انكمشت أسواق الغاز الطبيعي المسال للشهر الثالث في يوليو الماضي، نتيجة استمرار معاناة الدول من التداعيات الاقتصادية لوباء فيروس كورونا.
وأظهرت بيانات تتبع الشحنات التي جمعتها بلومبرج أن الصادرات العالمية للوقود انخفضت الشهر الماضي بنسبة 9.4% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وهو التراجع الأكثر حدة منذ ديسمبر 2017 على الأقل، وجاءت أكبر التخفيضات من الولايات المتحدة واستراليا.
أما على أساس شهري فقد ارتفعت الصادرات بنسبة 2.5% مقارنة بمستويات يونيو.
وقالت “بلومبرج” إن الوباء أضعف الطلب على الوقود الأحفوري الأسرع نموا، ومن المتوقع أن يمتد التراجع حتى 2021، وتكافح مجموعة من مشروعات التصدير الواعدة لإيجاد التمويل نتيجة التوقف في توسع سوق الغاز الطبيعي المسال، وهو ما يهدد بتخمة في المعروض أسوأ من المتوقع على مدار العقد المقبل.
وتعد شركتا “رويال داتش شل” و”توتال”، من بين أكبر موردي الغاز الطبيعي المسال، واستثمرتا مليارات الدولارات في مرافق التصدير لمقابلة الطلب المنتعش على الوقود.
وتراجعت صادرات الولايات المتحدة بحوالي 40% في يوليو على أساس سنوي، نتيجة إلغاء المستوردين أكثر من 50 شحنة كان مقررا شحنها من ساحل الخليج المكسيكي.
كما أظهرت بيانات الوكالة أن مصر صدرت 61.542 طن من الغاز الطبيعي المسال في يوليو بتراجع بنسبة 77.5% على أساس سنوي.
وبدأت أسعار الغاز الفورية في آسيا، المنطقة الأكثر طلبا للوقود، في التعافي من المستويات القياسية المنخفضة نتيجة التكهنات بأن موسم التدفئة في الشتاء سيعزز الطلب، ومع ذلك، فإن استمرار تدفق الصادرات من الموردين الأساسيين مثل قطر ونيجيريا وضع سقفا حتى الآن لتعافي الأسعار.
وفي الوقت نفسه، تراجعت واردات الوقود بنسبة 5.1% في يوليو على أساس سنوي، إذ أجبرت تدابير الإغلاق الناتجة عن “كوفيد 19″، المشترين على تقليص الطلبيات، ويعد ذلك التراجع للشهر الثاني على التوالي بعدما سجل يونيو الهبوط الاول على أساس سنوي منذ ديسمبر 2017.
وكافح بعض أكبر مشتري الغاز الطبيعي المسال في العالم، لإيجاد مساحة لتخزين الشحنات رغم تقليصها الصيف الحالي نتيجة تسبب “كوفيد 19 ” في وقف النشاط الاقتصادي وفي امتلاء المخازن قرب أقصى سعة، وهو ما أجبر المصدرين على اتخاذ القرار الصعب بخفض الإنتاج في محاولة لتحقيق التوزان في الإمدادات العالمية.