نور تريندز / التقارير الاقتصادية / عزل ترامب يُدعم الاقتصاد العالمي
ترامب، محادثات التحفيز، كورونا
ترامب، محادثات التحفيز، كورونا

عزل ترامب يُدعم الاقتصاد العالمي

تشهد الولايات المتحدة حراك سياسي واقتصادي بعد أن اتهم مسرب مكالمة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير سيلينسكي، البيت الأبيض بتزييف نص المكالمة، وذلك حسب الشكوى الكتابية للمسرب المجهول الذي يعمل في صفوف المخابرات الأمريكية، والتي نشرتها لجنة مجلس النواب الأمريكي المسؤولة عن مراقبة أنشطة المخابرات.

وأظهر مضمون المكالمة التي نشرها البيت الأبيض أن ترامب طلب بشكل متكرر من الرئيس الأوكراني المساعدة في تحقيق يتعلق بالمرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن وابنه هانتر، بيد أن المحضر المنشور لا يذكر نص المكالمة بل يعتمد على الملاحظات التي سجلها الحاضرون.

وجاء رد البيت الأبيض سريعا واصفا ما يقوم الديمقراطيون به، بعد نشر وثيقة الكونجرس بـ “الهستيريا”. وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض ستيفاني غريشام “لم يتغير شيء مع نشر هذه الوثيقة التي لا تعدو كونها تجميعا لروايات مختلقة ومقالات صحافية”، مضيفة أن “البيت الأبيض سيواصل رفض الهستيريا والتفسيرات الخاطئة التي يروج لها الديموقراطيون والعديد من وسائل الإعلام”.

وفتح مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديموقراطيون تحقيقا قد يفضي إلى الدخول في إجراءات عزل الرئيس لإساءة استخدامه منصبه.

ويرى الكثير من أعضاء الحزب الديمقراطي، المعارض، أن محضر المكالمة يدل على أن ترامب أراد الاستعانة بحكومة أجنبية للإضرار بخصمه، جو بايدن، صاحب الفرص الأفضل، على الأرجح، في نيل تمثيل الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2020.

من جانبه أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اعتزامه نشر نسخة من مكالمة أخرى مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ووصف ترامب المكالمة الأولى بالبريئة للغاية. وذكر ترامب أن الصحفيين بإمكانهم الاطلاع عليها في أي وقت يحتاجونها فيه، ووصف المكالمات بأنها كانت جميعها ممتازة.

وهاجم ترامب الديمقراطيين بقوة المسئولون عن اتهامه باستغلال منصبه لدفع أوكرانيا للتحقيق في شأن مرّشح منافس له في الانتخابات القادمة، كما عاد لمهاجمة الصحافة من جديد، لكن مضمون المكالمة قد يدين ترامب فعلاً.

كما كتب ترامب على حسابه في تويتر: “لا يوجد رئيس في تاريخ بلادنا تم التعامل معه بكل هذا السوء كما يحدث معي. الديمقراطيون مليؤون بالكره والخوف.. لا يجب السماح لهذا الأمر بالوقوع لرئيس آخر”.

ويحقق الديمقراطيون في مضمون هذه المكالمة، وفيما إذا كان ترامب قد استغل المساعدات الأمريكية المقدمة لأوكرانيا، والبالغة 400 مليون دولار لأجل التوصل بمعلومات حول جون بايدن. وقد سبق لهذا الأخير، عندما كان يشغر منصب نائب باراك أوباما، أن مارس مع قادة غربيين ضغوطاً على أوكرانيا للتخلص من النائب العام فيكتور شوكين باعتبار أنه لم يكن شديدا بما يكفي ضد الفساد.

مصير مجهول ينتظر الولايات المتحدة الأمريكية في حال ثبوت إدانة الرئيس الأمريكي وهو ما سيؤدي إلى عزله قبل وقت قصير من الانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى علامات استفهام عديدة تبحث عن إجابات حول مصير الاتفاقات التجارية التي يسعى ترامب لإبرامها مع اليابان وبعض الدول الأوروبية علاوة على ما ستئول إليه الأمور تجاه الحرب التجارية بين البلدين، لاسيما بعد أن تم تحديد منتصف أكتوبر المقبل لاستئناف المفاوضات مع بكين.

ويعد العزل أمر غير سهل، وهناك طريق طويل لنجاح ذلك. الفقرة الثانية من المادة الأولى من الدستور الأمريكي تنص على أن مجلس النواب يختار رئيسه والمسؤولين الآخرين، وتكون لهذا المجلس وحده سلطة اتهام المسؤولين، لذا فإن العزل يجب أن يبدأ من مجلس النواب.

والمجلس الذي يبلغ عدد أعضائه 435 نائباً يجب عليه أن يخوّل إحدى لجانه، وعادة ما تكون اللجنة القضائية، للتحقيق في الشخص المعني. وفي حال حددت اللجنة وجود أمر ما، فإن بإمكانها إعادة مواد العزل للمجلس ككل، ليقوم بالتصويت بأغلبية بسيطة. وبما أن الديمقراطيين يسيطرون على مجلس النواب الآن، فإن بإمكانهم بسهولة تحقيق ذلك ضمن هذا الحزب غداً على سبيل المثال، لكن هذه الخطوة الأولى فقط.

وتشير التوقعات إلى إن إجراءات عزل ترامب ستزيد من هشاشة الاقتصاد الأمريكي والاقتصادي العالمي، إلى جانب مجموعة من العوامل الأخرى مثل عودة التشاؤم حول ملف المفاوضات مع الصين، وتزايد حدة المواجهة الأمريكية مع إيران.

ومن المستبعد أن ينهار الاقتصاد الأمريكي بعزل ترامب، ولن تزيد الآثار السلبية عن موجة مؤقتة من الارتباك والاضطراب داخل السوق الأمريكي وفي بعض الأسواق العالمية إذا تم العزل، لكنها لن تستمر طويلا، خاصة إذا جاءت بعده إدارة أكثر عقلانية.

وعلى عكس التوقعات، فإن عزل ترامب قد يؤثر إيجابا على الأسواق العالمية والأمريكية، لأن غياب ترامب قد يخفف من حجم التوترات العالمية، (كالحرب التجارية بين واشنطن وبكين، والتوتر الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وعدد من دول العالم، التي ساهمت في ضغط النمو العالمي)، يتبعها مرحلة أكثر استقرارا”.

ولعل أبرز التأكيدات على أن عزل ترامب قد يأتي بالإيجاب، تأكيد عضو الاحتياطي الفيدرالي السابق، ويليام دادلي، السياسات التجارية للرئيس ترامب تمثل أكبر خطر على الاقتصاد الأمريكي، وليس السياسات النقدية للبنك.

وقال ويليام دادلي، في تصريحات صحفية، إن ترامب يتبع سياسات تجارية محفوفة مع المخاطر مع حلفاء الولايات المتحدة التجاريين، كما أنه يلقي اللوم دائما على الاحتياطي الفيدرالي بأنه المتسبب في تدهور الاقتصاد الأمريكي.

ولم يُعزل رئيس أمريكي من قبل سوى مرتين، وتواجه هذه العملية تحديا آخر إذا مر الأمر من مجلس النواب وتم توجيه الاتهام للرئيس تمهيدا لعزله، إذ يظل القرار بيد مجلس الشيوخ الذي يحاكم رئيس البلاد في الخطوة التالية، ولا بدّ أن يتم ذلك بأغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

تحقق أيضا

النفط

ما الذي يدفع النفط في الاتجاه الصاعد؟

يواصل النفط الصعود منذ مستهل التعاملات اليومية الأربعاء استكمالًا للاتجاه الصاعد القوي الذي تغذيه تطورات …