ما هو السر وراء ارتفاعات النحاس القياسية؟

ارتفع النحاس إلى أعلى مستوى له على الإطلاق حيث أدى التفاؤل بشأن الانتعاش العالمي من الوباء إلى اندفاع في أسواق السلع إلى أعلى.

يحتل النحاس – الذي يعد رائدًا اقتصاديًا – مركز الصدارة في مسيرة تحرك المواد الخام من الخشب المنشور إلى خام الحديد إلى أعلى المستويات أو الأرقام القياسية لعدة سنوات.

تعمل تدابير التحفيز وإطلاق اللقاحات على تغذية احتمالات عودة الطلب الذي من المقرر أن يجهد العرض، في حين أن الدور الحاسم للنحاس في التحول إلى الطاقة الخضراء من المقرر أن يدعم المكاسب طويلة الأجل.

كما قال جي شيانفي، المحلل في شركة Guotai Junan Futures Co، إن التسهيلات الكلية، ووفرة السيولة، وضعف الدولار، يستمران في دفع الارتفاع، في حين أن الارتفاع الأوسع في أسعار السلع يتأجج صعوبة توقع تحول أسعار النحاس وسط الأجواء الصعودية الحالية. 

في الوقت نفسه، تسبب الوباء في تعطيل التدفقات التجارية على المدى القصير، ومن المقرر أن يؤدي نقص الاستثمار في المناجم إلى رؤية السوق تفتقر إلى العرض اللازم لتلبية الطلب.

هذا وارتفع النحاس بنسبة 1.5٪ إلى 10246.50 دولارًا في بورصة لندن للمعادن قبل التداول عند 10226.50 دولارًا بحلول الساعة 2:36 بعد الظهر في هونغ كونغ. كما قفزت الأسعار أكثر من 30٪ هذا العام وزادت بأكثر من الضعف عن أدنى مستوياتها في مارس من العام الماضي.

الجدير بالذكر أن الأمر لا يقتصر فقط على النحاس. تزدهر أسعار الصلب في جميع أنحاء آسيا وأمريكا الشمالية، وسجل خام الحديد مستوى قياسيًا أعلى من 200 دولار للطن، حيث يكافح عمال المناجم لمواكبة وتيرة الاستهلاك المحموم، وتجاوز القصدير 30 ألف دولار لأول مرة منذ عقد.

هذا وقفز مؤشر بلومبرج للسلع الفورية إلى أعلى مستوياته منذ عام 2011 حيث تعزز رهانات النمو الطلب، في حين أن سوء الأحوال الجوية يضر بآفاق المحاصيل ويؤدي اختناقات النقل إلى إعاقة الإمدادات.

غير أن هناك مخاطر تحدق بهذا الارتفاع، خاصة إذا بدأت الفترة القوية الحالية للتصنيع في التراجع. فهناك دلائل تظهر في الصين، المستهلك الأول، أن أسعار النحاس المرتفعة بدأت تتلاشى، وتعهدت السلطات بتثبيت أسعار المواد الخام.

فقد تراجعت واردات الصين من خام النحاس في أبريل عن الشهر السابق، وفقا لبيانات الجمارك الصادرة يوم الجمعة. وقال سوق شنغهاي للمعادن الأسبوع الماضي إن بعض المصنعين والمستخدمين النهائيين كانوا يبطئون الإنتاج أو يؤجلون مواعيد التسليم بعد ارتفاع التكاليف، بينما فتح الاستهلاك المحلي الأضعف من المتوقع نافذة المراجحة للصادرات.

ومن جانبه، يعتقد بنك أوف أمريكا أن سوق النحاس العالمي سيتحول إلى عجز هذا العام حيث يقفز الطلب بنسبة 6 ٪.

المصدر: بلومبرج