نور تريندز / التقارير الاقتصادية / الولايات المتحدة المستفيد الأكبر لاتفاق التجارة مع كندا والمكسيك
الصادرات، الواردات ، العجز التجاري
الصادرات، الواردات ، العجز التجاري

الولايات المتحدة المستفيد الأكبر لاتفاق التجارة مع كندا والمكسيك

تهدف اتفاقية الشراكة الجديدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك إلى خلق منطقة للتجارة الحرة لأميركا الشمالية كبديل لاتفاقية النافتا الموقعة عام 1994، والتي تهدف لخلق منطقة تجارية حرة خالية من الرسوم الجمركية بين الدول الثلاث أطراف الاتفاقية، وتعتبر أول وأكبر اتفاقية للتجارة الحرة على مستوى العالم.

ويعد الغرض الأساسي للاتفاقية وكما وصفها خبراء الاقتصاد بأنها ستساعد على التوسع في التصدير وخلق وظائف جديدة لمواطنيها وازدهار الاقتصاد لأطراف الاتفاقية.

وتأتي الاتفاقية بعد أن اعترضت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على اتفاقية النافتا منذ فترة ، وأعلن الرئيس الأمريكى مؤخرا عن رغبته فى إلغائها وقال ترامب وفقا لوكالة الأنباء “سبوتنك” إنه سوف يلغى اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، واصفا إياها بالكارثة على الاقتصاد الأمريكى ، وبأنها أسوأ اتفاقية تجارة أبرمت فى تاريخ الولايات المتحدة.

وسرعان ما توصلت الولايات المتحدة وكندا والمكسيك في نهاية سبتمبر من العام الماضي، إلى اتفاقية تجارية جديدة هي “الاتفاقية الاقتصادية الأميركية المكسيكية الكندية”، ستحل محل اتفاقية “نافتا” الموقعة عام 1994.

ويتعلق أحد أهم بنود الاتفاقية بقطاع السيارات الذي أحدثت فيه “نافتا” ثورة حقيقية. وتنص الاتفاقية الجديدة على قواعد تحض على التزود بالمواد والقطع في الولايات المتحدة وأميركا الشمالية، كما تتضمن بندا يرغم المكسيك على زيادة عدد الموظفين في هذا القطاع لردم الهوة مع جيرانها الشماليين الذين يدفعون أجورا أعلى. ويتم إعفاء حوالى 2,6 مليون سيارة يتم تجميعها في كندا من الرسوم الجمركية الأميركية.

وبحسب cnn فنقطة الخلاف الرئيسية للجانب الأمريكى تتمحور حول كيف وأين يتم تصنيع السيارات فى أمريكا الشمالية،فتتطلب نافتا أن يتم تصنيع 62% من إطارات السيارات داخل الإقليم، كما أن كافة مبيعات السيارات تكون داخل الإقليم دون فرض الضرائب عليها .

ولكن إدارة ترامب تسعى لزيادتها لـ85 % فى محاولة لخلق مزيد من فرص العمل داخل أمريكا، إضافة إلى رغبتها فى أن يتم تصنيع 50% من إطارات السيارات بأمريكا على أن يأتى الباقى من كندا والمكسيك، وأوضح مسئولين كنديين ومكسيكيين أن هذه طريقة لإلغاء الاتفاقية.

وستسمح الاتفاقية بزيادة إمكانية دخول المنتجين الأميركيين إلى السوق الكندية، وهو ما كانت واشنطن تطالب به. وبينما كان ترامب يطالب بالتخلي عن النظام بشكل تام، قبلت أوتاوا بفتح 3% من سوقها “على غرار ما تنص عليه اتفاقية الشراكة الاقتصادية عبر المحيط الهادئ التي وقعتها كندا مع 10 بلدان من منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ووفقا لرويترز، قال مسؤول بمكتب الممثل التجاري الأمريكي للصحفيين: إن تقديرات الوظائف والاستثمار تستند إلى خطط كشف عنها مصنعو السيارات للتقيد بقواعد المنشأ الأكثر صرامة في الاتفاقية الجديدة التي تجمع الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وتتضمن التقديرات استثمارات تصل قيمتها إلى 15.3 مليار دولار أعلنت عنها شركات فورد موتور وجنرال موتورز وتويوتا وفولكسفاجن لصناعة السيارات بالإضافة إلى شركة إس.كيه إنوفيشن لصناعة البطاريات.

كما تغطي الاتفاقية لأول مرة الاقتصاد الرقمي، في وقت تجمع مكسيكو وأوتاوا وواشنطن منذ سنوات على التنديد بالقواعد الضريبية المطبقة لشركات الإنترنت الكبرى الأربع المعروفة بمجموعة “جافا” وهي جوجل وآبل وفيسبوك وأمازون، ويتم توقيع الاتفاقية لـ16 عاما مع إمكانية إعادة النظر فيها كل ست سنوات.

وعلى الرغم من الفوائد الجمة التي ستعود على مختلف البلدان أطراف الاتفاقية التي تم استبدالها لتعظيم عوائد الاستثمارات الأمريكية وتحقيق أعلى ربحية لها على حساب البلدان الأخرى، إلا أن تعطيل الاتفاقية يأتي أيضا من جانب الولايات المتحدة.

ولعل آخر المستجدات التي طرأت على تلك الاتفاقية هو إعلان نانسي بيلوسي رئيس مجلس النواب الأمريكي تأخير التصويت على اتفاق التجارة الحرة بهدف الحصول على دعم في تحقيقات إقالة الرئيس الأمريكي.

فيما أعلنت بيلوسى من قبل بأن المشرعين الأمريكيين بالكونجرس يحرزون تقدمًا فى التصديق على اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وهو ما أثنى عليه الرئيس المكسيكى.

وحث الرئيس المكسيكي اندريس مانويل لوبيز اوبرادور اليوم الجمعة المشرعين الامريكيين يوم الجمعة على عدم السماح للسياسة بتعطيل الموافقة على اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا .

وتسعى الولايات المتحدة لتعظيم مكاسبها الفردية من مختلف الاتفاقات التجارية سواء في الاتفاق التجاري مع كندا والمكسيك أو الاتفاق التجاري مع الصين دون الالتفات للآثار السلبية التي قد تطرأ على الاقتصاد العالمي، ويبقى العنصر الأهم هو تحقيق المصلحة العليا للولايات المتحدة الأمريكية.

تحقق أيضا

النفط

عوامل قد تؤدي إلى المزيد من هبوط أسعار النفط

ظهرت بعض العوامل في أسواق النفط العالمية من شأنها أن تؤجج هبوط الأسعار في الفترة …