لقاء محمد حشاد، مدير قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، الأنظار تتجه صوب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي ومن الواضح أن هناك تطمينات من جانب جانيت يلين، بشأن الاقتصاد الأمريكي فما هي التوقعات الآن؟
لعل واحد من أهم الأسابيع للدولار الأمريكي هو هذا الأسبوع، ذلك حسبما يرى حشاد، حيث تنتظر الأسواق بيان لجنة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي كما ننتظر أسعار الفائدة. وفيما يخص هذا الأمر، يتوقع “حشاد” ألا يكون هناك مساس بمعدلات الفائدة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
كما أن الخطاب الحالي سيكون كسابقه من الخطابات السابقة. فالآن يحاول رئيس الاحتياطي الفيدرالي طمأنة الأسواق فيما يخص مستويات التضخم وعوائد سندات الخزانة. علاوة على ذلك، يرى “حشاد” أن الدولار سيتلقى دفعة قوية في أعقاب صدور بيان الفائدة.
هل ستساهم الأخبار الحالية حيال تعافي الاقتصاد الأمريكي، إلى جانب ارتفاع أسعار النفط في دعم الدولار الأمريكي؟ وإلى أين متوقع أن يصل مستوى الدولار؟
أفاد “حشاد” أنه بالفعل تتكاتف كافة العوامل لدفع الدولار الأمريكي إلى أعلى وعلى الرغم من تصديق جو بايدن على حزمة التحفيز الأمريكي بقيمة 1.9 تريليون دولار فلن نشاهد الدولار ضعيفًا. ولكن الدولار لا يزال يصارع سلة العملات وينافس مع السلع والعملات المقومة بالدولار الأمريكي.
وعليه، يتوقع “حشاد” أن يتلقى الدولار دفعة الفترة القادمة مع استمرار الارتفاع الصاروخي عوائد سندات الخزانة الأمريكية والتي بلغت أعلى مستوياتها في عام تقريبًا عند 1,63 بالإضافة إلى حزمة البيانات الإيجابية التي تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية من شأنها أيضًا دفع الدولار.
ويمكن أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي وأيضًا الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في خلال أحد التصريحات يشير إلى أن هناك تحسن وتعافي قادم في الاقتصاد الأمريكي خلال النصف الثاني من العام الجاري والتي ستؤثر بشكل كبير على أسعار النفط. فهي ستؤثر بالإيجاب على أسعار النفط على اعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مستهلكي الطاقة في العالم.
وبالانتقال إلى الصين، هناك بيانات إيجابية تشير إلى بداية تعافي، ولكن هذه البيانات دعمت أسعار النفط ولم تدعم الأسهم الصينية، لماذا؟
أوضح “حشاد” أنه ظهر على الساحة بيانات صينية إيجابية من شأنها دفع أسعار النفط إلى الأعلى ولكن الأسهم تتراجع نتيجة الارتفاع المستمر في عوائد سندات الخزانة بشكل عام فثمة تحسن واضح في مبيعات التجزئة الصينية وتحسن واضح أيضًا في الإنتاج الصناعي وهذا دليل على تحسن النشاط الاقتصادي في الصين ودليل على أن زيادة المخرجات الصناعية التي تنتجها الشركات دفعت أسعار النفط إلى أعلى. ولكن الأسهم الصينية لا تزال تتقرب قرار الفيدرالي الأمريكي وتحت ضغط من ارتفاع عائدات السندات الأمريكية.
أما عن أوروبا، فثمة توتر في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بسبب تغير أحادي الجانب في اتفاقية البريكست فما مدى تأثير ذلك على الأسواق الأوروبية في المدى القصير؟
أوضح “حشاد” أنه إلى الآن لم تعط الأسواق هذا الخبر أي أهمية في ظل ما يركز عليه المستثمرين الآن سواء من تراجع الذهب أو ارتفاع العملات المشفرة. ويعتقد “حشاد” أن تأثير هذا الخبر لا يزال ضعيف فأوروبا تريد فرض عقوبات على بريطانيا مع تغيير شروط اتفاقية أيرلندا الشمالية أو حدود أيرلندا الشمالية، ولكن على المدى القصير، في حال تم فرض عقوبات على المملكة المتحدة، هذا السيناريو لن يكون فيه أي رابح وسيكون مضر للاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على أساس أن كل منهما فقد الشريك الرسمي للآخر.