يتزايد عدد الشركات المشغلة لحاويات النقل البحري التي بدأت تغيير مسار صفنها بعيد عن مضيق باب المندب الذي شهد عددا من الهجمات استهدفت سفنا وحاويات تجارية، وهي الهجمات التي أعلنت جماعة الحوثي اليمينة أنها تشنها على السفن التي تربطها بإسرائيل صلة احتجاجا على القصف الإسرائيلي لغزة.
وكانت مجموعة “AP Møller-Maersk”، المشغلة لثاني أكبر أسطول حاويات بحرية على مستوى العالم، هي الاسم الأحدث الذي انضم إلى قائمة شركات النقل البحري التي أعلنت تغيير مسارها التجاري إلى طريق رأس الرجاء الصالح، مما يتطلب دوران الحاويات البحرية المتجهة من منطقة الخليج ومياه الشرق الأوسط بصفة عامة حول أفريقيا أثناء اتجاهها إلى الولايات المتحدة وأوروبا.
ورغم ارتفاع تكلفة الرحلات في هذا المسار وقطع مسافات طويلة للغاية مقارنة بالمسار التقليدي عبر مضيق باب المندب، إلا أن تلك الشركات تفضل ارتفاع التكلفة وبعد المسافة على أن تقع فريسة لما وصفته بأنه “وضع أمني بالغ الخطورة”.
وقالت المجموعة العملاقة في قطاع النقل البحري في بيان صدر في هذا الشأن: “أثارت الهجمات التي تعرضت لها حاويات تجارية في هذه المنطقة أثارت انزعاجنا وألقت الضوء على خطر كبير على أمن وسلامة البحارة. وقد اتخذنا هذا القرار لضمان سلامة طواقمنا وسفننا وبضائع عملائنا”.
وكشفت البيانات التي نشرها موقع “MariTrace”، المتخصص في شؤون النقل البحري، عن أن 201 سفينة فقط تبحر في البحر الأحمر يوم الثلاثاء أي تتخذ الطريق من وإلى قناة السويس، وهو المسار الذي أحدث تغييرات هامة في طرق التجارة الدولية منذ شن روسيا الحرب على أوكرانيا منذ حوالي عامين. وجاءت هذا العدد من السفن التي لم تغير مسارها بعيدا عن البحر الأحمر أقل مقارنة بـ330 سفينة أبحرت في المنطقة الشهر الماضي.
وجاء تغيير المسار البحري التجاري بعد عدة هجمات نفذتها جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران في الفترة الأخيرة ضد عدد من السفن والحاويات التجارية أثناء عبورها مضيق باب المندب، وهو ممر مائي ضيق يؤدي إلى الفم الجنوبي للبحر الأحمر تكون فيه السفن صيدا سهلا للقذائف والصواريخ التي تطلق من اليمن.
وتقول جماعة الحوثي إنها تشن تلك الهجمات ردا على الهجوم الإسرائيلي على غزة. وبلغ عدد هجمات الحوثي على سفن تجارية بالقرب من مضيق باب المندب عشر هجمات منذ بدء الحرب على غزة إضافة إلى تأكيد البحرية الأمريكية إحباط عدد من الهجمات بمركبات مسيرة.
وأعلنت الولايات المتحدة الاثنين الماضي عن إطلاق تحالف من قوة حماية بحرية متعددة الجنسيات لدعم حرية الملاحة في البحر الأحمر تحمل اسم “حارس الازدهار” وسط الهجمات المتكررة التي شنها الحوثيون على السفن التجارية العابرة لمضيق باب المندب.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال لقاء مع نظيره الإسرائيلي إن بلاده ملتزمة بمواجهة التهديدات التي تدعمها إيران في المنطقة على حد تعبيره، وهو ما أدى إلى سيطرة مخاوف على الأسواق حيال إمكانية تجدد توترات جيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وهو بدوره ما يؤدي إلى ارتفاع العقود الآجلة للذهب.
وعقد أوستن اجتماعا عبر الفيديو بقادة عسكريين ومسؤولين من الدول المشاركة في التحالف، ولذي حذر خلاله من الخطر الذي يهدد الاقتصاد العالمي ما لم تنضم دول أخرى إلى التحالف للمشاركة في حماية التجارة العالمية.
وصدر بيان هن البنتاجون عقب انتهاء اجتماع الفيديو لقادة تحالف “حارس الازدهار” أشار إلى أن “المجتمع الدولي يواجه تحديا غير مسبوق يتطلب إجراء جماعيا”.
يُذكر أن أغلب السفن التي تعرضت لهجمات الحوثيين كانت على صلة بإسرائيل، من بينها سفن مملوكة لعائلة عوفير، أحد أكبر العائلات في قطاع النقل البحري على مستوى العالم، وفقا لمركز متخصص في الاستخبارات البحرية أكد ذلك لصحيفة الفايننشال تايمز الاقتصادية.
وعند الوضع في الاعتبار الارتفاع المحتمل في تكلفة النفط وزيادة المسافة المقطوعة والوقت المستغرق في نقله من منطقة الشرق الأوسع، يتوقع على نطاق واسع أن نشاهد المزيد من القفزات في الأسعار العالمية للنفط.
وختم النفط تعاملات جلسة الثلاثاء في الاتجاه الصاعد استمرارا لمسلسل المكاسب التي نتجت عن مخاوف حيال إمكانية مواجهة مسار النفط خروجا من منطقة الشرق الأوسط إلى باقي أنحاء العالم بعد الهجمات المتكررة التي شنتها جماعة الحوثي اليمنية على سفن تجارية بدافع أنها على صلة بإسرائيل.
وارتفعت العقود الآجلة للنفط الأمريكي إلى 74.10 دولار للبرميل مقابل الإغلاق الذي سجلته في الجلسة الماضية عند 72.81 دولار للبرميل. وهبطت عقود الخام الأمريكي إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الثلاثاء عند 72.16 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 74.40 دولار.