وسط ضعف السيولة في أسواق المال العالمية الخميس بسبب خروج أغلب المستثمرين من السوق لقضاء عطلات أعياد الميلاد، وهو ما من شأنه أن يلعب لصالح العملة الأمريكية على حساب أصول المخاطرة، مما أعاد البيانات الأمريكية إلى صدارة المشهد.
وألقت البيانات الأمريكية الضوء على تحسن في أوضاع سوق العمل وقطاع التصنيع في الولايات المتحدة، مما من شأنه أن يرسخ لقناعة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد بات قريبًا جدًا من تحقيق سيناريو الهبوط المرن، وهو ما كان يفترض أن يثير التفاؤل في الأسواق ويؤدي إلى تفوق أصول المخاطرة.
وبالفعل انتشر التفاؤل في الأسواق وارتفعت أصول المخاطرة، لكن هذا الارتفاع لم يستمر طويلًا، إذ شارك الدولار الأمريكي في الاحتفال بقوة الاقتصاد الأمريكي التي سلطت عليها البيانات الضوء، مما أدى إلى ضغوط على الأسهم الأمريكية في نهاية جلسة التداول الخميس.
وتلقى الدولار الأمريكي دفعة في الاتجاه الصاعد من بيانات ألقت الضوء على استمرار تحسن أداء اقتصاد الولايات المتحدة الخميس وسط ضعف مستويات السيولة في موسم عطلات أعياد الميلاد التي يغيب فيها الكثير من المستثمرين عن أسواق المال العالمية لأخذ استراحة قصيرة قبل استئناف العمل في الاستثمارات المالية.
البيانات الأمريكية
تراجعت مطالبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة إلى أدنى المستويات في ثمانية أشهر عند 211000 مطالبة بعد في الأسبوع المنتهي في 27 ديسمبر الماضي. وكانت توقعات السوق تشير إلى ارتفاع إلى 222000 مطالبة بينما سجلت قراءة الأسبوع السابق ارتفاعًا إلى 220000 مطالبة.
كما تراجع مؤشر إجمالي المستفيدين من إعانات البطالة في الولايات المتحدة إلى 1.844 مليون مستفيدًا في الأسبوع المنتهي في 20 ديسمبر الماضي مقابل القراءة المسجلة الأسبوع الماضي عند 1.896 مليون مستفيدًا، وهو ما جاء دون المستويات التي أشارت إليها التوقعات عند 1.890 مليون مستفيدًا.
وروجعت قراءة مؤشر مديري المشتريات التصنيعي للولايات المتحدة في ديسمبر إلى ارتفاع لتسجل 48.3 نقطة مقابل القراءة الفعلية قبل المراجعة التي سجلت 47.2 نقطة. لكن قراءة مؤشر الإنفاق على القطاع الإنشائي الأمريكي لم تشهد أي تغيير في نوفمبر الماضي مقابل قراءة الشهر السابق لتستقر عند 0.0%.
وكان للبيانات الأمريكية أثرًا على عائدات السندات الأمريكية المعيارية، لكنه كان أثرًا يسير في الاتجاه المعاكس لما شهده الدولار من ارتفاع بسبب هذه البيانات.
واستقرت عائدات سندات الخزانة الأمريكية في ختام جلسة الخميس في الاتجاه الهابط بعد رحلة من التذبذب تخبطت فيها بين الاتجاهين الصاعد والهابط في الجلسة الأولى من تعاملات السنة الجديدة.
وكانت البيانات الاقتصادية التي ظهرت الخميس وراء التراجع في عائدات سندات الخزانة الأمريكية، إذ ألقت الضوء على أن الفيدرالي قد يكون لديه متسع للمزيد من خفض الفائدة في 2025 استنادًا إلى استمرار تحسن أوضاع سوق العمل وقطاع التصنيع في الولايات المتحدة.
تذبذب حاد للأسهم الأمريكية
وارتفعت الأسهم الأمريكية منذ مستهل التعاملات الخميس بدفعة من بيانات اقتصادية ألقت الضوء على استمرار تحسن أداء الاقتصاد الأمريكي في الفترة الأخيرة، وهو ما من شأنه أن يمنح بنك الاحتياطي الفيدرالي المزيد من الثقة في تحركاته التي تستهدف الاستمرار في التيسير الكمي عقب خفض الفائدة مرتين منذ سبتمبر الماضي.
لكن هذا الارتفاع استمر حتى منتصف التعاملات اليومية تقريبًا، وهو ما تغير كليةً بعد أن بدأ المستثمرون في بورصة نيويورك في استغلال الارتفاعات الكبيرة للأسهم في جني أرباح من خلال عمليات بيع مكثف أدت إلى تراجعها.
وختمت الأسهم الأمريكية تعاملات الخميس في الاتجاه الهابط متأثرةً بعمليات جني أرباح قام بها المستثمرون في الأسواق استغلالًا للارتفاعات التي حققتها في الفترة الأخيرة وسط تراجع في مستويات السيولة في الأسواق بسبب موسم عطلات عيد الميلاد وخروج المستثمرين من أغلب المراكز لقضاء العطلة.
وفي الساعات الأولى من تعاملات الخميس، استفادت الأسهم في بورصة نيويورك من بيانات ألقت الضوء على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يكون لديه متسع للمزيد من خفض الفائدة في العام الجديد استنادًا إلى تحسن أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة.
وهبط داو جونز الصناعي إلى 42392 نقطة بعد إضافة خسائر بحوالي ذ50 نقطة و 0.4%. كما تراجع مؤشر ستاندردز آند بورس500 إلى 5868 نقطة بعد أن تعرض لخسائر بحوالي 14 نقطة أو 0.3%. هبط ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة أيضًا إلى 19280 نقطة بعد أن فقد حوالي 30 نقطة أو 0.2%.