كيف كان تأثير أرقام أسعار المنتجين الأمريكية على الأسواق؟

انخفض مؤشر أسعار المنتجين (PPI) في الولايات المتحدة إلى 6% على أساس سنوي في يناير من 6.5% في ديسمبر 2022، حسبما كشفت البيانات التي نشرها مكتب إحصاءات العمل الأمريكي اليوم الخميس. وجاءت هذه القراءة أعلى من توقعات السوق عند 5.4%.

وعلى أساس سنوي، انخفض مؤشر أسعار المنتجين بقيمته الأساسية إلى 5.4% في نفس الفترة من 5.5%، مقارنة بتقديرات المحللين البالغة 4.9%. وعلى أساس شهري، سجل مؤشر أسعار المنتجين بقيمته الأساسية عند 0.5%.

وكما هو معروف، يقيس مؤشر أسعار المنتجين (PPI) متوسط ​​التغير بمرور الوقت في الأسعار التي يتلقاها المنتجون المحليون مقابل إنتاجهم. إنه مقياس للتضخم على مستوى الجملة يتم تجميعه من آلاف المؤشرات التي تقيس أسعار المنتجين حسب الصناعة وفئة المنتج.

ويُنشر هذا المقياس بصفة شهرية من قبل مكتب إحصاءات العمل الأمريكي (BLS)، ويختلف مؤشر أسعار المنتجين عن مؤشر أسعار المستهلك (CPI)، والذي يقيس التغيرات في أسعار السلع والخدمات التي يدفعها المستهلكون.

ونظراً لأهمية هذا المؤشر، فإنه يؤثر بقوة على تحركات السوق، والدليل على ذلك هو أن مؤشر الدولار تخلى عن سلبيته قبل صدور البيانات وارتفع أعلى مستوى 104، مقتربًا من أعلى مستوى في 6 أسابيع بعد أن عزز تضخم أسعار المنتجين الأقوى من المتوقع التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيحتاج إلى تمديد دورة التشديد النقدي.

وأظهر تقرير آخر أن المطالبات الأسبوعية لإعانات البطالة انخفضت بشكل هامشي الأسبوع الماضي. في وقت سابق من هذا الأسبوع، سلطت بيانات مبيعات التجزئة الضوء على قوة الاقتصاد، مما يشير إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لديه مجال أكبر لرفع أسعار الفائدة.

علاوة على ذلك، أظهرت أحدث البيانات أن معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة قد تباطأ بشكل طفيف إلى 6.4% في يناير، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2021 ولكنه أعلى من توقعات السوق البالغة 6.2%.

واستكمالاً لتأثير بيانات أسعار المنتجين اليوم على السوق، صعد العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات أعلى مستوى  3.8%، وهو مستوى لم نشهده منذ أكثر من شهر، حيث يقوم المستثمرون بتعديل محافظهم المالية للحصول على معدل نهائي أعلى.

وقامت أسواق المال الآن بتسعير زيادتين إضافيتين على الأقل في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام وترى أن أسعار الفائدة تبلغ ذروتها عند 5.2% بحلول يوليو المقبل.

وفيما يخص أداء الذهب، فقد هبط أسعار الذهب صوب مستوى 1830 دولارًا للأونصة، وهو مستوى لم نشهده منذ أكثر من شهر، متأثرًا بضغط الدولار القوي وانتعاش عوائد سندات الخزانة بعد بيانات التضخم الساخنة التي أثارت المخاوف بشأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأكثر عدوانية.