صندوق النقد الدولي: الاقتصاد الألماني ربما ينكمش قليلا خلال العام الجاري

قال صندوق النقد الدولي اليوم الاثنين إن الإنتاج الاقتصادي لألمانيا قد يتقلص قليلاً هذا العام بسبب صدمة أسعار الطاقة وتشديد الظروف المالية. 

ويتوقع الصندوق أن يستعيد الناتج المحلي الإجمالي زخمه تدريجياً في عامي 2024 و 2025، حيث تتلاشى تدريجياً التأثيرات المتأخرة للقرارات السياسة النقدية وتتكيف الاقتصاد مع صدمة الطاقة، وفقًا لتقرير الصندوق حول ألمانيا.

وعلى المدى المتوسط، من المتوقع أن يتراجع متوسط ​​نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى ما دون 1٪ بسبب تفاقم العوائق الناجمة عن شيخوخة السكان وعدم وجود زيادات كبيرة في الإنتاجية.

ومن المتوقع أيضًا استمرار انخفاض التضخم نتيجة تراجع أسعار الطاقة وتشديد السياسة المالية، ولكن قد يتراجع التضخم الأساسي بوتيرة أبطأ من التضخم العام بسبب ارتفاع الضغوط الأجرية الاسمية والوقت اللازم لتأثير انخفاض أسعار السلع العالمية على التضخم الأساسي، وفقًا لتصريحات صندوق النقد الدولي.

ومن جهته، حذر صندوق النقد الدولي في تقريره من أن عدم اليقين في حالة غير مسبوقة، مع وجود مخاطر كبيرة في كلا الاتجاهين، والتي تميل بشكل عام إلى الانخفاض للنمو.

وأضاف الصندوق أن عدم اليقين بشأن استمرارية التضخم الأساسي مرتفع بشكل خاص، حيث لم يتم ملاحظة ارتفاع سريع في التضخم الأساسي إلى مستوياته الحالية في ألمانيا أو معظم الاقتصادات المتقدمة خلال عقودٍ.

توقعات المركزي الألماني

ذكر البنك المركزي الألماني (البوندسبنك) الاثنين أنه ربما ينكمش الاقتصاد الألماني هذا العام بنسبة أكبر مما كان متوقعًا قبل بضعة أسابيع على الرغم من ارتفاع طفيف في الربع الثاني

 إذ تحمل ألمانيا الثقل الأكبر من تراجع الطلب العالمي على السلع – نتيجة لارتفاع تكاليف الاقتراض التي أدت إلى تقليل الاستثمار وزيادة الإنفاق على الترفيه والسفر والخدمات الأخرى بعد انحسار جائحة كوفيد-19، وهذا يأتي في ظل قوة صناعتها.

وذكر البنك المركزي الألماني (البوندسبنك) أن أكبر اقتصاد في أوروبا من المرجح أن يكون قد نما قليلاً في الأشهر الثلاثة حتى يونيو بعد انكماشه خلال الربعين السابقين، بفضل استقرار الإنفاق الاستهلاكي. 

ولكن كانت الآفاق أكثر غموضًا من تقدير البنك المركزي نفسه الذي يشير إلى تراجع 0.3٪ هذا العام، والذي نُشر قبل أقل من شهر، بسبب تراجع المعنويات.

وذكر البنك المركزي الألماني أن “الانتعاش الاقتصادي في بقية العام قد يثبت في الواقع أكثر حذرًا مما كان متوقعًا في توقعات يونيو”. 

واستشهد البنك بنتائج استطلاع أجراه معهد إيفو، والذي يظهر تراجعاً في الثقة بين رجال الأعمال الألمان للشهر الثاني على التوالي في يونيو، وخاصة في القطاع الصناعي.

هذا ويتوقع البنك المركزي الألماني انخفاض التضخم – الذي يشكل القلق الأول له وللبنك المركزي الأوروبي حاليًا – في الأشهر القادمة مع تراجع أسعار المنتجين التي ستمرر إلى سلسلة التوريد. 

ومن المتوقع أن يظل التضخم الأساسي، الذي يستبعد تكاليف الطاقة والغذاء، مرتفعًا، وذلك بفضل انتعاش صناعة الرحلات السياحية المجمعة، والتي تحظى الآن بوزن أكبر في مؤشر التضخم.

وفيما يتعلق بأداء العملة المشتركة اليوم، يتراجع اليورو الآن من المستويات السابقة حول 1.1250 مقابل الدولار الأمريكي، مما يدفع زوج اليورو/دولار لمواجهة منطقة 1.1200 بعد افتتاح جلسة التداول في وول ستريت يوم الاثنين. 

وفي الوقت نفسه، تمكّن الدولار الأمريكي من عكس الخسائر الأولية من استعادة موقعه عند المستوى النفسي  الـ 100.00.

في الوقت نفسه، يواصل الزوج تداوله بالقرب من أعلى مستويات في عام عند للـ 1.1200 بشكل جيد، حيث يظل الدولار الأمريكي تحت الضغط نتيجة تراجع عوائد السندات الأمريكية واستقرار إجماع السوق على  قيام كل من قبل الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي برفع أساسي بمقدار 25 نقطة أساس (bps) من في وقت لاحق من هذا الشهر.