وقعت الولايات المتحدة والصين اتفاق المرحلة الأولى لإنهاء وتيرة حرب تجارية بين قطبي الاقتصاد العالمي استمرت ما يزيد على 18 شهر، مما ينزع فتيل الصراع المستمر بينهما.
وصورت بكين وواشنطن اتفاقية “المرحلة الأولى” على أنها خطوة بالغة الأهمية بعد شهور من محادثات التوقف التي تخللتها تعريفة جمركية اقتلعت سلاسل الإمداد وأثارت المخاوف من حدوث مزيد من التباطؤ في الاقتصاد العالمي.
ويعد محور هذه الصفقة هو تعهد من الصين بشراء ما لا يقل عن 200 مليار دولار إضافية من المنتجات الزراعية الأمريكية وغيرها من السلع والخدمات على مدى عامين ، على خط أساس بقيمة 186 مليار دولار في المشتريات في عام 2017.
ووصف المسؤولون من كلا البلدين الصفقة بأنها تستهل حقبة جديدة للعلاقات الأمريكية الصينية ، لكنها فشلت في معالجة العديد من الاختلافات الهيكلية التي دفعت إدارة ترامب إلى بدء الحرب التجارية في المقام الأول.
وقال كبير المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض لاري كودلو لـ Fox News إن الاتفاقية ستضيف 0.5 نقطة مئوية إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في عامي 2020 و 2021.
لكن بعض المحللين عبروا عن شكوكهم بأنها ستضع التجارة بين الولايات المتحدة والصين في مسار جديد.
وقال جيم بولسن ، كبير استراتيجيي الاستثمار في مجموعة Leuthold في مينيابوليس: “لدي توقعات منخفضة لتحقيق الأهداف المعلنة” بين طرفي الاتفاق.
ويعد توقيع اتفاق الهدنة بين واشنطن وبكين غير كاف لتخفيف الأضرار آلام الصراع المالية تضرب المنتجين والمصدرين والمستهلكين أيضا.
وعلى الرغم من الاتفاق المبدئى بين الولايات المتحدة والصين على صفقة تجارية فى مرحلتها الأولى، والتى أنعشت الآمال على الأقل فى هدنة بين أكبر اقتصادين فى العالم، فإن الحروب التجارية لم تنته بعد فوفقاً لما أعلنه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
ومن المتوقع أن تكون هذه البداية تمهيداً لوقف إطلاق نار يسهم فى معالجة تدهور العلاقات بين أكبر اقتصادين عالميين، ويشمل هذا الاتفاق الحيوى تجميد زيادة الرسوم التى كانت منتظرة على عدد من منتجات الصين بالإضافة إلى تخفيض الرسوم المفروضة فى الوقت الراهن، لكن على بكين فى المقابل تنفيذ عدد من الإصلاحات الهيكلية وعودتها إلى مستوياتها العالية من استيراد السلع الزراعية الأمريكية.
وحتى إذا توصلنا أخيراً إلى نوع من الهدنة التى ستشهد استعادة جزئية للأمان التجارى بين البلدين فإن معظم الرسوم الجمركية التى فرضتها إدارة ترامب على الصين وتلك التى فرضتها بكين على الولايات المتحدة فى المقابل ستبقى دون تغيير.
ولا تقتصر التوترات التجارية على القتال بين واشنطن وبكين، فمع اختتام اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية NAFTA الجديدة واتفاقية الهدنة الصينية التى باتت فى متناول اليد يعيد مفاوضو ترامب التجاريون نظرتهم إلى المعارك التجارية المستمرة مع أوروبا، والتى يمكن أن تنتشر تلك المعركة التجارية إلى أبعد من ذلك.
ويأتي ذلك على الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، الذي كان يروج لصفقة المرحلة الأولى كدعامة لحملته لإعادة انتخابه عام 2020 ، إنه سيوافق على إلغاء التعريفات المتبقية بمجرد أن يتفاوض الجانبان على اتفاقية “المرحلة الثانية”. وأضاف أن تلك المفاوضات ستبدأ قريبًا.