نور تريندز أخبار وتحليل فني وأدوات تعليمية وتوصيات
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض تعريفة جمركية على جميع واردات بلاده من السيارات علاوة على تعريفات جمركية متبادلة يعتمد حجمها على مقدار الرسوم الجمركية التي تفرضها تلك الدول على وارداتها من الولايات المتحدة.
وكانت الدول التي أفلتت من تعريفات جمركية كبيرة من شأنها إلحاق أضرار بالغة بتبادلها التجاري مع الجانب الأمريكي هي المملكة المتحدة، والسعودية، والبرازيل، وأستراليا، والسعودية، وهي الدول التي فرضت عليها الإدارة الأمريكية الحد الأدنى من التعريفة الجمركية الذي يبلغ 10%.
في نفس الوقت، بلغت التعريفة الجمركية المفروضة على صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة 20% في حين لم تُفرض على كندا والمكسيك أي تعريفة جمركية جديدة بخلال المفروضة عليها بالفعل في الفترة الأخيرة.
وكشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النقاب عن التعريفة الجمركية المتبادلة أثناء الاحتفال “بيوم التحرير”، والتي يتم وضعها حيز التنفيذ وقت الإعلان عنها مع بدء تحصيل هذه الرسوم بدءً من الخميس.
وتتضمن التعريفات الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي 25% رسوم جمركية على السيارات المصنعة خارج الولايات المتحدة.
وفرض ترامب تعريفة جمركية على واردات الولايات المتحدة من الهند بقيمة 26%، و25% على الواردات الأمريكية من كوريا الجنوبية، و46% على الواردات القادمة إلى بلاده من فيتنام.
وشملت التعريفة الجمركية إندونيسيا أيضًا، إذ أعلن الرئيس الأمريكي فرض رسوم جمركية بقيمة 32% على واردات بلاده من إندونيسيا.
وشملت قرارات ترامب اليابان أيضًا، إذ فرضت الإدارة الأمريكية تعريفة جمركية على الواردات القادمة من اليابان بقيمة 24%.
كما فرض ترامب تعريفة جمركية على تايوان بقيمة 32%.
وبعد إصدار هذه القرارات، بلغ إجمالي التعريفة الجمركية على الواردات الأمريكية من الصين 34%.
إعفاء كامل
أعلن البيت الأبيض الأربعاء الماضي أن واردات الولايات المتحدة من النفط والغاز الطبيعي والمنتجات النفطية المكررة معفاة كليةً من التعريفة الجمركية، وهو ما يتوافق مع سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إدارة ملف الطاقة.
ويضمن إعفاء النفط ومشتقاته والغاز الطبيعي المسيل التي تدخل إلى الولايات المتحدة من التعريفة الجمركية تدفقًا طبيعيًا لهذه المنتجات إلى أكبر اقتصادات العالم، مما يؤدي إلى زيادة في المعروض أو على الأقل استقرار في توافر الإمدادات ومن ثم هبوط في الأسعار.
وكانت هذه هي الفئة الوحيدة من الواردات الأمريكية التي حصلت على إعفاء من التعريفة الجمركية، لكن باقي حزمة القرارات جاءت خالية تمامًا من أي إعفاء لأي دولة أو قطاع.
رد فعل الأسواق
رغم الارتفاعات التي حققتها الأسهم الأمريكية في أوائل التعاملات بدفعة من تحسن بيانات التوظيف، بدأت بعض القطاعات في أواخر تداولات وول ستريت تتأثر سلبًا إلى حدٍ ما حتى قبل إعلان ترامب تفاصيل القيود التجارية التي فرضها.
وبخلو هذه القرارات من استثناءات أو إعفاءات لدول أو قطاعات بعينها من التعريفة الجمركية، قد نشاهد أداءً سلبيًا في بعض القطاعات التي قد تتضمن التكنولوجيا والسيارات والمواد الخام في الجلسة المقبلة لتعاملات الأسهم في بورصة نيويورك.
وكانت الأسهم الأمريكية قد أنهت تعاملات الأربعاء في الاتجاه الصاعد بدفعة من بيانات توظيف ألقت الضوء على ارتفاع في نمو الوظائف في الولايات المتحدة، وهو ما يزيد من فرص خفض الفائدة أكثر من مرة قبل نهاية العام الجاري.
وارتفع مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية الأمريكية الصادر عن إدارة المعالجة الإلكترونية للبيانات إلى 155000 وظيفة في مارس الماضي مقابل القراءة السابقة التي سجلت 84000 وظيفة، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي اشارت إلى 105000 وظيفة.
وتراجع سهم شركة “إن فيديا”، عملاق الشرائح الإلكترونية، بحوالي 5.00% بعد إعلان تفاصيل التعريفة الجمركية التي تضمنت فرض تعريفة جمركية على الواردات الأمريكية من تايوان بنسبة 32.00%.
وربما نشاهد تعافيًا في الأسهم الأوروبية بسرعة أكبر من تعافي الأسهم الأمريكية، التي يتوقع على نطاق واسع أن تبدأ تعاملات الخميس في الاتجاه الصاعد، وهو ما يرجع إلى حالة انعدام اليقين التي تغلف المشهد في الأسواق.
ورغم أن سكو بيسنت، وزير الخزانة الأمريكية، قال إن الرئيس ترامب قد يدخل مفاوضات تستهدف خفض التعريفة الجمركية الواردة في القرارات الأخيرة، إلا أنها تصريحات تخلو من أي أرقام أو تواريخ محددة، مما يبقي على انعدام اليقين سيدًا للموقف أثناء التعاملات في أسواق المال العالمية.
ويتوقع أن تجد عائدات السندات الأمريكية ما تستند إليه في تعافي قد يتحقق لها الخميس، إذ تعني التعريفة الجمركية المزيد من ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة وبالتالي يحتفظ الفيدرالي بمعدلات فائدة مرتفعة لوقت أطول، وهو ما يصب في صالح تلك العائدات.
وقد تستمر قرارات ترامب في التأثير إيجابًا على الذهب الذي لا يزال ينطلق في اتجاه مستويات غير مسبوقة في تاريخه مع هبوط الأسعار العالمية للنفط بسبب مخاوف الركود المحتمل الذي قد يتحقق نتيجة للتعريفة الجمركية. كما يرجح أن يستمر ضعف الدولار الأمريكي.
