نور تريندز / التقارير الاقتصادية / التقاريرالإقتصادية اليومية / الأسهم الأمريكية تحقق ارتفاعات في تحدي لمصادر متعددة للسلبية
الأسهم الأمريكية
الأسهم الأمريكية

الأسهم الأمريكية تحقق ارتفاعات في تحدي لمصادر متعددة للسلبية

أنهت أسواق المال العالمية تعاملاتها في اليوم الأول من تعاملات الأسبوع الجديد بإيجابية دفعت بالأسهم الأمريكية إلى مستويات أعلى رغم توافر العديد من العوامل التي من شأنها أن تجعل السلبية تسيطر على الأسواق.

لكن بعض عمليات شراء ضخمة شهدتها أسواق الأسهم الأمريكية وعناوين أخبار إيجابية عن شركات مدرجة في مؤشرات بورصة نيويورك علاوة على الأمل في إحراز تقدم في مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا كانت أهم العوامل التي استندت إليها الأسواق فيما تحقق من إيجابية.

يُضاف إلى ذلك الإيجابية التي تختزنها أسواق الأسهم الأمريكية منذ الجمعة الماضية بعد أن اعتبر المستثمرون بيانات التوظيف الأمريكية تطورات إيجابية تبشر بالمزيد من التحسن في أوضاع سوق العمل الأمريكية. 

ورغم ظهور تطورات مروعة على صعيد الصراع في أوكرانيا، بعد ما تردد من مزاعم جرائم حرب ارتكبت في أوكرانيا على يد قوات روسية، لا يزال الجانبان الروسي والأوكراني يعلنان إحراز تقدم على في محادثات السلام الجارية بينهما. 

الوجه الآخر لتطورات الأسواق

 كانت السلبية على صعيد الصراع في أوكرانيا عنوانا رئيسيا منذ نهاية الأسبوع الماضي وحتى ختام اليوم الأول من تعاملات أسبوع التداول الجديد. 

ففي نهاية الأسبوع الماضي، اتهمت روسيا أوكرانيا بقصف خزاني وقود في مدينة بيلغورود الروسية، زاعمة أن الخزانين تعرضا لقصف صاروخي من طائرتين هليكوبتر أوكرانيتين. 

ونفت أوكرانيا تلك الاتهامات، مؤكدة أنها لا علاقة لها بالحادث وأنه ليس من مصلحتها التصعيد العسكري ضد روسيا. كما اتهم مسؤولون أوكرانيون روسيا بالتصعيد، مرجحين أن روسيا ربما تكون في التي دبرت الواقعة وتحاول إلصاقها بأوكرانيا فيما يعرف بعمليات “الراية الزائفة”.

وظهرت تصريحات من دول الغرب طالبت بفرض المزيد من العقوبات على روسيا بعد ظهور تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش تضمن روايات عن جرائم حرب ومقابر جماعية وعمليات قتل مدنيين على نطاق واسع في مناطق خضعت للقوات الروسية في أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي في 28 فبراير الماضي.

وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بفرض عقوبات جديدة على روسيا بعد ظهور مؤشرات ترجح أن القوات الروسية قد تكون ارتكبت جرائم حرب في مدينة بوتشا الأوكرانية. 

وقال ماكرون: “هناك مؤشرات واضحة جدا إلى أن هناك جرائم حرب ارتكبت، والتي ترجح أن الجيش الروسي مسؤول (عن جرائم القتل في مدينة بوتشا)”.

وزاد من السلبية في الأسواق، خاصة بالنسبة لأصول المخاطرة في مقدمتها الأسهم في وول ستريت، ذلك التحسن في أوضاع سوق العمل الأمريكي الذي لمسه المستثمرون في أسواق المال العالمية في بيانات التوظيف الأمريكي التي صدرت الجمعة الماضية. 

ورغم نمو الوظائف الذي جاء دون توقعات السوق في معدل التوظيف الأمريكي، ارتفع نمو الأجور في الولايات المتحدة وتراجع معدل البطالة الأمريكية إلى مستويات ما قبل الوباء. 

البيانات الاقتصادية

أضافت البيانات الأمريكية التي ظهرت في الفترة الأخيرة المزيد من التشاؤم إلى الموقف الراهن للاقتصاد الأمريكي باستثناء مؤشرات نمو الأجور والبطالة في الولايات المتحدة. 

وارتفعت القراءة السنوية لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي بواقع 5.4% في فبراير الماضي مقابل القراءة المسجلة في نفس الشهر من العام الماضي التي سجلت ارتفاعا أقل بواقع 5.2%، وهو ما فاق توقعات السوق التي أشارت إلى 5.5%، وفقا للبيانات التي ظهرت الأسبوع الماضي.

كما ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بواقع 0.6% في فبراير الماضي مقابل القراءة المسجلة الشهر السابق التي سجلت 0.5%.  

وسجل مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة ارتفاعا بواقع 431 ألف وظيفة فقط مقابل القراءة السابقة التي سجلت ارتفاعا بواقع 780 ألف وظيفة، وهو ما جاء أسوأ من توقعات السوق التي أشارت إلى 490 ألف وظيفة، وفقا للبيانات الصادرة الجمعة الماضية.

كما هبط مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادر عن المعهد الأمريكي لدراسات الإمدادات عند 57.1 نقطة في مارس الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 58.6 نقطة، وهو ما جاء دون توقعات الأسواق التي أشارت إلى 59 نقطة.

أسواق السلع 

 وحمل بعض السلبية إلى الأسواق أيضا تلك الارتفاعات الحادة في أسعار السلع، وإمكانية أن يؤدي ذلك إلى أعلى مستويات التضخم العالمي منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. 

وقال أندرو بايلي، محافظ بنك إنجلترا، الأسبوع الماضي أن البنك المركزي بدأ يكتشف أدلة على اقتراب موجة من التباطؤ اقتصادي على مستوى العالم، وهو ما رجح بايلي أن ينعكس على الاقتصاد المحلي في شكل المزيد من ارتفاع التضخم.

وحذر من أن الارتفاعات والتذبذب العنيف في سوق السلع، الناتج عن الغزو الروسي لأوكرانيا، قد يتسبب في ارتفاع التضخم إلى أعلى المستويات التي لم يصل إليها منذ السبعينيات من القرن العشرين عندما تسبب ارتفاع أزمة النفط في أسوأ ارتفاع للتضخم في تاريخ المملكة المتحدة ما بعد الحرب العالمية الثانية. 

لكن الأسواق تعلقت ببعض الإيجابية لتحقق ارتفاعا في أصول المخاطرة في مقدمتها مؤشرات بورصة نيويورك، وهي الإيجابية التي عكستها تصريحات عن تقدم في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا.

كما ارتفع سهم تويتر بواقع 24.1% بعد أن أعلن إلون ماسك شراء حصة تقدر بحوالي 9.2% في الشركة. 

وارتفع سهم تيسلا بحوالي 3.00% بعد إعلان الشركة رقما قياسيا على مستوى تسليم الوحدات في الربع الأول من 2022. 

تحقق أيضا

إسرائيل

كيف يمكن أن تستجيب الأسواق للصراع بين إيران وإسرائيل؟

الصراع بين إيران و