نور تريندز / التقارير الاقتصادية / كريستين لاجارد وأندرو بايلي بددا التفاؤل الذي نشره باول في الأسواق

كريستين لاجارد وأندرو بايلي بددا التفاؤل الذي نشره باول في الأسواق

أفسدت رئيسة مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي ومحافظ بنك إنجلترا أندرو بايلي الخميس معنويات الأسواق المرتفعة التي تمكن جيروم باول، رئيس اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، من رفعها بعد التحدث عن المسار المستقبلي للفائدة في الولايات المتحدة.

وقالت كريستين لاجارد، رئيسة مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، إنه لا يزال هناك “الكثير من العمل الذي لابد من إنجازه” حتى يهبط التضخم إلى هدف البنك المركزي المحدد بـ2.00%. في غضون ذلك، قال محافظ بنك إنجلترا أندرو بايلي: “لا يزال هناك مسافة لابد من قطعها” في المملكة المتحدة.

وأكدت كريستين لاجارد، في المؤتمر الصحفي الذي عقدته عقب إعلان قرار تثبيت الفائدة، أن مجلس محافظي المركزي الأوروبي، لم يناقش خفض الفائدة في الاجتماع الأخير في هذا العام.

كما شددت على ضرورة أن يتحلى البنك المركزي باليقظة وأن “يظل منتبها” طوال والوقت وأن يراقب عن كثب الدفعات التي تصدر من البيانات في الفترة المقبلة لمعرفة ما إذا كان التراجع الحالي في التضخم “مستداما” أم أنه يرجع إلى عوامل انتقالية.

وأظهرت الأسهم الأمريكية أداء إيجابيا في مجمله في اليوم التالي لإعلان الفيدرالي الإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير والإشارات التي باتت أكثر وضوحا إلى نهاية دورة التشديد الكمي التي بدأت أوائل العام الماضي التي جاءت في بيان الفائدة وتصريحات رئيس مجلس محافظي البنك المركزي الأربعاء الماضي.

لكن سرعان ما تحولت بورصة نيويورك إلى الاتجاه الهابط متأثرة بقدر كبير من السلبية بثه البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا في أسواق المال العالمية بعد أن رفضا الاعتراف بالانتصار على التضخم في بيان الفائدة الصادر عن كل منهما الخميس.

وارتفع داو جونز الصناعي إلى 37119 نقطة عقب إضافة حوالي 30 نقطة أو أقل من 0.1%. لكن ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة وستاندردز آند بورس500 هبطا بواقع 49 نقطة و نقطتين إلى 14688 نقطة و4706 نقطة على الترتيب.

واستعادت الأسهم الأمريكية بجميع مؤشراتها الاتجاه الصاعد، لكنها حققت مكاسب ضئيلة في نهاية جلسة الخميس مقارنة بالارتفاعات الكبيرة التي حققتها في ختام تعاملات الأربعاء الماضي. وأغلق داو جونز، وستاندردز آند بورس500، وناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة على ارتفاع بحوالي 0.5%، و0.3%، و0.2% على الترتيب.   

وجاء الهبوط الذي تعرضت له البورصة الأمريكية في منتصف التعاملات بسبب العبارات الصريحة التي استخدمتها كريستين وأندرو بايلي في مقاومة الاعتراف بانتصار السلطات النقدية الأوروبية والبريطانية في معركة التضخم والتأكيد على أن الباب لا يزال مفتوحا أمام المزيد من رفع الفائدة وأن لجنتي السياسة النقدية في البنكين لم تناقشا خفض الفائدة في آخر اجتماع لهما هذا العام.

بنك إنجلترا

أكدت لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، في بيان الفائدة الصادر الخميس، أن معدل الفائدة ينبغي أن يبقى عند مستويات مرتفعة “لفترة طويلة”، تاركة الباب مفتوحا أمام المزيد من رفع الفائدة “إذا اقتضت الضرورة ذلك”.

وقال بايلي: “لا يزال هناك طريق علينا أن نقطعه. وسوف نستمر في متابعة مراقبة البيانات عن كثب وسوف نتخذ القرارات الضرورية لخفض التضخم إلى الهدف الرسمي المحدد بـ2.00%”.

وجاء تصويت لجنة السياسة النقدية لصالح الإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير في اجتماع ديسمبر الجاري بنسبة 6 إلى 3، وهو ما يعكس حالة من الانقسام بين أعضاء اللحنة. وأدى هذه النتيجة إلى توفير زخم صاعد للعملة البريطانية، إذ لا يزال ثلاثة من أعضاء مجلس البنك المركزي يرون أنه من الملائم أن يكون هناك المزيد من رفع الفائدة.

يُذكر أن هذا هو الاجتماع الثالث على التوالي لمجلس بنك إنجلترا الذي يشهد الإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير عند 5.25%، مما يشير إلى أعلى معدلات الفائدة البريطانية في 15 سنة.

المركزي الأوروبي

بعد إعلان البنك المركزي الأوروبي الإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير عند 4.00%، أعلى مستويات الفائدة الأوروبية على الإطلاق، أعرب صناع السياسة النقدية في منطقة اليورو عن إصرارهم على “الإبقاء على معدل الفائدة عند مستويات تشديدية بما فيه الكفاية طالما اقتضت الضرورة ذلك”.

وتوقع البنك المركزي أن يتباطأ نمو أسعار المستهلك إلى 2.00%، الهدف الرسمي للتضخم، خلال السنوات الثلاثة المقبلة، مما جعل من الصعب على المستثمرين أن يتصوروا أن مسؤولي السياسة النقدية الأوروبيين قد يناقشوا خفض الفائدة في وقت قريب.

لكن كريستين لاجارد أكدت أن صناع السياسة النقدية سوف يتعاملون “بشدة إلى حدٍ ما” مع الأوضاع الحالية، وأنهم سوف يستهدفون الوصول إلى هدف التضخم بحلول 2025.

 وكانت نتيجة التناقض بين مواقف البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا من جهة وبنك الاحتياطي الفيدرالي من الجهة الأخرى هي تراجع الدولار الأمريكي وعائدات السندات الأمريكية وارتفاعات هائلة لليورو والإسترليني مقابل العملة الأمريكية.

تحقق أيضا

الفيدرالي

ماذا قال الفيدرالي في بيان الفائدة الأخير هذا العام؟ (ديسمبر 2024)

قال الفيدرالي في بيان الفائدة إن “الدفعات الأخيرة من البيانات ألقت الضوء على استمرار النشاط …