من المقرر أن يعلن بنك إنجلترا قراره بشأن السياسة النقدية في وقت مبكر من يوم الخميس. وأشار المحافظ أندرو بيلي إلى أن البنك المركزي من المرجح أن يبقي على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير، مع التأكيد على نهج تدريجي في التيسير النقدي. على الرغم من هذا الموقف الحذر، أشار بيلي مؤخرًا إلى أن ما يصل إلى أربع تخفيضات في أسعار الفائدة قد تكون ممكنة في عام 2025، إذا استمر التضخم في مساره التنازلي.
توقعات ضئيلة بشأن المزيد من خفض الفائدة من قبل بنك إنجلترا – المصدر: بلومبرج
توقعات السوق مقابل التوجيهات الرسمية
يزداد رهان المستثمرين والمتداولين على تخفيضات أقل في أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا في العام المقبل. هذا الشعور يتعارض مع التوجيهات الرسمية المقدمة من لجنة السياسة النقدية (MPC). تتوقع الأسواق المالية حاليًا تخفيضات نقدية تبلغ 49 نقطة أساس فقط حتى نهاية عام 2025، مقارنة بأكثر من 70 نقطة أساس توقعت في وقت سابق من الأسبوع. هذا يتناقض مع 100 نقطة أساس أشار إليها العديد من المسؤولين داخل لجنة السياسة النقدية كحالة أساسية.
وزاد هذا التباين في التوقعات من الترقب قبل قرار يوم الخميس. يتوقع معظم الاقتصاديين أن يبقي بنك إنجلترا على سعر الفائدة الرئيسي ثابتًا عند 4.75%، مع تركيز كبير على التوجيهات المستقبلية. من المتوقع أن تتبنى لجنة السياسة النقدية نبرة حذرة قليلاً، مما يعكس موقف السوق الحذر بشأن تخفيضات الفائدة المستقبلية.
تعديلات السوق المدفوعة بالبيانات
بدأ التحول نحو توقعات أقل لتخفيضات الفائدة في وقت سابق من الأسبوع بعد بيانات التوظيف في المملكة المتحدة، التي أظهرت زيادة في الأجور أكثر من المتوقع. هذا أثار مخاوف بشأن الضغوط التضخمية المستمرة. على الرغم من أن أرقام أسعار المستهلكين التي صدرت يوم الأربعاء جاءت متوافقة مع توقعات الاقتصاديين، إلا أن تضخم الخدمات ظل مرتفعًا عند 5%، مما قدم القليل من الراحة لمخاوف التضخم التي يراقبها بنك إنجلترا عن كثب.
التأثير على السندات والجنيه الإسترليني
على الرغم من تخفيض أسعار الفائدة مرتين فقط هذا العام، فإن نهج بنك إنجلترا الحذر دعم الجنيه الإسترليني، الذي تفوق على العملات الأخرى في مجموعة العشر مقابل الدولار في عام 2024. ومع ذلك، فإن هذا الحذر أثر على السندات، مما زاد من أدائها الضعيف ووسع الفجوة بين عوائد السندات الحكومية في المملكة المتحدة وألمانيا إلى مستويات لم تشهدها منذ عام 1990.
ارتفع العائد على السندات ذات السنتين، التي تتأثر بشدة بتغيرات السياسة النقدية، بمقدار 16 نقطة أساس هذا الأسبوع إلى 4.46%، بينما ارتفع العائد على السندات ذات العشر سنوات بمقدار 15 نقطة أساس إلى 4.56%. كما ارتفع الجنيه الإسترليني، حيث تم تداوله عند أقل بقليل من 1.27 دولار. يشير المحللون إلى أن التعديلات في عوائد السندات قد تستمر حتى عام 2025، مع تأثيرات كبيرة محتملة على العوائد.
التوقعات الاقتصادية والسيناريوهات المحتملة
من المتوقع أن يترك بنك إنجلترا توجيهاته من اجتماع نوفمبر دون تغيير إلى حد كبير، مع التأكيد على نهج تدريجي في تخفيضات الفائدة. قد يقوم البنك المركزي بتعديل توقعاته للنمو في الربع الرابع بسبب سلسلة من الأرقام المخيبة للآمال، مما قد يخفضها من التوقعات السابقة البالغة 0.3%. كشفت البيانات الأخيرة عن أول زيادة في نمو الأجور منذ أكثر من عام وارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى له في ثمانية أشهر، مما يشير إلى أن الضغوط التضخمية لا تزال قائمة.
ويتوقع أن يبحث المتداولون عن أي تلميحات حول أي من السيناريوهات الثلاثة للتضخم التي يراها مسؤولو بنك إنجلترا الأكثر احتمالاً. تتراوح هذه السيناريوهات من نتيجة حميدة حيث يتلاشى التضخم بسرعة، إلى حالة تتطلب سياسة تقييدية طويلة الأمد بسبب التغيرات الهيكلية في سلوك تحديد الأجور والأسعار.
السياسة النقدية وزيادات الضرائب
يرجح أن يقدم بنك إنجلترا مزيدًا من المعلومات حول تأثير قرار وزيرة المالية، راشيل ريفز، بشأن زيادة تبلغ 26 مليار جنيه إسترليني في مساهمات التأمين الوطني لأصحاب العمل، وهي عنصر رئيسي في ميزانية حكومة العمال الأخيرة. لا يزال صانعو السياسات غير متأكدين من كيفية تفاعل الشركات، سواء بزيادة الأسعار أو خفض الوظائف أو تقييد زيادات الأجور. هذه الشكوك تضيف تعقيدًا إلى قرارات سياسة بنك إنجلترا.
ويتوقع أن يعتمد التكهن بشأن معدلات الفائدة في العام المقبل بشكل كبير على كيفية استجابة الشركات لهذه الزيادات في تكاليف الرواتب، في حين يؤكد موقف بنك إنجلترا الحذر التزامه بإدارة التضخم مع دعم النمو الاقتصادي.
ومن المتوقع أن يعكس قرار بنك إنجلترا القادم توازنًا بين الحذر والحاجة إلى معالجة الضغوط التضخمية. سيلعب التوجيه المستقبلي دورًا حاسمًا في تشكيل توقعات السوق لعام 2025، حيث يتنقل البنك المركزي في المشهد الاقتصادي المعقد في المستقبل. يشير التركيز على الصبر والتدرج إلى أنه بينما تلوح تخفيضات الفائدة في الأفق، قد يتم تنفيذها بحذر لضمان الاستقرار الاقتصادي.