دولار للأونصة.

ومقابل البيانات الاقتصادية، تصاعدت تكهنات بإمكانية أن تعاني الأسواق من ارتفاع في قيمة الأصول المتداولة في أسواق المال العالمية في الفترة المقبلة نتيجة توقعات باستمرار البنوك المركزية الرئيسية، في مقدمتها بنك الاحتياطي الفيدرالي، بالإبقاء على معدلات الفائدة عند مستويات مرتفعة قياسية لفترة طويلة.

وجاء تصاعد مخاوف المزيد من رفع الفائدة وامتداد العمل بمعدلات فائدة مرتفعة للغاية لفترة قد تطول بعد توقف العائدات على السندات السيادية الأمريكية عن الصعود الحاد لفترة قصيرة بسبب التوقعات باقتراب البنوك المركزية الرئيسية من تغيير اتجاه السياسة النقدية إلى خفض الفائدة.

لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي فجر مفاجأة باستخدام لغة “صقور” البنك المركزي اتي عكست ميلا كبيرا إلى الاستمرار في رفع الفائدة في الفترة المقبلة علاوة على إثارة تكهنات بإمكانية العمل بمعدلات الفائدة الفيدرالية المرتفعة لفترة طويلة، وهي الأسباب التي في مجملها رجحت كفة أصول الملاذ الآمن.

اليورو

كان المحرك الأساسي لليورو على مدار أسبوع التداول الماضي هو بيانات التضخم يليه في الأهمية تحركات الدولار الأمريكي، وهو ما أدى في نهاية الأمر إلى خسائر أسبوعية للعملة الأوروبية الموحدة.

وبضغط من ارتفاع الدولار الأمريكي ووسط خلو المفكرة الاقتصادية من البيانات الأوروبية ذات التأثير القوي في حركة السعر، تراجع اليورو إلى أدنى المستويات في حوالي ستة أِشهر.

وهبط اليورو/ دولار إلى مستوى 10570 مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 1.0643. وارتفع الزوج إلى أعلى مستوى له في يوم التداول الأربعاء عند 1.0655 مقابل أدنى المستويات الذي سجل 1.0488.

وواصل الدولار الأمريكي الصعود منذ مستهل التعاملات في وول ستريت الأربعاء مدفوعا بنفس العوامل ذات الصلة بالسياسة النقدية التي تدعم المزيد من المكاسب للعملة الأمريكية منذ حوالي أسبوع.

تراجع التضخم في ألمانيا، كما يتم قياسه بمؤشر أسعار المستهلك (CPI)، إلى 4.5٪ على أساس سنوي في سبتمبر من 6.1٪ في أغسطس، وفقًا للتقديرات الاولية الصادرة عن كتب الإحصاءات الألمانية اليوم. 

وقد جاءت هذه القراءة دون توقعات السوق التي بلغت 4.6٪. وعلى أساس شهري، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك 0.3٪، مطابقًا لتوقعات السوق وزيادة أغسطس.

كما هبط المؤشر السنوي للأسعار المستهلكين المنسق (HICP)، وهو المقياس المفضل للبنك المركزي الأوروبي (ECB) للتضخم، بشكل حاد إلى 4.3٪ من 6.4٪ في نفس الفترة.

وعلى خلفية هذه البيانات، احتفظ اليورو بقوته على الرغم من القراءات الألمانية للتضخم التي جاءت أضعف من التوقعات. وارتفع زوج اليورو / الدولار الأمريكي بنسبة 0.4٪ في اليوم عند 1.0540.

النفط    

حقق النفط مكاسب أسبوعية محدودة، لكنه قد يتوسع في تلك المكاسب في الأسابيع القليلة المقبلة لتوافر عدة عوامل قد تدعم الأسعار العالمية إلى حدٍ كبيرٍ. وتتضمن تلك العوامل تراجع كبير في المخزونات الأمريكية من النفط، وإعلان روسيا استمرار حظر تصدير الوقود حتى استقرار الأسعار العالمية.

كما تتضمن تلك العوامل الاتجاه الصاعد القوي الذي يتضح في المكاسب التي تتحقق للأسبوع الرابع على التوالي، وظهور تكهنات باستمرار خفض أوبك+ إنتاجها من النفط لفترة قد تطول علاوة على استمرار زيادة الطلب الصيني على النفط.، وتمديد العمل بالخفض الطوعي لإنتاج النفط من قبل السعودية وروسيا بـ1.3 مليون برميل يوميا.

الأسبوع المقبل

تُعد بيانات التوظيف الأمريكية هي الحدث الأهم على الإطلاق على مدار الأسبوع الجديد، والتي تتضمن مؤشرات فرص العمل الأمريكية (JOLTS)، ومؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة الذي يصدر عن الهيئة الأمريكية للمعالجة الإلكترونية للبيانات، ومؤشر تشالنجر لإلغاء الوظائف، ومؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة، ومؤشر البطالة.

ويتوالى ظهور هذه المجموعة الهامة من المؤشرات – التي ترسم صورة واضحة لأوضاع سوق العمل الأمريكي – على مدار أيام أسبوع التداول الجديد، مما يجعل أثرها مستمر على مدار تعاملات أيام التداول الخمسة المقبلة.

تحقق أيضا

النفط

عوامل قد تؤدي إلى المزيد من هبوط أسعار النفط

ظهرت بعض العوامل في أسواق النفط العالمية من شأنها أن تؤجج هبوط الأسعار في الفترة …