تراجع الذهب في ختام تعاملات الاثنين متأثرا بتراجع توقعات بدء الفيدرالي خفض الفائدة في وقت قريب عقب ظهور دفعات إيجابية من البيانات الأمريكية التي رجحت أن الفيدرالي قد يكون أمامه بعض الوقت قبل البدء في خفض الفائدة، والتي تضمنت مؤشرات مبيعات التجزئة وثقة المستهلك في الفترة الأخيرة في الولايات المتحدة.
كما رجح تقرير نشرته شركة بلاكروك، أكبر شركة لإدارة الأصول على مستوى العالم، أن هناك بعض العوامل التي تتوافر في المشهد السياسي والاقتصادي على مستوى العالم من شأنها أن تؤدي إلى عودة التضخم الأمريكي إلى مستوى 3.00% في 2024.
وهبطت العقود الآجلة للذهب إلى 2021 دولار للأونصة مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 2029 دولار للأونصة. وارتفع المعدن النفيس إلى أعلى مستوياته في يوم التداول الأول من الأسبوع الجديد عند 2032 دولار للأونصة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 2016 دولار للأونصة.
وسجل مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميتشيجان الأمريكية ارتفاعا في يناير الجاري إلى 78.8 نقطة مقابل القراءة السابقة التي سجلت 69.7 نقطة، وهو ما جاء أدنى من توقعات الأسواق التي أشارت إمكانية الصعود إلى 70 نقطة فقط، وفقا للبيانات الصادرة الجمعة الماضية.
وقبل أيام من ظهور قراءات ثقة المستهلك الأسبوع الماضي، أظهرت مبيعات التجزئة الأمريكية ارتفاعا في ديسمبر الماضي، مما أثار تفاؤلا حيال مستقبل الاقتصاد رغم استمرار زيادة الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة.
وأثارت هذه البيانات الإيجابية تكهنات بأن يكون الفيدرالي قد اقترب من تحقيق سيناريو “الهبوط المرن” في الفترة الأخيرة بعد أن حملت المفكرة الاقتصادية أنباء إيجابية عن المسار المستقبلي لأكبر اقتصادات العالم.
ويشير “الهبوط المرن” إلى تحقيق الفيدرالي هدف التضخم المحدد بـ2.00% دون الدخول بالاقتصاد الأمريكي في حالة من الركود، وهو سيناريو شديد الإيجابية غالبا مع يؤدي تعزيزه بالبيانات إلى تحسن في شهية المخاطرة.
وتوقعت مجموعة بلاكروك الاستثمارية، أكبر مؤسسة لإدارة الأًصول على مستوى العالم، أن يعاود التضخم الارتفاع إلى مستويات قريبة من 3.00% في الولايات المتحدة بسبب التوترات في الشرق الأوسط.
واجتمعت كل هذه العوامل لتمثل ضغطا على الذهب بعد أن أطلقت إشارات إلى أن تراجع التوقعات التي تصاعدت في الفترة الأخيرة بأن الفيدرالي قد يبدأ خفض الفائدة في أوائل هذا العام.