ارتفع الدولار الكندي مقابل الدولار الأمريكي، لينخفض زوج الدولار الأمريكي / الدولار الكندي نحو أدنى مستوياته في عدة أشهر دون 1.3540، في أعقاب صدور تقرير قوي لبيانات التوظيف الأمريكية وبيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية (NFP) الذي كشف عن إضافة 147,000 وظيفة في يونيو، متجاوزاً التوقعات البالغة 106,000.
وهذه البيانات القوية، إلى جانب ارتفاع شهية المخاطرة في السوق، أضعفت الدولار الأمريكي ودعمت الدولار الكندي. ومع ذلك، فإن الآثار المحتملة للتعريفات الجمركية وحالة انعدام اليقين بشأن قرارات الفائدة لدى بنك كندا قد تعيق استمرار هذه المكاسب، مما يدفع صانعي السياسات إلى التعامل بحذر مع المؤشرات الاقتصادية للحفاظ على استقرار العملات.
تقرير الوظائف الأمريكية يمثل ضغطًا على الدولار الأمريكي ويعزز قوة الدولار الكندي
، وارتفع مؤشر التغير في القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة إلى 147000 وظيفة في يونيو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 144000 وظيفة، وهو ما جاء أعلى من توقعات السوق التي أشارت إلى 110000.
وارتفع متوسط الكسب على أساس شهري في الساعة في يونيو الماضي بأقل القراءة السابقة وأدنى من المتوقع، إذ سجل 0.2% مقابل قراءة مايو الماضي التي سجلت 0.4%، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 0.3%.
وارتفعت القراءة السنوية للمؤشر بأقل من التوقعات إلى 3.7% في يونيو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 3.8%. وكانت توقعات السوق قد أشارت إلى ارتفاع إلى 3.9%.
وتراجع معدل البطالة الأمريكية إلى 3.1% في يونيو الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 4.2%، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 4.3%.فاكتسب زخماً مع تفضيل المستثمرين للعملات الحساسة للمخاطر.
وعززت هذه البيانات التفاؤل في السوق، وهو ما يشكل ضغطًا على الدولار الأمريكي، مما يصب في صالح الدولار الكندي.
مخاطر التعريفات الجمركية وعدم اليقين في سياسة بنك كندا
يُثير انتهاء مهلة التعليق المؤقت للتعريفات الجمركية الأمريكية في 9 يوليو حالة من انعدام اليقين أيضًا، مع تهديد الرئيس دونالد ترامب بفرض “تعريفات متبادلة” تهدد التجارة العالمية.
ويقدر صندوق النقد الدولي أن التعريفات قد تقلل من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 0.5%، مما يؤثر على الاقتصاد الكندي القائم على التصدير، خاصة في قطاعي الطاقة والتصنيع.
في الوقت نفسه، ينقسم السوق حول قرار سعر الفائدة القادم لبنك كندا في 30 يوليو، حيث يتوقع البعض خفضًا آخرًا من المستوى الحالي 4.25%، بعد بيانات التضخم لشهر يونيو التي أظهرت ارتفاعاً بنسبة 2.7%.
ويواجه متداولو الدولار الكندي تقلبات متزايدة بانتظار تقرير الوظائف الكندي في 11 يوليو، والذي قد يؤثر على سياسة بنك كندا وأداء الدولار الكندي.
تفاؤل السوق يدفع ديناميكيات العملات
يعكس ارتفاع الدولار الكندي تفاؤل السوق الأوسع، مع ارتفاع مؤشرات وول ستريت مثل ستاندرد آند بورز 500، بنحو 0.83%، وناسداك بنسبة 1.02%، إلى مستويات قياسية في 3 يوليو.
ويشير انخفاض زوج الدولار الأمريكي / الدولار الكندي نحو 1.3540 إلى استمرار الاتجاه الهبوطي، مدفوعاً بضعف الدولار الأمريكي وسط تفاؤل الأسواق الذي يعزز شهية المخاطرة.
ومع ذلك، تشير المؤشرات الفنية إلى أن الزوج يقترب من منطقة ذروة البيع، مع المتوسط المتحرك لـ 200 يوم عند 1.3500 كدعم محتمل. وقد يحدث انعكاس إذا تشددت سياسات التعريفات الأمريكية أو إذا جاءت بيانات الوظائف الكندية دون التوقعات، مما قد يعزز الدولار الأمريكي.
التيارات الاقتصادية المتقاطعة
تواجه قوة الدولار الكندي، المدعومة بتقرير الوظائف الأمريكية وتفاؤل السوق، مخاطر وتحديات متمثلة في حالة انعدام اليقين بشأن التعريفات وسياسات بنك كندا.
ويحرص المستثمرون والمتداولون على الحصول من صانعي السياسات في بنك كندا على قدر كاف من التوجيهات الواضحة بعد بيانات الوظائف في 11 يوليو لتثبيت توقعات السوق، بينما ينتظر من المسؤولين الأمريكيين توضيح مسار التعريفات لتجنب اضطرابات التجارة.
وفي الأثناء، يحرص المستثمرون على مراقبة أرقام التوظيف الكندية، والإشارات المتعلقلة بمستويات الفائدة من بنك كندا، وتطورات التعريفات الأمريكية. وبدون استجابات سياسية منسقة، قد تتراجع مكاسب الدولار الكندي مقابل الدولار الأمريكي، مع احتمال ارتداد زوج الدولار الأمريكي / الدولار الكندي فوق 1.3600 بحلول أواخر يوليو الجاري.