نور تريندز / التقارير الاقتصادية / أوبك بلس تحاول قلب منحنى أسعار البترول

أوبك بلس تحاول قلب منحنى أسعار البترول

يبدو أن مظمة الدول المصدرة للبترول أوبك تتبع استراتيجية قديمة لخفض الإنتاج، بعد أن قررت أوبك وحلفاؤها- تحالف «أوبك بلس» تمديد قيود الإنتاج لشهر إضافى حتى يوليو عند اجتماعهم يوم السبت، فى محاولة لتعزيز انتعاش الأسعار.

ولكن بإلقاء نظرة عن كثب على الأمر، ستظهر تغييرات طفيفة تشير إلى تبنى السعودية وروسيا وحلفاؤها من «أوبك بلس» نهجاً أكثر تعقيداً، وهو محاولة قلب شكل منحنى أسعار البترول رأساً على عقب.

وأوضحت وكالة أنباء بلومبرج الأمريكية، أن التحالف، الذى يضم 23 دولة من دول العالم الغنية بالبترول، كان فى العادة يستهدف خفض المخزون، لكنه لا يركز الآن على المخزون فقط، بل أيضاً على شكل منحنى البترول، واضعاً سياسة للتأثير على الأسعار قصيرة المدى، مقارنة بالأسعار فى المستقبل.

وقال أحد المندوبين فى التحالف، إن الفكرة فى «أوبك بلس» تكمن فى محاولة دفع الأسعار قريبة المدى أو أسعار التسليم الفورى إلى مستوى أعلى من العقود الآجلة، وهو هيكل معروف بين التجار باسم التأجيل، وهى استراتيجية سوقية يتم فيها تداول سعر العقد الآجل للسلع الأساسية بأقل من السعر الفورى المتوقع عند استحقاق العقد.

وباختصار، تريد أوبك أن يكون البترول مطلوبا بشكل أكبر اليوم من البترول المطلوب لأشهر أو سنوات التسليم فى المستقبل، مما يشجع المصافى والتجار على إخراج البترول الخام من المخازن.

وأوضحت شركة «إيجل كوموديتيز بروكرز» للوساطة البترولية، فى مذكرة للعملاء: «يمثل هذا الأمر خروجاً عن الأهداف السابقة التى تدور حول خفض المخزون وطريقة أكثر دقة لإيصاله».

يمكن أن يكون لهذا التحول، الذى أعلنته «بلومبرج» للمرة الأولى يوم الجمعة، آثاراً مهمة على منتجى البترول الصخرى الأمريكي، الذين يستفيدون من الأسعار طويلة الأجل الأعلى، حيث يستخدمونها للتحوط من إنتاجهم المستقبلى.

وأشارت «بلومبرج» إلى أن التحكم فى شكل منحنى الأسعار أمر صعب وسيتطلب من «أوبك بلس» إجراء تعديلات قصيرة المدى على إنتاجها والاستجابة سريعاً للتغيرات فى العرض والطلب، ولكن هناك مؤشرات على أن «أوبك بلس» تتبنى نهجاً أكثر دقة للسياسات، حيث تمدد تخفيضات الإنتاج العميقة لشهر واحد، بدلاً من الالتزام بهذا النهج لفترة أطول.

ويتوقع داميان كورفالين، محلل البترول لدى مجموعة «جولدمان ساكس»، فى مذكرة للعملاء، أن مثل هذه الاستراتيجية تحد من ارتفاع الأسعار إلى نهاية العام وتضع حداً للأسعار طويلة الأجل، مما يساعد على تحقيق استراتيجية التأجيل.

تحقق أيضا

النفط

عوامل قد تؤدي إلى المزيد من هبوط أسعار النفط

ظهرت بعض العوامل في أسواق النفط العالمية من شأنها أن تؤجج هبوط الأسعار في الفترة …