تعرض الدولار النيوزلندي لهبوط حاد في ختام تعاملات الأربعاء بعد إبقاء بنك الاحتياطي النيوزلندي على معدل الفائدة دون تغيير علاوة على الخطاب السلبي الذي تبناه بيان الفائدة الصادر عن البنك المركزي.
وثبت بنك الاحتياطي النيوزلندي معدل الفائدة عند نفس المستويات المرتفعة القياسية في نهاية اجتماعه المنعقد صباح الأربعاء الماضي، مؤكدا أنه يعتزم الإبقاء على المعدلات الرئيسية الحالية دون تغيير لبعض الوقت.
وجاء قرار لجنة السياسة النقدية النيوزلندية مفاجئًا للأسواق التي كانت تتوقع أن يلجأ البنك المركزي إلى رفع الفائدة في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة. كما كانت الأسواق تتوقع أن يبدي بنك الاحتياطي النيوزلندي استعداده لرفع الفائدة في المستقبل القريب إذا ما اقتضت الضرورة ذلك على الأقل، لكنه لم يفعل ذلك أيضًا.
وخسر الدولار النيوزلندي حوالي 1.2% من قيمته الأربعاء الماضي مقارنة بالمستويات التي سجلها في يوم التداول السابق متأثرًا بالتصريحات السلبية وغياب أي إشارات إلى رفع فائدة محتمل في الفترة المقبلة.
مع ذلك، أشار البنك المركزي في بيان الفائدة إلى مجرد الاستعداد للإبقاء على معدل الفائدة عند المستويات الحالية لفترة أطول مما تتوقعه أسواق السندات السيادية. ونرجح أن موقف بنك الاحتياطي النيوزيلندي – الذي يتمثل في الإحجام عن رفع الفائدة أو حتى إبداء الاستعداد لذلك – إذ يأتي قرار الفائدة وسط اتجاه يسود البنوك المركزية الرئيسية نحو مناقشة البدء تخفيضات أسعار الفائدة.
ورفع بنك نيوزيلندا الفائدة بواقع 525 نقطة أساس في هذه الدورة من التشديد الكمي، وهو المستوى القريب من معدل الفائدة الذي يعمل به بنك الاحتياطي الفيدرالي في الوقت الذي لم تصل فيه أغلب البنوك المركزية الرئيسية إلى هذا المستوى.
وربما يكون لقرار بنك الاحتياطي النيوزيلندي آثارًا تتجاوز مجرد ترك بصمته على اقتصاد البلاد، إذ من الممكن أن نشاهد تحركات تترتب على هذا القرار لعملات وأصول أخرى متداولة في أسواق المال، وذلك بسبب اللهجة غير الحاسمة التي تبناها بيان الفائدة عندما أحجم عن الإشارة إلى رفع الفائدة في وقت يستمر فيه التضخم في الارتفاع إلى مستويات أعلى من الهدف الرسمي.
ومن المرجح أن يكون قرار البنك المركزي النيوزيلندي هو المحرك الرئيسي للتحرك الصاعد القوى الذي أظهره الدولار الأمريكي.
وعلى الصعيد الفني لزوج النيوزلندي/ دولار، تراجعت العملة النيوزلندية مقابل الدولار الأمريكي وسط توقعات بأن يستمر هذا الهبوط حتى نهاية أسبوع التداول الجاري. وفشل الزوج في اختراق المقاومة عند مستوى المتوسط المتحرك للـ50 يومًا.
ويبدو أن دببة النيوزيلندي يسيطرون على المشهد في الوقت الراهن، مما يدفع الزوج في اتجاه اختبار مستوى المتوسط المتحرك للـ200 يومًا. وسبق للنيوزلندي/ دولار أن كسر مستوى الدعم عند 0.6070 بعد أن غادر منطقة 0.6090 – 0.6170 في وقت سابق من اليوم. وكان الزوج قد خرج من هذا النطاق – الذي يمتد من قاع هذا المنحنى إلى قمته – في النصف الثاني من يناير الماضي بدعم من عمليات شراء تحت الحد السفلي لتلك المنطقة دفعت به إلى أعلى.
وأنهى النيوزلندي/ دولار تعاملات الأربعاء عند مستوى 0.6089 مقابل الإغلاق اليومي المسجل في يوم التداول الماضي عند 0.6151. وبلغ أعلى مستوى للزوج في نفس الفترة 0.6178 مقابل أدنى المستويات الذي سجل 0.6082، مما يشير إلى نطاق تداول ضيق يعكس الضغوط التي تعرض لها الزوج جراء اللغة التي تبناها بنك الاحتياطي النيوزلندي وتفادي ذكر رفع الفائدة.
كما توافرت في الأسواق عوامل أخرى أدت إلى المزيد من الضغوط الواقعة على كاهل العملة النيوزلندية، إذ تراجعت شهية المخاطرة في الأسواق بسبب ترقب بيانات التضخم الأمريكية المنتظر ظهورها الخميس، وهو ما أدى إلى ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل أغلب العملات الرئيسية.