واصلت أسعار الذهب مكاسبها الأربعاء وسط ترقب المستثمرين في أسواق المال العالمية بيانات التضخم الأمريكية التي من المنتظر أن تلقي مزيدًا من الضوء على المسار المستقبلي للسياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي بعد أن أبقى البنك المركزي على معدل الفائدة دون تغيير للاجتماع الخامس على التوالي في مارس الجاري.
وتراجع المعدن النفيس من أعلى مستوياته التاريخية غير المسبوقة التي حققها في الفترة الأخيرة بسبب جني الأرباح. مع ذلك، لا يزال الذهب يتمتع بقدر كبير من القوة والزخم الصاعد الذي وصل به إلى كسر أرقام قياسية جديد وتحقيق ارتفاعا إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخه.
وقد يؤدي خفض الفائدة إلى المزيد من ارتفاع الذهب، إذ يعني خفض الفائدة توفير فرص للحصول على الأموال السهلة تؤدي بطبيعة الحال إلى المزيد من ارتفاع التضخم. وحال تحقق ذلك، يلجأ المستثمرون في أسواق المال إلى الذهب من أجل التحوط لرؤوس الأموال من ارتفاع التضخم.
ومن المتوقع ألا تشهد حركة سعر المعدن النفيس تغيرات قوية وأن تظل في نطاق محدود حتى نهاية الجلسة الحالية على الأقل، إذ يظل المستثمرون ملتزمين الحذر في إجراء التعاملات على الذهب حتى إصدار تقارير التضخم الأمريكية. ومن شأن بيانات التضخم المنتظر صدورها نهاية الأسبوع الجاري أن تلقي الضوء على المسار المستقبلي للسياسة النقدية للفيدرالي، وهو ما من شأنه أن يلقي الضوء على حركة السعر المستقبلية للذهب.
ووصلت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي الأسبوع الماضي بعد أن أشار صناع السياسة في الفيدرالي إلى أنهم ما زالوا يتوقعون خفض أسعار الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية بحلول نهاية عام 2024، على الرغم من ارتفاع التضخم في الآونة الأخيرة. وصوتت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بالإجماع لصالح الإبقاء على الفائدة دون تغيير عند 5.25% – 5.50%، وهو ما جاء متوافقًا مع توقعات الأسواق.
ويرى المستثمرون في الأسواق أن هناك فرصة بنسبة 70% لخفض الفائدة الفيدرالية في يونيو المقبل. وتسير تعاملات المعدن النفيس في نطاق ما بين منطقة الدعم الحالي عند 2150 دولار للأونصة والمقاومة القوية عند 2200 دولار للأونصة.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب في جلسة الأربعاء إلى 2192 دولار للأونصة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 2177 دولار للأونصة. وهبط المعدن النفيس إلى أدنى مستوى له في يوم التداول الجاري عند 2173 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 2197 دولار.