تتأهب الأسواق العالمية لقرار مرتقب من الاحتياطي الفدرالي، بعد أن أدى ترقب خفض أسعار الفائدة إلى ارتفاعات قياسية في وول ستريت. لكن هذا الصعود القوي يواجه الآن حالة من التوقف والتردد، مع انتظار المستثمرين للإشارات القادمة من البنك المركزي.
قرار الفدرالي قد ينهي الصعود القياسي في وول ستريت
تشهد أسواق الأسهم الأمريكية حالة من الترقب والحذر، بعد أن أوقفت موجة الصعود التي قادت مؤشري إس آند بي خمسمائة و ناسداك المركب إلى مستويات قياسية يوم الاثنين. فقد تراجعت المؤشرات الرئيسية بشكل طفيف، حيث انخفض مؤشر إس آند بي خمسمائة بنسبة صفر فاصل واحد بالمئة، بينما خسر مؤشر ناسداك المركب نحو صفر فاصل خمسة بالمئة، في حين ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة صفر فاصل ستة بالمئة. هذا الأداء المتباين يعكس حالة من التريث في السوق، حيث يفضل المستثمرون الانتظار قبل اتخاذ خطوات إضافية.
وعلى الرغم من التوقعات الواسعة بأن الاحتياطي الفدرالي سيخفض سعر الفائدة للمرة الأولى هذا العام، فإن القرار نفسه قد يكون أقل أهمية من الرسائل التي سيقدمها البنك بشأن المسار المستقبلي لسياسته النقدية. تتوقع الأسواق أن يستمر الفدرالي في خفض أسعار الفائدة لعدة مرات أخرى هذا العام والعام المقبل، في محاولة لدعم سوق العمل الذي أظهر علامات تباطؤ.
صراع بين التضخم والوظائف
يواجه الاحتياطي الفدرالي معضلة حقيقية، فهو يوازن بين بيانات اقتصادية متضاربة. فمن جهة، تشير تقارير إلى أن سوق العمل أصبح أضعف، مما قد يدفعه إلى تبني سياسة نقدية أكثر مرونة. ومن جهة أخرى، لا يزال التضخم أعلى من هدفه البالغ اثنان بالمئة، وهناك مخاوف من أن يؤدي خفض الفائدة إلى زيادة ضغوط الأسعار. هذا الصراع يجعل مهمة رئيس الفدرالي، جيروم باول، شديدة التعقيد، وأي تلميح من جانبه إلى أن عدد التخفيضات قد يكون أقل من المتوقع قد يسبب خيبة أمل كبيرة في وول ستريت.
تأتي هذه التطورات في ظل أجواء سياسية مشحونة، حيث يواجه الفدرالي ضغوطًا من البيت الأبيض لخفض أسعار الفائدة. هذه الضغوط تزيد من تعقيد المشهد، وتجعل المستثمرين يراقبون عن كثب أي إشارات قد تؤثر على استقلالية البنك المركزي.
الأسهم الفردية تتحدى التوجه العام
على الرغم من التراجع الطفيف في المؤشرات الرئيسية، شهدت بعض الأسهم الفردية أداءً لافتًا. قادت شركة ووركداي الارتفاعات بعد أن أعلنت شركة استثمارية كبرى عن بناء حصة كبيرة فيها. كما ارتفع سهم شركة ليفت بعد الإعلان عن شراكة لإطلاق خدمة سيارات ذاتية القيادة.
في المقابل، تراجعت أسهم شركة جنرال ميلز بعد أن أعلنت عن توقعاتها لأرباح أقل في العام المالي القادم، بينما انخفض سهم آر سي آي هوسبيتاليتي هولدينغز بسبب اتهامات بالفساد.
وبعيدًا عن الأداء الأمريكي، كانت الأسواق العالمية متباينة. ففي أوروبا، شهدت مؤشرات مثل إف تي إس إي مئة في لندن وداكس في ألمانيا تراجعًا، مما يعكس حالة الترقب العالمية. أما في اليابان، فقد انزلق مؤشر نيكي مائتان وخمسة وعشرون قليلاً عن رقمه القياسي، مدفوعًا ببيانات أظهرت انخفاضًا في صادرات البلاد. هذا التذبذب يؤكد أن تأثير قرار الاحتياطي الفدرالي لا يقتصر على وول ستريت، بل يمتد ليشمل الأسواق في جميع أنحاء العالم.