سجلت العقود الآجلة للنفط ارتفاعًا كبيرًا في ختام تعاملات الثلاثاء بدفعة من استمرار آثار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط على الأسعار العالمية بسبب ما تثيره من مخاوف حيال المعروض العالمي وإمكانية تأثره باضطرابات الشرق الأوسط ذات الصلة بالحرب على غزة.
سجلت مخزونات النفط الأمريكية ارتفاعا الثلاثاء، وفقا للبيانات الصادرة عن المعهد الأمريكي للدراسات النفطية التي تأتي قبل يوم واحد من إصدار التقارير الرسمية لمخزونات النفط ومشتقاته في الولايات المتحدة.
وجاء هذا الارتفاع نتيجة لتكرار الغارات الجوية التي استخدمت فيها طائرات مسيرة ضد قواعد عسكرية أمريكية وقواعد أخرى تابعة لحلفاء الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما قد يؤدي إلى تعطل إمدادات النفط من دول الخليج إلى باقي أنحاء العالم.
وختمت العقود الآجلة للنفط تعاملات الثلاثاء في الاتجاه الصاعد، مستمرة في الاستفادة من مخاوف حيال المعروض العالمي عقب تجدد مخاوف التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
وارتفعت العقود الآجلة للنفط الأمريكي إلى 73.40 دولار مقابل الإغلاق المسجل في نهاية تعاملات اليوم الأول من تعاملات الأسبوع الجديد عند 72.74 دولار للبرميل.
وهبطت العقود الآجلة للخام الأمريكي إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الثاني من الأسبوع الجديد عند 72.41 دولار مقابل أعلى المستوى الذي سجل 73.78 دولار.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت إلى 78.65 دولار مقابل الإغلاق المسجل في نهاية تعاملات اليوم الأول من تعاملات الأسبوع الجديد عند 77.96 دولار للبرميل.
وهبطت العقود الآجلة للخام البريطاني إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الثاني من الأسبوع الجديد عند 77.68 دولار مقابل أعلى المستوى الذي سجل 79.04 دولار.
وتعرضت أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في سوريا لهجوم بطائرة مسيرة، مما أسفر عن مقتل ستة على الأقل من تحالف موالي للولايات المتحدة يقوده الأكراد.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن أكاديميتها العسكرية في حقل النفط المعروف باسم “العمر” في محافظة دير الزور شرقي سوريا عرضت لغارة جوية بطائرة مسيرة في الساعات الأولى من صباح الاثنين الماضي، وهو ما امتد أثره على العقود الآجلة للنفط حتى ختام تعاملات الثلاثاء.
هبوط محتمل
ارتفعت مخزونات النفط الخام بـ674000 برميل في الأسبوع المنتهي في الثاني من فبراير الجاري مقابل القراءة المسجلة الأسبوع السابق التي ألقت الضوء على هبوط حاد بـ2.5- مليون برميل، وهو ما جاء على النقيض من توقعات الأسواق التي أشارت إلى إمكانية أن تحقق المخزونات ارتفاعا هائلا بـ2.133 مليون برميل في نفس الفترة.
وارتفعت مخزونات النفط الأمريكية في مستودعات كاشنج في الولايات المتحدة بـ492000 برميل في الفترة المنتهية في الثاني من فبراير الجاري. كما ارتفعت مخزونات الجازولين الأمريكية بـ3.652 مليون برميل في نفس الفترة. لكن مخزونات مشتقات ومنتجات النفط الأمريكية تراجعت بـ3.699- مليون برميل.
ويُعد ارتفاع المخزونات الأمريكية من أهم العوامل التي من شأنها أن تقف وراء هبوط العقود الآجلة للنفط نظرا لما تتضمنه من إشارة إلى تراجع الطلب على النفط لدى أكبر اقتصادات العالم.
ورغم الزيادة في مخزونات النفط الأمريكية التي أكدتها تقارير إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدةـ قالت الإدارة إن معدلات إنتاج النفط الخام قد تتراجع إلى مستويات أدنى من توقعات الأسواق، لكن العقود الآجلة للنفط قد تتخلى عن بعض مكاسبها بسبب عناوين الأخبار التي أشارت إلى محادثات تستهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار مطول في غزة.
وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن إنتاج النفط الخام قد يتراجع إلى 170000 دولار للبرميل يوميا مقابل التقديرات السابقة للإنتاج الأمريكي التي أشارت إلى 290000 برميل.