سيطرت عدة عوامل على أسواق المال في اليوم الأول من تعاملات الأسبوع الجديد، والتي أدت في مجملها إلى تدهور في شهية المخاطرة في أسواق المال العالمية، وهو ما يأتي بعد أسبوع حافل من الأحداث السلبية التي انتهت الجمعة الماضية ببيانات توظيف دون توقعات الأسواق.
وأدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات، في مقابلة أُجريت معه نهاية الأسبوع الماضي، تضمنت تأكيدًا من قبل الرئيس الأمريكي على أنه لا يستبعد على الإطلاق أن يدخل الاقتصاد الأمريكي في ركود، وهو ما أثار مخاوف لدى المستثمرين في الأسواق حيال المسار المستقبلي للاقتصاد.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن الاقتصاد في الولايات المتحدة “يمر بفترة انتقالية” من تشهد تطبيق سياسات التعريفة الجمركية وغيرها من القيود التي يتوقع أن يستمر في فرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في الفترة المقبلة.
وظهر في تصريحات ترامب إصرار على المُضي قُدُمًا في هذه السياسات واستعداد لتحمل مسؤولية ما قد تؤدي إليه من تبعات يتحملها الاقتصاد، وهو ما أثار حالة من التوتر في الأسواق، خاصة وأن تلك التصريحات جاءت بعد جولات من التصعيد بين واشنطن وأوتاوا على صعيد التعريفة الجمركية.
الدولار الأمريكي يتأرجح
لم يستقر الدولار الأمريكي في اتجاه واحد على مدار اليوم الاثنين الماضي، إذ بدأ التعاملات الصباحية في الأسواق بهبوط متأثرًا بحالة من السلبية التي سيطرت على الأسواق منذ نهاية الأسبوع الماضي بعد ظهور بيانات التوظيف الأمريكية التي جاءت دون المستويات التي أشارت إليها التوقعات.
وألقت تلك البيانات الضوء على ارتفاع دون التوقعات في نمو الأجور، مما انعكس سلبًا على أداء الدولار الأمريكي عقب تصاعد توقعات بإمكانية المزيد من خفض الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في الفترة المقبلة، وذلك نظرًا لأن البنك المركزي قد يرى في تدهور أوضاع سوق العمل دافعًا في اتجاه المزيد من التيسير الكمي.
وسجل مؤشر متوسط الكسب في الساعة ارتفاعا 0.3% مقابل ارتفاع أكبر سجله في الشهر السابق 0.4%, وهو ما توافق مع التوقعات التي أشارت إلى 0.3%، وذلك وفقًا للقراءة الشهرية للمؤشر.
وسجلت القراءة السنوية للمؤشر ارتفاعا إلى 4.00% في فبراير الماضي مقابل للقراءة المسجلة في نفس الشهر من العام الماضي عند 3.9%، وهو ما جاء أدنى من توقعات السوق التي أشارت إلى 4.1%.
وارتفع نمو الوظائف في الولايات المتحدة إلى مستويات أدنى من توقعات الأسواق، إذ سجل مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة ارتفاعا إلى 151000 وظيفة في فبراير الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 125000 وظيفة، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 160000 وظيفة.
كما كان التصعيد المتبادل بين الولايات المتحدة وكندا على خلفية التعريفة الجمركية من الأمور التي أثرت على العملة الأمريكية في بداية التعاملات في اليوم الأول من أسبوع التداول الجديد.
رغم ذلك، تعافى الدولار الأمريكي بعد ظهور تصريحات ترامب عن الاقتصاد الأمريكي. كما استفادت العملة من الموقف الحالي على صعيد خطة الموازنة الفيدرالية التي لا يزال المشرعون الأمريكيون يناقشونها في الكونجرس.
وبدأ أعضاء الكونجرس الأمريكي مناقشات تستهدف تفادي الوصول إلى إغلاق حكومي عن طريق الاتفاق على تمويل مؤقت أو النجاح في تمرير خطة موازنة لتأمين تمويل دائم لتشغيل المؤسسات التابعة للحكومة الفيدرالية، وهو ما يجب الوصول إليه الجمعة المقبلة بحد أقصى الجمعة المقبلة.
وحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعضاء الكونجرس، الذي يسيطر عليه الجمهوريون ، على تمرير مشروع قانون لسد الفجوة، لكن ليس من الواضح أن هناك ما يكفي من الأصوات لتمرير التشريع المقترح هذا الأسبوع.
حركة السعر
في ختام تعاملات الاثنين، تمكن الدولار الأمريكي من التعافي، معوضًا الخسائر التي مُني بها في أوائل التعاملات. وجاء هذا الارتفاع نتيجة لتنقل العملة الأمريكية بين الأدوار المتخلفة التي تلعبها في أسواق المال. فالهبوط الذي بدأت به التعاملات جاء نتيجة لكونها عملة الولايات المتحدة التي توقع رئيسها أن يغرق اقتصاد البلاد في الركود، ومن ثم تصبح العملة في وضع حرج.
أما الارتفاع الذي تحقق في نهاية التعاملات، فجاء بعد تركيز المستثمرين في الأسواق على مكانة الدولار بين أصول الملاذ الآمن ليستفيد من السلبية التي تحاصر الأسواق بسبب تصريحات ترامب ومخاوف الإغلاق الحكومي.