يلقي محمد حشاد رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين نظرة على الأسواق والبيانات المنتظرة في لقاءه مع تليفيزيون دبي.
لنبدأ من بيانات سوق العمل الأمريكية التي جاءت متباينة. كيف قرأتها الأسواق وكيف انعكست أيضًا على تحركات سلة العملات؟
البيانات جاءت متباينة بشكل كبير، وبالتالي كانت ردة فعل السوق مختلفة، لكن بشكل عام شهد مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا فور صدور بيانات سوق العمل، لكنه لم يستقر فوق مستوى 101. بيانات شهر أغسطس جاءت متباينة؛ حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي فقط 142 ألف وظيفة، وهو أقل من التوقعات التي أشارت إلى 160 ألف وظيفة. انخفض معدل البطالة السنوي إلى 4.2%. ولكن على الجانب الآخر، ارتفع متوسط الأجر بالساعة بنسبة 0.4%، وهو أعلى من التوقعات. أعتقد أن هذه البيانات عززت في الأسواق احتمالية أن يستمر إنفاق المستهلك بقوة لفترة زمنية طويلة نتيجة قوة متوسط الأجور، وبالتالي عززت الأسواق احتمالات أن الفيدرالي سيقوم بخفض الفائدة في الاجتماع القادم بمقدار 25 نقطة أساس فقط. وظهر ذلك في أداة الفيدواتش، حيث وصلت نسبة التوقعات إلى 61% لخفض بنسبة 25 نقطة أساس، مقابل 39% لخفض بنسبة 50 نقطة أساس. بشكل عام، هذه البيانات كانت في مصلحة الدولار أمام سلة العملات والعديد من السلع، وكذلك في قطاع الأسهم.
في قطاع النفط، يبدو أن هناك تجاهلًا لقرار “أوبك بلس” بتمديد تخفيض الإنتاج، فقد رأينا تراجعات لخمسة جلسات متتالية. لماذا هذه التراجعات؟
أسعار العقود الآجلة للنفط الخام وسعت من خسائرها بشكل كبير، حيث هبطت إلى أدنى مستوى لها منذ يونيو العام الماضي. الخسائر بلغت أكثر من 2.5% لتقترب من مستوى 67 دولارًا للبرميل. تسارع وتيرة الهبوط جاء على خلفية مخاوف الطلب، أو تراجع الطلب، من أكبر مستهلك للطاقة في العالم؛ الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى تلميحات حول احتمالية دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود، وحزمة البيانات السيئة التي جاءت من الصين وأظهرت تراجع النشاط التصنيعي، مما زاد من مخاوف الطلب. هذه الأخبار جاءت بالتزامن مع إعلان المملكة العربية السعودية عن خفض علاوة أسعار مبيعاتها للسوق الآسيوية، مما زاد من تلك المخاوف. ومع ذلك، لاحظنا في منتصف تعاملات الفترة الأوروبية محاولات للتعافي بسبب بعض الأخبار عن احتمالية وجود إعصار قد يضرب خليج المكسيك الأمريكي، الذي يُعد مسؤولاً عن 60% من الطاقة التكريرية.
هذا الأسبوع هو أسبوع حافل بالعديد من البيانات الاقتصادية الهامة، لنتحدث عنها، فضلاً عن البيانات الأمريكية التي ذكرناها، خاصة تلك التي ستصدر من منطقة اليورو.
ننتظر من منطقة اليورو بيان السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي والمؤتمر الصحفي للبنك. من إنجلترا ننتظر إعانات البطالة والناتج المحلي الإجمالي الشهري. والأهم على الإطلاق من الولايات المتحدة الأمريكية، أرقام التضخم، سواء مؤشر أسعار المستهلكين أو أسعار المنتجين.
الذهب يترقب هذه البيانات الأمريكية القادمة، ولذلك يتحرك ضمن نطاق ضيق، رغم التراجعات الطفيفة. هل هي ردة فعل لتحركات الدولار أم مجرد ترقب لمسار الفائدة؟
هناك معطيات كثيرة تؤثر على أسعار الذهب، وأهمها بقاءه تحت مستوى 2500 دولار للأونصة، ووصوله إلى مستوى 2485. أعتقد أن الذهب قد يتحرك في مسار جانبي خلال تعاملات الأسبوع حتى تصدر بيانات التضخم الأمريكية، لأنها ستوضح بشكل كبير وتيرة خفض أسعار الفائدة. جميع السيناريوهات مطروحة، ونحن بانتظار قرارات البنوك المركزية، باستثناء البنك النيوزيلندي. وأعتقد أن كل البنوك المركزية متجهة نحو خفض أسعار الفائدة، مما قد يكون في مصلحة الذهب.