تصدر في وقت لاحق اليوم الجمعة بيانات التوظيف الأمريكية الأهم على مدار الشهر وسط توقعات بتراجع كبير في نمو الوظائف في الولايات المتحدة مع ثبات في معدل البطالة إضافة إلى تراجع محدود في نمو الأجور،
وفي الجمعة الأولى من كل شهر تصدر بيانات التوظيف، في مقدمتها مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية الأمريكية، والذي يضبط إيقاع الأسواق على مدار الشهر بعد أن يلقي الضوء على أوضاع سوق العمل الأمريكي الذي يرسم صورة واضحة لأداء أكبر اقتصادات العالم.
وتكمن أهمية بيانات التوظيف الأمريكية أيضا في أنها ليست فقط البيانات التي تحدد مدى قوة أداء الاقتصاد الأمريكي، لكنها أيضا البيانات التي تلقي الضوء على واحدة من مهمتين أساسيتين على الفيدرالي إنجازهما بنجاح من أجل تعزيز أداء الاقتصاد الأمريكي؛ هما استقرار الأسعار وتحقيق الحد الأقصى للتوظيف في البلاد.
يُضاف إلى هذه الأهمية أيضًا أنها الدفعة الثانية من بيانات التوظيف الأمريكية التي تظهر بعد بدء الفيدرالي دورته الجديدة من التيسير الكمي بعد أن خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر الماضي بواقع 50 نقطة أساس. ويتوقع على نطاق واسع أن يستمر البنك المركزي في خفض الفائدة في الاجتماعات المقبلة.
وتشير التوقعات الحالية إلى إمكانية أن يخفض الفيدرالي الفائدة في اجتماع نوفمبر المقبل، لكن هذه المرة قد يكون الخفض بـ25 نقطة أساس فقط. ويدعم ذلك التحسن في بيانات التوظيف الذي قد يجنب الاقتصاد الأمريكي الركود علاوة على التقدم الذي أحرزه البنك المركزي في مكافحة التضخم.
وتشير أغلب التوقعات في الأسواق إلى إمكانية إضافة الاقتصاد الأمريكي 113000 وظيفة في أكتوبر الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 254000 وظيفة.
كما تشير التوقعات إلى إمكانية ارتفاع نمو الأجور على أساس شهري وسنوي بواقع 0.3% و4.00% مقابل 0.4% و4.00% على الترتيب.
سيناريوهات بيانات التوظيف
نتوقع اثنين من السيناريوهات المتوقعة لبيانات التوظيف الأمريكية؛ أحدهما إيجابي بينما يشير الآخر إلى احتمالات سلبية البيانات الأمريكية الأهم على مدار الشهر.
وتستند تلك السيناريوهات إلى عدد من مؤشرات التوظيف الأولية التي من خلالها نستطيع رسم صورة واضحة لما قد تكون عليه بيانات التوظيف الأمريكية.
السيناريو الإيجابي
يدعم سيناريو تحسن بيانات التوظيف الأمريكية بعض المؤشرات الأولية التي نشير إليها فيما يلي
- مؤشر مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية (25 أكتوبر)
- مؤشر إجمالي المستفيدين من إعانات البطالة الأمريكية (18 أكتوبر)
- مؤشر متوسط الأربع أسابيع لمطالبات إعانات البطالة الأسبوعية (25 أكتوبر)
- مؤشر تشالنجر لإلغاء الوظائف (أكتوبر)
- مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية الصادر عن إدارة المعالجة الإلكترونية للبيانات (ADP).
- مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميتشيجان (أكتوبر).
السيناريو السلبي
هناك عدد من مؤشرات التوظيف الأولية التي تدعم السيناريو السلبي لتقرير التوظيف الأمريكي لشهر أكتوبر، وهي كما يلي
- مؤشر فرص العمل الأمريكية JOLTS.
- مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادر عن المعهد الأمريكي لدراسات الإمدادات.
- مكون التوظيف في مؤشر مديري المشتريات الخدمي الصادر عن المعهد الأمريكي لدراسات الإمدادات.
ورغم سيطرة السيناريو الإيجابي على المشهد في ضوء المؤشرات الأولية، لا تتفق التوقعات السائدة في الأسواق في الأيام القليلة الماضية مع هذه القراءات.
وتتوقع الأسواق أن يكون هناك تراجع في نمو الوظائف ونمو الأجور في الولايات المتحدة. وقد يؤدي التراجع في بيانات التوظيف الأمريكية الذي تشير إليه التوقعات إلى أن يرى الفيدرالي أنه نجح إلى حدٍ كبيرٍ في إحراز تقدم على صعيد المعركة ضد التضخم، مما قد يثير التفاؤل في الأسواق ويعمل لصالح أصول المخاطرة. على الجانب الآخر، قد تستمر أصول المخاطرة والدولار في التأثر سلبًا حال إظهار البيانات المزيد من تدهور أوضاع سوق العمل، وهو الاتجاه الحالي الذي تتخذه الأسواق منذ افتتاح تعاملات هذا الأسبوع.
وحال مخالفة نمو الوظائف التوقعات بارتفاع يتجاوز مستوى التوقعات، قد نرى تعافيا للدولار الأمريكي على حساب الذهب مع إمكانية تعافي الأسهم الأمريكية نظرا لتعزيز هذا التحسن لسيناريو “الهبوط المرن” الذي من شأنه أن يؤدي إلى تحسن في شهية المخاطرة في أسواق المال بصفة عامة.
ويشبر هذا المصطلح إلى النجاح في إحداث تباطؤ في أداء الاقتصاد بصفة عامة بهدف كبح جماح التضخم دون أن يؤدي ذلك إلى دخول الاقتصاد في ركود.