قال محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير لدى نور كابيتال، في لقاء تلفزيوني بثته شاشة تلفزيون دبي إن “حديث جيروم باول أمام منتدى جاكسون هول الاقتصادي الجمعة الماضية كان من أكثر الأحداث تأثيرا في الأسواق وعلى شهية المخاطر بشكل عام”، مؤكدا أن باول شدد على أن “المهمة الأٍساسية للفيدرالي في الوقت الحالي هي مراقبة البيانات الاقتصادية والوصول بالتضخم إلى المستوى المستهدف من البنك المركزي عند 2.00%”.
وأَضاف أنه “رغم استجابة التضخم لجهود الفيدرالي على صعيد رفع الفائدة، إلا أنه لا يزال بعيدا عن مستهدف الفيدرالي. وأشار جيروم باول بشكل واضح إلى أنه على استعداد للمزيد من رفع الفائدة لرفع الفائدة إلى مستويات أعلى إذا تطلب الأمر ذلك، وأنه سوف يراقب البيانات حتى يضمن أن التضخم على المسار الصحيح نحو 2.00%”.
وأشار إلى أن تلك التصريحات كان لها تأثيرا إيجابيا كبيرا على الدولار الأمريكي الذي ارتفع مصحوبا بارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية التي تستفيد كثيرا من تصاعد توقعات بالمزيد من رفع الفائدة، مرجحا أن “البنوك المركزية الرئيسية، في مقدمتها الفيدرالي قد تستمر في رفع الفائدة”.
ولدى سؤاله عن تأثير المزيد من رفع الفائدة المحتمل على الأسواق، أجاب حشاد: “من الواضح أن جيروم باول – منذ بداية مسلسل رفع الفائدة – على استعداد للتضحية بالنمو من أجل تحقيق مستهدف التضخم في الولايات المتحدة، وإذا استمر رفع الفائدة، سوف يستمر ارتفاع الدولار الأمريكي، مما يصب في صالح عائدات السندات الأمريكية، مع تراجع أصول المخاطرة”.
وتوقع حشاد أن يستمر رفع الفائدة إلى مستويات “قد تفوق 5.5% أو 6.00% إذا لم يهدأ التضخم، موضحا أن “العبء الأكبر الذي يترتب على رفع الفائدة الفيدرالية إلى مستويات تاريخية يقع على عاتق القطاع المصرفي الذي يعاني بالفعل ارتفاع تكلفة الاقتراض”.
الذهب والنفط
قال حشاد إن “الذهب تعرض لضغوط شديدة في الاتجاه الهابط في الفترة الأخيرة وصولا إلى مستويات أقل من 1885 دولار للأونصة بسبب ارتفاع الدولار الأمريكي المصحوب بزيادة في عائدات السندات الأمريكية، إذ يرى الكثير من المستثمرين أن سندات الخزانة الأمريكية أصبحت ورقة استثمارية مضمونة تدر عائدا مقابل الذهب الذي لا يدر أي عائدات”.
لكنه توقع أن يستعيد المعدن النفيس الاتجاه الصاعد مدعوما “بمشتريات البنوك المركزية، والطلب من قبل الأفراد على شراء الذهب، خاصة في دول الاقتصادات الناشئة، ومخاوف دخول الاقتصاد العالمي في ركود، إضافة إلى انهيار العلاقة بين الأسهم والسندات، مما يعزز الاتجاه الصاعد للذهب على المدى الطويل”.
ولدى سؤاله عن زيارة وزيرة التجارة الأمريكية جينا راينموندو للصين في الفترة الأخيرة، قال حشاد إن “الزيارة جاءت في التوقيت المناسب، خصوصا مع تجدد التوترات بين الجانبين وسط مخاوف نشوب حرب تجارية بينهما كما حدث من قبل. وتبدو الزيادة إيجابية، إذ حذفت أسماء 27 كيانا تجاريا صينيا من القائمة الأمريكية للشركات غير الموثوقة في إطار مساعي من قبل الولايات المتحدة لتحسين العلاقات مع بكين”. وأضاف ان الصين خفضت الضريبة التي تفرضها على تعاملات الأسهم في إطار جهود لاستعادة ثقة المستثمرين في ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم. وأشار أيضا إلى أن الطروحات الجديدة في أسواق الأسهم الصينية كان لها أثر كبير على الأسواق في مستهل التعاملات هذا الأسبوع، خاصة بعد قرار هيئة سوق المال الصينية الذي تضمن فرض قيود على كبار أصحاب المصالح في الشركات التي يتراجع سعر سهمها عن قيمة الطرح الأولي.