نور تريندز / مستجدات أسواق / أسواق الأسهم العالمية / هل يهدد النزاع التجاري بين الاتحاد الأوروبي والصين اقتصاد منطقة اليورو؟

هل يهدد النزاع التجاري بين الاتحاد الأوروبي والصين اقتصاد منطقة اليورو؟

لا يزال النزاع بين الاتحاد الأوروبي والصين حول السيارات الكهربائية دون حلّ واضح، وسط مخاطر جسيمة على كلا الجانبين من تطور الأمور ومن ثم الانجراف إلى حرب تجارية، أعلنت الصين أنها لا تريدها، ورجح المحللون أن أوروبا لن تتمكن من الانتصار فيها إذا اندلعت ولذا تُبذل الجهود الدبلوماسية لتجنب الانزلاق غير المرغوب فيه إلى حرب فعلية، لكن تبقى المواقف متباينة حتى الآن.

ادعاءات مبالغ فيها ومخاوف من نشوب حرب تجارية:

يتهم الاتحاد الأوروبي الصين بإغراق السوق بكميات هائلة من السيارات الكهربائية المدعومة، وهو ما ينفيه محللون معتمدين على بيانات الإنتاج والمبيعات وتخشى الدول الأوروبية من تأثير حرب تجارية محتملة على سلاسل التوريد وتجارة بمليارات الدولارات، خاصة مع اعتمادها على الصين كمصدر هام للمواد الخام والمكونات.

محاولات حلّ النزاع وتباين المواقف:

تجري محادثات بين الصين والاتحاد الأوروبي لحلّ الخلاف، لكن تتهم الصين الاتحاد الأوروبي بانتهاك قواعد التجارة العالمية وتهدد باتخاذ إجراءات مضادة، إلا أن ألمانيا، التي تُعدّ من أكثر الدول الأوروبية تضررًا، لا تزال تأمل في تجنب الرسوم الجمركية، بينما تُطالب دول أخرى في الاتحاد بفرضها.

وتسعى بكين لإقناع دول الاتحاد الأوروبي، بشكل فردي، برفض قرار المفوضية الأوروبية بفرض رسوم جمركية ضد بكين.

أهداف الصين المحتملة في حال نشوب حرب تجارية:

ستقرر الصين على الأرجح استهداف دول رئيسية في الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية على سلعها، مثل:
ألمانيا: سيارات البنزين (أكبر دولة من حيث عدد السكان)
إيطاليا: سيارات فاخرة (مثل فيراري ولامبورجيني)
فرنسا: النبيذ
إسبانيا: لحوم الخنزير

تاريخ العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا:

سمحت الصين لشركات السيارات الأوروبية، مثل مرسيدس بنز، وفولكس فاجن، بفتح مصانع في الصين لتجاوز الرسوم الجمركية المرتفعة كما خفّضت الصين تدريجيًا الرسوم الجمركية على السيارات المستوردة على مدار العقود الماضية، وصولًا إلى 15% حاليًا وتُفرض ضرائب إضافية على السيارات ذات محركات البنزين الكبيرة.

مخاطر محتملة على الاتحاد الأوروبي:

قد لا تُساهم قيود التجارة مع الصين في تنمية الاتحاد الأوروبي، بل قد تُؤدي إلى تفاقم التوترات وتُخاطر شركات صناعة السيارات الأوروبية، التي تتمتع بحصص سوقية كبيرة في الصين، بفقدان مصالحها جراء الرسوم الجمركية وتُشير الأرقام إلى انخفاض الصادرات الألمانية إلى الصين، على الرغم من زيادة الصادرات إلى الولايات المتحدة.

زيارة هابيك وانتقادات غير متوقعة:

سافر وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إلى بكين لشرح موقف الاتحاد الأوروبي من الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية والتخفيف من حدة رد الفعل الصيني وتُعد زيارته الأولى لمسؤول أوروبي كبير منذ فرض بروكسل للرسوم، مما أثار قلق الصين وردود فعل قوية من قادتها.

وفي مفاجأة غير متوقعة، انتقد هابيك استراتيجية ألمانيا للصين التي تم إصدارها قبل 11 شهرًا، واصفًا إياها بأنها قد عفا عليها الزمن وقصيرة النظر وغير متسقة مع مواقف الدول الأوروبية الأخرى.

فرصة للتوضيح وحماية المصالح:

تُمثل زيارة هابيك فرصة لألمانيا لشرح وجهة نظرها وحماية مصالح شركاتها، خاصة في قطاع صناعة السيارات الذي يعتمد بشكل كبير على السوق الصينية وتسعى ألمانيا إلى إيجاد أرضية مشتركة مع الصين وتوحيد المواقف بين دول الاتحاد الأوروبي.

ديناميات جديدة واستراتيجية ألمانية متطورة:

شملت زيارة هابيك إلى الصين لقاءات مع مسؤولين صينيين وسفراء دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى زيارة شنغهاي وهانجتشو وعلى الرغم من عدم عقد اجتماع مع رئيس مجلس الدولة الصيني، إلا أن ألمانيا تُظهر انفتاحًا على الحوار.

تحول في النهج والمصالح الأمنية والاقتصادية:

تُقر استراتيجية ألمانيا الجديدة للصين بتغير طبيعة العلاقة مع الصين وتتماشى مع موقف الاتحاد الأوروبي الأكثر تشددًا كما تدرك ألمانيا تأثير الصين على مصالحها الأمنية والاقتصادية، وتؤكد على أهمية تايوان كشريك تجاري وتُراقب عن كثب تحركات الصين في مضيق تايوان ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

مساعي ألمانية لخفض الاعتماد على الصين:

تسعى ألمانيا إلى تنويع تجارتها واستثماراتها بعيدًا عن الصين، مع مراعاة المخاوف الأمنية والمخاوف ذات الصلة بمزاعم تتعلق بحقوق الإنسان، كما تُقلل ألمانيا من اعتمادها على الصين في قطاعات استراتيجية، بما يتماشى مع استراتيجية الأمن الاقتصادي للاتحاد الأوروبي وتراجعت تجارة ألمانيا مع الصين في الربع الأول من عام 2024 عن تجارتها مع الولايات المتحدة.

مخاطر حرب تجارية واسعة النطاق:

قد تُؤدّي الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية وردود الفعل الصينية إلى حرب تجارية واسعة النطاق ويُواجه الاتحاد الأوروبي تحديات في مواجهة الصين بسبب انقساماته الداخلية، وافتقاره إلى استراتيجية متماسكة، واقتصاده الضعيف.

تأثير على قطاعات محددة:

قد تُؤثر الرسوم الجمركية على لحوم الخنزير الأوروبية والنبيذ ومنتجات الألبان سلبًا على الموردين الأوروبيين وتُعدّ الطائرات هدفًا غير محتمل نظرًا لوجود موردين رئيسيين فقط.

الصين كشريك ومنافس:

تُدرك ألمانيا الحاجة إلى استراتيجية جديدة للتعامل مع الصين، مع التركيز على المنافسة الاقتصادية وعدم التماثل وتُطالب ألمانيا باتفاقية تجارية جديدة بين الاتحاد الأوروبي والصين ومعالجة قضايا عدم التماثل وفي الأثناء، تُشارك ألمانيا نهج الاتحاد الأوروبي المتعدد الأوجه تجاه الصين.

تحديات وانقسامات داخلية:

تواجه ألمانيا انقسامات داخل حكومتها الائتلافية حول كيفية التعامل مع الصين ويتعين على الحكومة الألمانية إيجاد توازن بين المصالح الاقتصادية ومخاوف ممارسات الصين.

مؤشرات على ضعف الاتحاد الأوروبي:

تُواجه أوروبا تحديات تتمثل في الانقسامات الداخلية، وغياب استراتيجية متماسكة، والضعف الاقتصادي وتعتمد أوروبا بشكل كبير على التنظيم والرعاية الاجتماعية، مما يجعلها غير مستعدة لتحمل آلام اقتصادية كبيرة.

صعود الصين في الصناعات الاستهلاكية:

يُظهر نجاح الصين في قطاع السيارات تحولها نحو الصناعات الاستهلاكية وقد تواجه الشركات الأوروبية والأمريكية تهديدات لهيمنتها الاقتصادية لذا يتعين على أوروبا إيجاد رد فعال على صعود الصين في قطاع الصناعات الاستهلاكية.

تحقق أيضا

الأسهم الأمريكية

الأسهم الأمريكية ترتفع بعد دفعة جديدة من البيانات

أظهرت مؤشرات بورصة نيويورك تحسنا ملحوظا في مستهل التعاملات اليومية الخميس بدفعة من بعض التفاؤل …