ما هي أبرز تأثيرات محضر اجتماع الفيدرالي على الأسواق؟

لطالما تمتعت قرارات ومحاضر اجتماعات الفيدرالي الأمريكي بأهمية قصوى لما لها من تأثير مدوي على تحركات أسواق المال. وفي الآونة الأخيرة بعدما تعهد الفيدرالي بمحاربة التضخم بكل ما أوتى من قوة لينتج عن ذلك دورة تشديد نقدي عنيفة، أصبح المشاركين في السوق يراقبون عن كثب أي قرارات أو تصريحات تصدر عن البنك المركزي لأكبر اقتصاد في العالم.

وفي يوم أمس، جاءت نتائج اجتماع الفيدرالي محملة بالتأكيدات من قبل السلطات النقدية على أن البنك المركزي مستمرة في رفع الفائدة حتى خفض التضخم إلى المستويات المستهدفة.

وذكرت النتائج أن الفيدرالي هناك اتفاق وعزم بين جميع أعضاء لحنة السوق الفيدرالية المفتوحة على خفض التضخم إلى 2.00% وعدم التوقف عن رفع الفائدة قبل تحقيق ذلك.

وأشارت النتائج إلى أن الارتفاع في معدل التضخم لا يزال مستمرا وأنه لم تظهر أي إِشارات إلى أن الأسعار بلغت الذروة التي ينتظر أن تهبط منها إلى مستويات أقل، وذلك حتى الاجتماع الذي انعقد في 26 و27 من يوليو الماضي.

وكانت لغة بنك الاحتياطي الفيدرالي حاسمة فيما يتعلق بالاستمرار في رفع الفائدة والتحذير من التراجع عن الموقف الحالي للسياسة النقدية.

لكن لغة الوثيقة الصادرة الأربعاء استخدمت لغة أقل قوة في الحديث عن أن الفيدرالي سوف يعتمد في قرارات رفع الفائدة إلى ما يستجد من بيانات اقتصادية مع الإشارة إلى أنه قد يكون من الملائم في وقت ما في المستقبل خفض وتيرة رفع الفائدة.

وقال أعضاء في لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة إن الأمر “قد يستغرق بعض الوقت قبل أن تحدث إجراءات السياسة النقدية أثرا ملموسا بما فيه الكفاية على التضخم”.

أثر محضر اجتماع الفيدرالي على الأسواق يوم أمس

كان لما تضمنه نتائج اجتماع الفيدرالي بالأمس أثر مباشر على الدولار الأمريكي، الذي واصل صعوده منذ نشر النتائج مستغلا تأكيد السلطات النقدية على أن البنك المركزي مستمر في رفع الفائدة للتصدي للارتفاعات الهائلة للتضخم.

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يوضح الصورة على صعيد أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، 106.54 نقطة مقابل الإغلاق اليومي المقبل الذي سجل 106.50 نقطة.

وهبط المؤشر إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الأربعاء عند 106.31 نقطة مقابل أعلى المستويات الذي سجل 106.89 نقطة.

كما أنهى أنهى الدولار الأمريكي تعاملات الأربعاء في الاتجاه الصاعد مقابل الين الياباني، وارتفع الزوج إلى 135.07 مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 134.22. وهبط الزوج إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الأربعاء عند 133.90 مقابل أعلى المستويات الذي سجل 135.39.

وفي نفس السياق، تراجعت أسواق العملات الرقمية بالأمس بعد أن أصدر مجلس الاحتياطي الفيدرالي دقائق من اجتماعه في يوليو حيث قال الفيدرالي إنه سيستمر في رفع أسعار الفائدة من أجل ترويض التضخم.

وعليه، انخفض سعر البيتكوين بنسبة 0.9٪ في الساعة التي أعقبت إعلان الاحتياطي الفيدرالي، وتراجعت بنسبة 2.4٪ خلال اليوم. وهبطت الإيثريوم بنسبة 0.9٪.

هذا، وانتهت تعاملات أمس الأربعاء بهبوط أسهم وول ستريت مع تراجع في العقود الآجلة للذهب مقابل ارتفاع في عائدات سندات الخزانة الأمريكية.

امتداد أثر محضر الفيدرالي إلى اليوم

ما زال المتداولين يحاولون استيعاب ما ورد في محضر الفيدرالي بالأمس، وامتد أثر نتائج الاجتماع إلى اليوم، حيث استقر مؤشر الدولار خلال تعاملات اليوم الخميس، وتداول بميل إيجابي عند مستوى 106.8، محلقًا بالقرب من أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع، بعد أن أشار مسؤولو مجلس الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعهم في يوليو إلى التزامهم برفع أسعار الفائدة إلى المنطقة التقييدية لخفض التضخم بشكل كبير.

كما استقرت أسعار الذهب فوق 1760 دولارًا للأوقية يوم الخميس بعد انخفاضها لثلاث جلسات متتالية. وفي وقت كتابة هذا التقرير، ارتفعت أسعار الذهب صوب 1763 دولار للأونصة الواحدة مقابل سعر الإغلاق السابق عند 1761 دولار للأونصة. 

علاوة على ذلك، تم تداول أسواق الأسهم الأوروبية في الغالب على ارتفاع يوم الخميس، حيث ارتفع مؤشر داكس الألماني بأكثر من 0.5٪ بينما كان مؤشر ستوكس 600 أيضًا في المنطقة الخضراء بعد أن قطع سلسلة مكاسب استمرت 5 أيام في الجلسة السابقة.

هذا وتم تداول جميع مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية الثلاثة بثبات مع تحيز سلبي يوم الخميس حيث استوعب المستثمرون المزيد من نتائج الأرباح من تجار التجزئة بينما كانوا يثقلون محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأخير.