
الذهب
الذهب يرتفع أكثر من 1% مع تصاعد الشكوك حول مسار التجارة العالمية
ارتفعت أسعار الذهب بنسبة تزيد عن 1.13%، لتصل إلى حوالي 3,355 دولارًا للأونصة، قبل أن يستقر عند 3,339 مدفوعة بتزايد حالة عدم اليقين حول السياسات التجارية العالمية، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي لفرض رسوم جمركية أمريكية جديدة في 9 يوليو. عززت التوترات الناتجة عن التقدم المحدود في المفاوضات التجارية، إلى جانب السياسات الاقتصادية غير المتوقعة لإدارة الرئيس دونالد ترامب، من جاذبية الذهب كملاذ آمن. ومع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ فبراير 2022 عند 96.38 قبل أن يتعافى قليلاً إلى 96.85، شهدت الأسواق تدفقًا متزايدًا نحو الذهب، حيث يسعى المستثمرون إلى التحوط ضد المخاطر المالية والجيوسياسية المتفاقمة في ظل الضغوط السياسية على الاحتياطي الفيدرالي.
أثارت السياسات التجارية الأمريكية، بما في ذلك التهديد بفرض رسوم جمركية شاملة، قلق الأسواق بشأن التضخم المحتمل واضطرابات سلاسل التوريد العالمية. لم يحقق اقتراح ترامب لإبرام “90 صفقة تجارية في 90 يومًا” سوى نجاحات محدودة، حيث تم التوصل إلى اتفاق مبدئي مع المملكة المتحدة وتخفيف التوتر مع الصين، بينما تظل المفاوضات مع شركاء تجاريين رئيسيين آخرين متعثرة. كما ساهم إقرار مشروع قانون “القانون الجميل الكبير” في مجلس الشيوخ، والذي يتضمن تخفيضات ضريبية دائمة وإصلاحات في الإنفاق قد تضيف أكثر من 3.3 تريليون دولار إلى الدين الوطني، في زيادة الطلب على الذهب كأصل تحوطي. انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين إلى 3.71%، وهو أدنى مستوى في شهرين، عزز أيضًا جاذبية الذهب كأصل لا يدر فائدة، خاصة مع توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي بحلول سبتمبر.
في منتدى البنك المركزي الأوروبي في سينترا، البرتغال، أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على نهج حذر يعتمد على مراقبة البيانات، مشيرًا إلى أن التضخم قد يرتفع خلال الصيف ولكنه أكد استعداد البنك للتحلي بالصبر. أشار باول إلى أن معظم مسؤولي الاحتياطي يتوقعون خفض أسعار الفائدة لاحقًا هذا العام، مما عزز توقعات الأسواق بتخفيف السياسة النقدية في سبتمبر. هذه التصريحات، إلى جانب الضغوط السياسية من ترامب الذي دعا إلى خفض أسعار الفائدة إلى “1% أو أقل”، عززت الطلب على الذهب كحماية ضد التضخم المحتمل. مع استمرار الشكوك حول السياسات التجارية والمالية، وترقب الأسواق لتقرير الوظائف غير الزراعية القادم، يبقى الذهب ملاذًا مفضلاً للمستثمرين وسط التقلبات الاقتصادية المتزايدة.