ملخص الأسبوع: أزمة “إف تي إكس” وبيانات التضخم يقودان تحركات السوق

واصلت عائدات السندات الأمريكية هبوطها في ختام تعاملات يوم الجمعة الماضي، حيث سجلت عائدات سندات الخزانة الأمريكي لأجل عشر سنوات 3.819% مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 3.855%.

وبالمثل، استمر الدولار الأمريكي في الهبوط منذ مستهل تعاملات اليوم الأخير من تعاملات أسبوع التداول المنتهي في 11 نوفمبر الماضي متأثرا بالقراءات التي ظهرت الخميس الماضي، مرجحة كفة انخفاض التضخم في الولايات المتحدة.

وكانت هناك عددًا من العوامل التي قادت تحركات السوق خلال الأسبوع الماضي كان على رأسها انتخابات التجديد النصفي وبيانات أسعار المستهلك وغيرها من الأمور التي سنتطرق إليها تفصيلًا خلال هذا المقال:

بيانات أسعار المستهلك وأثرها على السوق

سجل مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي ارتفاعا بـ 0.4% في أكتوبر الماضي مقابل نفس النسبة التي تحققت الشهر السابق، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى ارتفاع بـ 0.6%.

كما تراجعت القراءة السنوية للمؤشر ارتفاعا بـ7.7% في أكتوبر الماضي مقابل القراءة المسجلة الشهر السابع عند 8.2%، وهو ما يشير إلى تراجع مقارنة بالمستويات التي أشارت إليها التوقعات عند 8.00%.     

وعلى خلفية القرار،  انخفض مؤشر الدولار إلى 109.25 خلال تعاملات الخميس، بعد أن جاء معدل التضخم دون التوقعات، مما يعزز التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يقلل من وتيرة التشديد النقدي في ديسمبر.

وتقوم أسواق المال حاليًا بتسعير رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في ديسمبر. في غضون ذلك، أصدر الناخبون الأمريكيون أحكاما مختلطة في انتخابات التجديد النصفي.

وبالمثل، انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بشكل حاد إلى أقل من 4٪، وهو أدنى مستوى في أسبوعين، بعد أن كانت بيانات الأسعار الجديدة في الولايات المتحدة أقل من المتوقع.

انتخابات التجديد النصفي 

لم تحسم انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشيوخ الأمريكي الفائز بمقعد الولاية في المجلس، مما يستلزم إجراء جولة إعادة للانتخابات في ديسمبر المقبل بعد فشل المرشحيْن الديمقراطي والجمهوري في تحقيق الأغلبية الحاسمة.

ولم يحصل أي من المرشحين الديمقراطي السيناتور رالف وارنوك والجمهوري هيرشيل ووكر على العدد الكافي من الأصوات لحسم مقعد جورجيا في مجلس الشيوخ الأمريكي.

ومن المقرر أن يعود الناخبون الأمريكيون في الولاية إلى صناديق الاقتراع مرة ثانية في السادس من ديسمبر المقبل لحسم المقعد لصالح أحد المرشحين.

في غضون ذلك، فاز المرشح الجمهوري رون جونسون بمقعد مجلس الشيوخ في ولاية ويسكونسن بعد معركة انتخابية شرسة مع منافسه الديمقراطي. وعقب فرز حوالي 98% من الأصوات في ولاية جورجيا، قالت وكالة أنباء أسوشيتد برس إن المرشح الديمقراطي وارنوك تقدم بنقطة واحدة عن منافسه الجمهوري بالحصول على 49.4% من الأصوات، لكن لم ينجح أي من المرشحين في الحصول على الأغلبية الحاسمة.

أزمة “إف تي إكس” وأثرها على سوق العملات المشفرة

تراجعت العملات المشفرة إلى حدٍ كبير في ختام تعاملات الثلاثاء متأثرة بالمخاوف حيال مستقبل شركة إف تي إكس (FTX) المشغلة لمنصة التداول التي تحمل نفس الاسم وشركة ألاميدا للأبحاث التي تنتمي إلى نفس مجموعة الأعمال والوضع المالي للشركتين.

وخسرت أسواق العملات المشفرة حوالي 5.00% في نهاية تعاملات اليوم الثاني من تعاملات الأسبوع الجاري، مما أدى إلى تراجع إجمالي حجم التعاملات في أسواق الأصول الرقمية إلى مستويات دون ترليون دولار.

وقادت عملة إف تي تي (FTT)، التي تصدرها FTX، الهبوط في أسواق العملات المشفرة الذي ضغط على البيتكوين والإيثيريوم بواقع 6.00% و8.00% على الترتيب، وفقا لكوين ميتريكس.

كما عانت الأصول المشفرة المرتبطة بألاميدا، المملوكة للملياردير سام بانكمان فرايد، من خسائر فادحة في الفترة الأخيرة، إذ تراجعت FTT بنسبة 23% في يوم واحد. كما هبطت عملة سولانا، المنافس الأكبر للإيثيريوم والتي تربطها علاقة وثيقة بـ FTT، بحوالي 12%.

ومن جهته، أعلن سام بانكمان فرايد استقالته من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة FXT، رابع أكبر منصة لتداول العملات المشفرة على مستوى العالم، بعد أن أشهرت الشركة إفلاسها رسميا الجمعية.

رغم ذلك، أكد الرئيس التنفيذي المستقيل أنه سوف يبقى في الشركة في محاولة لدعمها ومساعدتها على النهوض من هذه الكبوة من خلال البحث عن مصادر تمويل لها.

أخبار أخرى 

باع الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، 19.5 مليون من أسهمه في شركة السيارات الكهربائية، وفقًا لملفات نشرتها لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية اليوم الثلاثاء ، في صفقة قيمتها 3.95 مليار دولار.

وجاءت هذه الخطوة من جانب ماسك  في أعقاب شرائه موقع تويتر مقابل 44 مليار دولار.

فقد باع ماسك ما قيمته 20 مليار دولار من أسهمه في تسلا منذ أن استثمر في البداية في شركة التواصل الاجتماعي في أبريل.

وفي أغسطس 2022، قبل أن يُبرم الإجراء القانوني على تويتر صفقة الاستحواذ، ادعى ماسك أنه انتهى من بيع الأسهم.

وفي سياق آخر، أخبر مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، في رسالة بعث بها إلى الموظفين اليوم الأربعاء إن الشركة ستقوم بتسريح 13٪ من موظفيها، أو أكثر من 11 ألف موظف.

تأتي عمليات التسريح تلك وسط وقت عصيب تعاني منه شركة ميتا، التي قدمت توجيهات قاتمة في أواخر أكتوبر المنصرم بخصوص أرباح الربع الرابع القادم التي أخافت المستثمرين وتسببت في هبوط أسهمها بنسبة 20٪ تقريبًا.

الأسبوع المقبل 

سيراقب المستثمرون عن كثب البيانات الاقتصادية الأمريكية التالية: مبيعات التجزئة وأسعار المنتجين وبيانات الإسكان. 

كما سيتابع المشاركون في السوق تقارير الأرباح التي سيصدرها كبار تجار التجزئة وحالة سوق العملات المشفرة بعد إفلاس إحدى أكبر البورصات FTX.

وعلى جانب آخر، ستصدر مجموعة من البيانات المهمة وعلى رأسها: معدلات التضخم في اليابان والهند والمملكة المتحدة وكندا، وبيان موازنة الخريف من المملكة المتحدة.